عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-03-2007
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
تــــابــــع

حلول قانونية وهجوم على الإعلام

أما المحور الأكاديمي فقد تطرق إليه الخبير القانوني الدكتور عوض شفيق، فتحدث عن وجهة النظر القانونية للأقليات في العالم العربي، وموقف الأمم المتحدة من قضاياهم وكيفية استخدام آليات القانون لحل مشكلة الأقليات وضمان حقوقهم، وكانت مداخلته أكاديمية تستحق جلسة خاصة للبحث في مضمونها الذي يبتعد عن النظرية ويميل على البحث عن حلول عملية.

في حين رأت بعض المداخلات ضرورة تعديل القوانين والدساتير في الدول العربية، للوصول إلى حقوق الأقليات وتفعيل المواطنة العامة بغض النظر عن الهوية الدينية أو الإنتماء العرقي، وأن تتحول المجتمعات العربية إلى العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، وشطب الإنتماء الديني من بطاقات الهوية، وحذف بنود القوانين التي تعامل الناس على أسس دينية حتى في أمور الزواج والطلاق.

وبينما طالب البعض بحث الأقليات على رفع قضايا على الحكومات التي تضطهد حقوقهم أمام المحاكم الدولية، رأى آخرون أن التغيير لا يكون عبر القانون بل من خلال تغيير مناهج التعليم وأساليب التربية للسماح بقبول الآخر والتعايش معه من منطلق المساواة الإنسانية والحرية والعدالة والقيم المتسامحة، التي تغيب عن المنطقة العربية منذ قرون، حسب قول أحدهم.

وقد اتهم بعض المتدخلين الإعلام بشكل أساسي بأنه سبب ما وصفوه بتخلف العالم العربي عن الإنفتاح الفكري وغياب الوعي الحضاري والثقافي وعدم الحديث عن حقوق الأقليات وكأنها من المحرمات، بل ذهب البعض إلى وجود تأثير ما وصفوه بتأثير البترودولار على السياسات الإعلامية الرسمية والفضائية، وانها السبب في انتشار الأفكار الأصولية بسبب زيادة المساحات الزمنية المتاحة للبرامج الدينية.

ورأي فريق آخر بأن هذا التيار يقابله تيار "طهران دولار" لبث الفكر الشيعي وتصدير الثورة الإيرانية، وإن كانت المداخلات مالت إلى المبالغة وتضخيم حجم هذا التأثير، بشكل ابتعد في بعض الأحيان عن الواقعية، مثل اتهامات وجهت للتلفزيون المصري الرسمي ببث فتاوى تحض على كراهية غير المسلمين، وهيمنة من وصفهم المتحدثون بذوي العمائم واللحى على خريطة إعداد البرامج.

الإعلامية اللبنانية نورما فارس دعت في تعليقها لسويس انفو إلى "ضرورة قيام الإعلام بالنظر بإمعان فيما يحدث حولنا وعدم السكوت عنه، ومد جسور التفاهم واحترام الآخر بين شعوب المنطقة، وبين الأقليات والأغلبية، لأن المشكلة هي أن الوسائل الإعلامية مرتبطة بجهات التمويل التي ترتبط بشكل غير مباشر بالأنظمة، ويظهر هذا في التقارير الإعلامية وعدم معالجة مشكلات الأقليات فتأتي الحقيقة غالبا منقوصة"، على حد قولها.

وتتابع نورما فارس قائلة: "فمن المفترض مثلا أن يهتم الإعلام بوجود 70 مليون أمي في العالم العربي وهذه مشكلة ايضا تؤدي إلى نقص الوعي والفهم، ومن المفترض أن يعطي الإعلام الأهمية المرئية لإيصال رسائل التي تدافع عن القيم الإنسانية المشتركة لتنمية الوعي"، حسب رأيها.


"الواقعية العملية"

وقد استضاف المؤتمر الحاخام اليهودي نيسان مورداخاي الذي أشار إلى "معاناة اليهود كأقلية دينية في العالم العربي"، ولكنه أسهب في الحديث عن تسامح الدول العبرية رغم ما أسماها بـ "المعاناة من الأغلبية العربية المحيطة به"، وهو ما أثار استياء الحاضرين من الفلسطينيين من العلمانيين والمسيحيين، الذين رفضوا أن تظهر إسرائيل في هذا المؤتمر في ثوب الضحية بينما "هي مرتكبة لأكبر المجازر منذ النكبة وحتى اليوم"، حسب مداخلات عدد من الفلسطينيين وهو ما ألهب أجواء المؤتمر لاسيما عندما أعلن موردخاي بشكل قاطع أن اليهود "لن يقبلوا بعودة اللاجئين لأن هذا يعني القضاء على الدولة العبرية بسبب التحول الديموغرافي الذي سيطرأ على بلاده".

أما الخطوات العملية التي يجب أن يخرج بها المؤتمر، فقد لخصها سعد الدين إبراهيم مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية (بالقاهرة) بالتحول إلى الموضوعية في تناول القضايا والابتعاد عن النظريات والمهاترات، والعمل المنهجي في طرح المشكلات، والاعتماد على البيانات الدقيقة والمسجلة المتبوعة بإحصائيات وشهادات واقعية، والابتعاد عن التهويل والمهاترة، لأن كل هذا سيساعد على حضور مقبول أمام المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بهذا الأمر.

المتهم الوحيد في كل فعاليات المؤتمر كانت الأنظمة العربية، فقد اتفق الحضور على أنها "قمعية ديكتاتورية تسلب الحريات وتمنع التطور وتقف في وجه الإصلاحات"، بل ذهب البعض إلى أن "التغيير يبدأ من إزاحة تلك الأنظمة"، أما كيف؟ فقد اختلف فيه الحضور، هل عن طريق تدخل أجنبي؟ أم عبر مواصلة الضغوط على جميع الجبهات الداخلية والخارجية؟.

وفيما رأي البعض أن التدخل الخارجي "قد يؤدي إلى وصول الأمر إلى ما آل إليه في العراق"، يعتقد آخرون أن "ممارسة الضغوط والتعاون مع الجهات الصديقة في العالم هي خير وسيلة" قبل وصول الإسلاميين إلى الحكومات عبر الديمقراطية، ليتحول العالم العربي إلى "إيران على الطريقة السنية"، حسبما جاء على لسان أحد الحضور.

ومن الواضح أن الدعم الخارجي لن ينقطع عن هذا المؤتمر، مثلما أكد الأمريكيان القس بيشوف مارفين والناشطة في حقوق الإنسان كاترين بورتر، "سنساعدكم في واشنطن وستراسبورغ ونيويورك".


سويس انفو - تامر أبوالعينين - زيورخ
__________________
KOTOMOTO
الرد مع إقتباس