
02-01-2004
|
|
كافر كل من أزهق روحا بريئة
http://www.ahram.org.eg/archive/Inde...1.htm&DID=7952
الكتاب
42724 السنة 127-العدد 2003 نوفمبر 27 3 من شوال 1424 هـ الخميس
كل خميس
كافر كل من أزهق روحا بريئة
[color=dark-blue] بقلم: د.أحمد إبراهيم الفقيه
كاتب ليبي
تستخدم أجهزة الإعلام في الجماهيرية الليبية تسمية موفقة تطلقها علي هؤلاء المتطرفين الذين يعتمدون العنف والتفجيرات وإزهاق الأرواح البريئة, سبيلا لتحقيق أغراضهم. وهذه التسمية هي الزنادقة.
والزنادقة هو الوصف الذي تعود أن يستخدمه هؤلاء المتطرفون, المنتسبون كذبا وزورا للإسلام, لوصف بقية عباد الله من أتباع الملة المحمدية, ممن لايقرونهم علي أفعالهم وأقوالهم, فجاء اليوم من يرد التسمية إليهم, وينعتهم بما كانوا ينعتون به الآخرين.
ولا أدري كيف تأخرت المؤسسات الإسلامية الكبري, ذات الإشعاع والتأثير في نفوس الناس, بدءا من الأزهر الشريف إلي كل دار افتاء في الأقطار الإسلامية, وكل جامعة للدراسات الاسلامية وكل كلية للشريعة, عن إدانة سلوك هؤلاء الزنادقة, وإصدار فتوي بإجماع علماء المسلمين, تعتبر كفرا, وزندقة, وخروجا علي دين محمد بن عبدالله, المشاركة في أي عمل إرهابي يروع البشر الآمنين, ويزهق الأرواح البريئة, ويسيء بالتالي إلي الشريعة الإسلامية السمحاء.
ولسنا بحاجة إلي القول, من أن كثيرا من الفتيان الصغار, الذين دفعهم الحماس وسوء الفهم والتقدير, للانضمام إلي هذه الجمعيات, والانجذاب إلي هذا التيار الذي يؤمن بالعنف واستعمال السلاح, واستخدامهم وقودا لنيران الفتنة والتطرف التي يشعلها, سوف يعود إليهم وعيهم, ويدركون أنهم ضحايا لأناس غرورا بهم وزينوا لهم العنف باعتباره أسلوبا من أساليب الجهاد وجواز مرور إلي جنة الخلد, مستغلين سذاجتهم وبساطة إيمانهم وحماسهم البرئ, وساقوهم إلي هذا الطريق الذين ينتهي بموتهم وموت عشرات الأبرياء من ضحاياهم.
إذ لايمكن إطلاقا لدين كرم الإنسان مثل الدين الاسلامي, أن يقر أو يوافق علي مثل هذه الجرائم التي يرتكبها أناس ينسبون أنفسهم إليه, لقد استبشع الاسلام قتل الانسان البرئ, واعتبره فعلا من أفعال الفساد في الأرض, واعتبر القرآن الكريم أن الانسان الذي يقتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا.
نعم.. لقد استفحل شر هذه الجماعات, ووصل إلي حد لايحتمل السكوت عليه, ولا أدري ماهي الصيغة التي تحقق هذه النتيجة, فربما اقتضي انعقاد مؤتمر إسلامي لهذه المؤسسات والشخصيات العلمية, إصدار هذه الفتوي التي تقرها المجامع الاسلامية, تحمل اجماع العلماء وتقول بلغة صريحة واضحة لاتحتمل أي اختلاف في التفسير أو التأويل بأنه كافر, كافر, كل من أزهق روحا بريئة أو شارك في أعمال تهدر الحياة الانسانية بهذا الشكل العبثي الإجرامي.
[/color]
آخر تعديل بواسطة ALMOFTY ، 02-01-2004 الساعة 03:30 PM
|