حوار الأهرام مع قداسة البابا حول وثيقة الفاتيكان
البابا شنودة لـ الأهرام:
بندكت جرح المسيح والمسيحيين وخسر كل المسلمين
لست ضد تعديل لائحة انتخاب البابا
حوار: أشرف صادق
أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن وثيقة الكاثوليك التي وقعها بابا روما بندكت السادس عشر في29 يونيو الماضي ـ التي وصفت البروتستانت والانجليكان بأنهم ليسوا كنائس, وقالت عن الأرثوذكس إن كنائسهم معيبة ـ جرحت المسيحيين, وأنا متعجب من تصريحات بندكت التي يخسر بها في كل مرة. فقد خسر من قبل كل المسلمين, وقال البابا شنودة ـ في حواره انفردت به الأهرام بعد ساعات من عودته من رحلة علاجية بأمريكا ـ إن صحته بخير, وأن كل ما يعاني منه متاعب بسيطة بالكلي تحتاج لعلاج, من حين لآخر, وحرص علي توجيه شكره للرئيس مبارك لاتصاله به للاطمئنان علي حالته الصحية, وشكر كل المسلمين والاقباط الذين اهتموا بالسؤال عنه.
حمد الله بالسلامة قداسة البابا.. لماذا سافرت إلي أمريكا وما هي حقيقة ما تعانون منه صحيا بعيدا عن الشائعات؟
سافرت لأمريكا للاطمئنان وحالتي الصحية الآن أحسن من ذي قبل بكثير, وأنا أشكو من متاعب في الكلي, وهي تحتاج إلي علاج, وهذا كل ما في الأمر بدون زيادة أو نقصان.
متي اتصل سيادة الرئيس بقداستكم, ومن ايضا حرص علي الاطمئنان علي صحتكم؟
سيادة الرئيس محمد حسني مبارك اتصل بنا يوم الثلاثاء الماضي, ونحن نشكره لانه وسط انشغاله بالكثير من القضايا والأحداث يحرص علي ذلك, وقد اتصل بنا ايضا شريف الخولي القنصل العام لمصر في أمريكا, وايضا اتصل ماجد عبدالفتاح مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة وعدد كبير من القيادات السياسية والثقافية والإعلامية ومواطنون مسلمون واقباط.
كيف استقبلت قداستكم وثيقة مجمع العقيدة والإيمان بالفاتيكان, التي صدق عليها بابا روما بندكت السادس عشر, التي وصفت الكنائس الارثوذكسية بأنها كنائس معيبة لأنها لا تؤمن برئاسة البابا, ووصفت الكنائس البروتستانتية بأنها ليست كنائس حقيقية؟
أنا عرفت بهذه الوثيقة, وأنا في نيويورك في طريق عودتي للقاهرة, وقالوا لي إنه نشر في الاسوشيتدبرس مقال عن هذا الموضوع, وقرأت نسخة منه وعرفت ما فيها, وعرفت أن بابا الفاتيكان بندكت اعتمدها في29 يونيو الماضي, وشعرت بأن الرجل يكسب أعداء في كل مرة, ففي تصريحاته الأولي قبل أشهر خسر المسلمين جميعا, وعندما سافر إلي تركيا بعد هذه التصريحات لم يكن مرحبا به, بل رفض كثيرون مقابلته وفرضت علي تحركاته حراسة مشددة جدا, ثم في هذه المرة خسر كثيرا من الطوائف المسيحية لانه بدأ يخطئ في المسيحيين أنفسهم, فعندما يقول ان البروتستانت والانجليكانيين ليسوا كنائس وإنما مجردComunities)) أي جماعات فهذا يجعل الانجليكان لا يحبونه وهم تحت رئاسة كنيسة كانتربري ولهم فروع في أمريكا وأوروبا وإفريقيا ومناطق أخري كثيرة, والبروتستانت ايضا, غالبية أمريكا بروتستانت, فلماذا يخسر كل هؤلاء وأنا متعجب لهذه التصريحات التي تسبب خسائر في مشاعر الناس, السيد المسيح لم يفعل ذلك, المسيح كان يحاول كسب كل الناس بالحب, وليس خسارتهم ولم يتصرف هكذا مع الأمم ولا مع السامريين, بل قال عن قائد المائة الأممي لم أجد في إسرائيل كله إيمانا مثل إيمان هذا الرجل وضرب مثل السامري الصالح الذي كان أفضل من الكاهن واللاوي اليهوديين.
ماذا وراء صدور مثل هذه الوثيقة وفي هذا التوقيت, وما هو الهدف منها؟
الاعتزاز بالشخصية الكاثوليكية كما لو كانوا هم المسيحيين الوحيدين في العالم كله, وان كانت الكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنها الكنيسة الوحيدة فلا داعي أن تجرح شعور الآخرين, ونحن لسنا ضد اعتزاز الكاثوليك بكنيستهم, لكن ليس معني ذلك أن كل كنيسة لا تنضم إليهم هي ليست كنيسة, فقد قالوا في هذه الوثيقة إن الارثوذكس كنائس حقيقية لكنهاDefeetive)) معيبة أو تعاني من نقصان لأنها لا تؤمن برئاسة البابا يقصدون بابا الفاتيكان, ورئاسة بابا الفاتيكان لكل كنائس العالم لاتتفق مع تعاليم المسيح نفسه, لأن تلاميذ المسيح تصارعوا بينهم وبين أنفسهم بسبب من يكون فيهم الأول, فالمسيح قال لهم من أراد فيكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل, ومن أراد أن يكون سيدا فليكن عبدا وخادما للكل ففكرة أن يكون واحدا مسيطرا علي الكل فكره المسيح نفسه لم يوافق عليها, لكن الكاثوليك يريدون أن يقولوا إن بطرس الرسول أحد تلاميذ المسيح هو رئيس الرسل, وان بطرس أسس كنيسة روما, وبذلك تصبح روما رئيسة الكنائس, والكتاب المقدس لا يقول اطلاقا أن بطرس أسس كنيسة روما اطلاقا, الواضح في الكتاب المقدس أن الذي أسس كنيسة روما هو بولس الرسول, وآخر سفر أعمال الرسل يقال فيها أن بولس أسس كنيسة روما, وبولس في رسالته لكنيسة روما قال أنا وضعت مبدأ لنفسي أنني لا اكرز( أبشر) حيث يعرف اسم المسيح فإذن عندما ذهب إلي روما لم يكن يعرف اسم المسيح, وبالتالي هو الذي أسس كنيسة روما لانه أول من بدأ الكرازة أو التبشير باسم المسيح هناك.
|