عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 23-01-2004
stavro stavro غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 135
stavro is on a distinguished road
الجزء الثانى من المقال:

*أما وصف عملية الختان نفسها فقد تناولته قصص كثيرة مثل قصة "زينب والعرش" لفتحى غانم و"أصوات" لسليمان فياض والتى تحكى تجربة مدهشة لختان سيدة فرنسية تزوجت من شاب مصرى ورماها حظها النحس وورطها فى زيارة قريته ليتم لها هناك هذه العملية البشعة ولكن حتى لايقال ده كلام روايات أو وصف جورنالجيه سنقتبس الوصف من إحدى الدراسات الإجتماعية للدكتور محمد عوض خميس الذى حضر إحدى عمليات الختان فيصفها قائلاً

"يجتمع حشد من النساء وتعم الجميع فرحة غامرة ويتهامسون فيما بينهن بجمل غاية فى القباحه مثل "خليها تبرد نارها".. "خليها تبقى عازبه مش مالحه".... أو شويه ويتهد حيلها مالحال من بعضه"... "ده يكسر مناخيرها".... "بكره تتجوز ومهما يعمل فيها لاتتعب ولاتحس".. ويعقب كل جملة من هذه الجمل ضحكات هستيرية دلالة على الترحيب ونوع من أنواع الشماتة وتدخل الداية وهى سيدة كبيرة فى السن قوية الجسد معها منديل معقود به مشرط طويل عرضه حوالى 2,5 بوصة يشبه سكين الجزار وتتطوع خمسة من النسوة ذوات الصحة والعافية من المدعوات إلى الدخول مع الداية ويبدأن على الفور فى رفع ملابس الفتاة حتى الجزء الأعلى من الجسم ثم يوزعن أنفسهن كالآتى.. إحداهن تقف عند كتفيها ضاغطة عليها بكل قوة وإثنتان يمسكن بالفخذ الأيمن ويفتحن الفخذين إلى آخر حد ممكن حتى يبدو العضو التناسلى للفتاة وهى فى حالة صراخ هستيرى بشع ثم تقوم الداية بمنتهى السرعة بضرب مشرطها قاطعة البظر وأثناء العملية تكون النسوة يمضغن اللبان الدكر ويشربن القهوة ويطلقن البخور ثم تقوم إحدى السيدات بخلط اللبان الدكر وتنوة القهوة والبخور المحترق معاً وتقدمهم للداية التى تضع الخليط السابق على الجرح وتضغط عليه بقسوة"..

[نقف عند هذا الحد من السيناريو الدراكولى البشع الذى نحتفل فيه بذبح فتاة فى عمر الزهور وذلك للأسف بأيدى ضحايا مررن بتلك التجربة وذقن مرارتها وعانين من بشاعتها، كل ذلك من أجل الشرف والذى نقصره عند المرأة على الجنس، وسيرد علنا أحد المحتسبين الجدد فيقول بأن الوصف السابق هو مع الداية فقط ولكنى أرد وأقول بأن حالات نزف كثيرة بل وحالات وفاة حدثت أيضاً مع أطباء وسنضطر لذكر بعض هذه المآسى الإنسانية التى قدمت كقرابين على مذابح الشرف بواسطة بعض الأطباء الكهنه، فمثلاً الفتاة أميرة محمد صلاح البسيونى من ناحية كفر الطويله بمركز طلخا قد توفيت أثناء عملية ختانها فى عيادة أحد الأطباء بعد أن ظلت تنزف لمدة خمسة أيام، كما توفيت أيضاً الفتاة أمنيه عبد الحميد أبو العلا 14 سنه على إثر عملية ختان على إثر عملية أجراها لها طبيب قرية كوم أثنين بمركز قليوب بعد هبوط حاد بالدورة الدموية وغير هذه الحالات السابقة الكثيرات والكثيرات مما لايتسع المجال لحصرهن مما يثبت أن مجرد كلمة طبيب لاتعنى المنقذ أو المخلص فالداية أو الطبيب كلاهما يرتكب جريمة حين يجرى عملية الختان ولكنها فى حالة الدايه جريمة بلدى أما فى حالة الطبيب فهى جريمة شيك بقفازات وبنج، فالقضية ليست فى أن تجريها داية أو يجريها طبيب، القضية هى إجراؤها من عدمه، القضية هى أن نستعد لدخول القرن القادم والمستقبل بعقل متحضر أم أن نظل مجتمعاً يفكر بنصفه الأسفل فقط.

وفضلاً عن الآثار النفسية التى تتركها هذه العملية البشعة والوحشية على الفتاة طيلة عمرها فإن الآثار العضوية لاتقل خطورة عنها فبجانب النزيف الذى يحدث عند إجراء العملية فالآثار بعيدة المدى والتى تحدث بعدها كثيرة ومتعددة وخطيرة ومنها الإحتقان البولى والإلتهابات والإلتصاقات التى ينتج عنها أحياناً إنسداد قنوات فالوب التى هى من أهم أسباب العقم بل ومن أصعبها علاجاً بالإضافة إلى القروح المزمنة وإلتهابات المسالك البولية والكلى وإحتقان الحوض المزمن التى ندفع إليها بناتنا بأيدينا وبرضانا وبمنتهى السادية وكأننا من آكلى لحوم البشر

هذا هو الجانب العلمى من الموضوع والذى يعرفه الكثيرون وأولهم المحتسبين الجدد ولكن ماذا عن الجانب الدينى الذى يتشدقون به ويزايدون عليه برغم معرفتهم وتأكدهم تمام التأكد من أنه لايشاركنا فى هذه العادة المتخلفة إلا بلدين إسلاميين هما السودان والصومال أما جميع البلاد الإسلامية الأخرى وفى مقدمتها السعودية لاتجرى هذه العملية على الإطلاق وقد أعلن فضيلة الشيخ عبد الغفار منصور مستشار الفقه الإسلامى فى مكة المكرمة"إننا لانعرف عادة الختان فى مكة لاقبل ميلاد الرسول ولابعد بعثه وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بإجراء الختان لبناته وحتى يومنا هذا فإن عادة الختان غير معروفة فى مكه" وقد أعلن هذه الفتوى فى مؤتمر السكان فى نفس الوقت الذى أفتى فيه شيخ الأزهر السابق الشيخ جاد الحق على جاد الحق بأن "الختان واجب على الرجال والنساء وأنه لو إجتمع أهل بلدة على ترك الختان حاربهم الإمام كما لو تركوا الآذان".

وكانت هذه الفتوى المفزعة السابقة هى السبب فى تراجع د. على عبد الفتاح وزير الصحة حينذاك عن قراره بمنع ختان البنات والمدهش أن هذه الفتوى قد قابلتها فتوى أخرى فى نفس العام 1994 من شيخ الأزهر الحالى ومفتى مصر حينذاك د. محمد سيد طنطاوى الذى قال "وأما الختان أو الخفاض بالنسبة للأناث فلم يرد بشأنه حديث يحتج به وإنما وردت آثار حكم المحققون من العلماء عليها بالضعف ومنها حديث "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء"وحديث "لاتنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل"وقد ذكر هذه الأحاديث جميعها الإمام الشوكانى وحكم بالضعف وقال صاحب كتاب عيون المعبود شرح سنن أبى داود بعد أن ذكر ماجاء فى الختان"وحديث ختان المرأة روى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلومة مخدوشة لايصح الإحتجاج بها كما عرفت"وقد خلص د. طنطاوى فى نهاية فتواه إلىأنه لايوجد نص شرعى صحيح يحتج به فى مسألة ختان البنات وأن الختان ماهو إلا عادة إنتشرت فى مصر من جيل إلى آخر"، وقد شارك المفتى السابق فى هذا الرأى جمهرة من علماء الدين المستنيرين الذين تكفلوا بالرد على رافعى راية "نموت نموت ويحيا الختان"، وقد كتب فضيلة الشيخ محمود محمد خضر عالم الحديث بالأزهر الشريف فى جريدة الأهرام حول حديث الختان سنة للرجال مكرمة للنساء وتحت عنوان حول رؤية الفقهاء لموضوع الختان "إن هذا الحديث مكذوب وليس ضعيفا فحسب لأنه من الواضح أن هذا الكلام من أساليب الفقهاء وليس من أساليب الرسول صلعم لأن إستعمال كلمة السنة من عمل الفقهاء فى العصور المتأخرة".



آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 24-03-2007 الساعة 11:19 PM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس