وفي مكتبه التقينا السيد محمد عبد المحسن صالح أمين المجالس المحلية وأمين عام الحزب الوطني بأسيوط.وعن ارتباط دير العذراء بجبل أسيوط بتاريخ المنطقة وما يمثله الموسم الاحتفالي السنوي محليا قال:
''معروف أنه في طريق العودة تحركت العائلة المقدسة إلي الجنوب ومن نقطة معينة عبرت النيل إلي الشرق في طريقها إلي فلسطين..كل المؤشرات والدلائل بتقول أنه لايوجد نقطة في الجنوب للإقامة إلا مغارة دير العذراء بالجبل لأن المغارة كانت في مستوي المياه وقت الفيضان ومنها رحلت إلي أرض فلسطين.. مش معروف مدة الإقامة في المغارة لكن المسلمين والمسيحيين بيقدسوا المكان ده.
وعن تاريخ قرية درنكة وارتباط ذلك بالمنطقة قال: لقد كتب عنها المقريزي بأن درنكة كلمة من شقين هي دي معني دير ونون تعني المركز يعني القرية كانت مركزا لـ 76 ديرا بالجبل الغربي حتي قرية الغنايم وكانت درنكة تدعي قرية النصارة الصعايدة وقطنها المسلمون منذ 500 عام فقط.. وجاء إليها الاضطهاد الروماني وكان الهجوم شديدا جدا لأنها كانت مركزا للأديرة وخربوا الأديرة كلها وآثار التخريب لازالت موجودة حتي الآن وظل سكانها المسيحيون مطاردين حتي قرية جهينة بسوهاج وهناك حاصرهم الرومان ولازال المكان ده موجود بقرية جهينة وحوله سور ومكتوب عليه جبانة الشهداء. أما ما تبقي من سكان قري درنكة بعد المطاردة والغزو الروماني فقد سموا الفضاضلة يعني ما تبقوا من أهلها. ولما جاء الفتح الإسلامي أشهر الفضاضلة إسلامهم وهم 13 عائلة يقطنون شمال قرية درنكة. وأنا واحد منهم وأما إللي جاءوا من الجزيرة العربية أثناء الفتح الإسلامي ظلوا في جنوب القرية وأطلق عليهم اسم الصبابحة وهم 9 عائلات وكان منهم محمد حامد جودة والذي تولي رئاسة مجلس نواب مصر في الفترة ما بين 1946 حتي 1949.. وعلشان كده الروابط التاريخية دي بتدعم الوحدة الوطنية إللي بتتمثل بأسمي معانيها في زوار دير العذراء بجبل أسيوط وإللي عاوز يحس بعمق الروابط دي يجئ ويشوف المولد.. أكثر من 2.5 مليون زائر.
وأضاف: ومن معاصرتي لاحتفال دير العذراء وبحكم عملي باعرف أن معظم كبار المسئولين والوزراء السابقين يترددون علي الدير والنهارده كل المسئولين والوفود الذين يأتون إلي أسيوط يطلبون وضع الدير ضمن برنامج الزيارة لذلك فالأجهزة التنفيذية اهتمت برصف الطريق المؤدي إلي الدير عدة مرات وإنارته بالكامل. ووعدنا نيافة المطران أنبا ميخائيل أنه سيتم تنفيذ طريق بديل خارج قرية درنكة لإزالة شكواه الخاصة بوجود مخلفات علي جانبي الطريق الحالي لا تليق بمكانة الدير كمزار سياحي عالمي وكثرة الحوادث علي الطريق الحالي.
وقال: أذكر أنني كنت باروح الدير منذ كان عمري 4 سنوات عام 1945 وقتها لم يكن بالموقع سوي المغارة ومكان المذبح والنذور وكنا نصعد إلي المغارة متسلقين صخور الجبل واحنا في درنكة اعتدنا ذلك إذ قديما لما كان الفيضان يغمر المنطقة لأكثر من شهرين فكان لكل عائلة في قري درنكة وريفها مغارة في الجبل تقصدها في وقت الفيضان محفور عليها اسم العائلة وعند انحسار المياه ينزلوا إلي السهل للزراعة, لذلك مفيش شك أن المطران الجليل نيافة أنبا ميخائيل عمل مفخرة لم يكن ممكنا أو متصورا بهذا الشكل.
وأكد أن علاقتي مع نيافة المطران أنبا ميخائيل بدأت منذ عام 1979 وارتبطنا وديا ووجدانيا وكان ذلك بمناسبة خلاف بين نيافة المطران وأحد المحافظين السابقين وكان أمين الحزب الوطني في ذلك الوقت فكري مكرم عبيد الذي اختارني للوساطة بين المحافظ وكان متشدد شويه ونيافة أنبا ميخائيل وأنا كنت من المتحمسين للمطران بشأن مطالبه الخاصة بالدير والشعب كله كان متعاطف معاه وطبيعي كنا متأزمين لهذا الأمر وأحس نيافة المطران أنني ابن قرية درنكة وممكن نساهم في حل الخلاف ده, نيافة المطران حتي هذه اللحظة دايما يقول لي أنا معرفش الألقاب بتاعتك أنا باعرف شئ واحد أنك عمدة المنطقة والدير ده بتاعك وأنت مسئول عنه لذلك كل المواقف بناخذها إيمانا بمبادئه وتوجيهاته وكان طلبه وقتها 13 فدان أعلي الجبل فأخذنا قرار مجلس محلي المحافظة بتملك الدير لتلك المنطقة وتم تسويرها.
بعدها طلب نيافة المطران تملك فدان ونصف يبقي مطلع للدير ثم صدر قرار المجلس المحلي للمحافظة بتخصيص 5 آلاف متر للصرف الصحي. ثم خصص المجلس المحلي 4 أفدنة للدير منهم جزء للصرف الصحي والباقي خصصه للمنافع العامة لقرية درنكة.
في الآخر لقينا بعد ما المنطقة اتزرعت بالغابة الشجرية. وعملنا مجسات علي الأرض وجدنا أن الأرض طفلة لا تصلح للمباني أو المنشآت الخدمية الخاصة بالقرية وهي مربوطة باسم الدير حاليا.. وأظن صدور القانون رقم 46 لسنة 2006 الذي أعطي رخصة لواضع اليد علي الأراضي الصحراوية بأنهم يتقدمون للشراء يصبح من حق الدير كمؤسسة دينية أن يتقدم للأملاك في هذه المنطقة ويدفع رسوما قدرها 1000 جنيه علشان توضع هذه المساحة علي الخرائط.. يعني الأمور استقرت والحمد لله.
وأضاف
__________________
مصر بلاد المصريين
|