عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
أما قول أبي الفتوح أن النبي و الصحابة كانوا حكاماً ، و أن ذلك دليلاً على وجود الدولة بل هو مرجعية و إدراك سياسي للدولة ، يفوته أن الدول أصناف ، منها ما هو في حال الابتداء الأول و منها ما أقام المؤسسات و القانون مثل أثينا و روما و بابل ، منها جزر القمر و منها أيضاً أمريكا ، و منها دولة يثرب و منها أيضاً دولة خفرع . و الثابت تاريخياً أن هذه الدول قد قامت قبل الإسلام بعضها بألوف السنين و بعضها بقرون طوال . و الثابت تاريخياً أنه عندما قامت إمبراطورية الإسلام و استولت على الدول المجاورة ، استولت أيضاً على أساليب الحكم القائمة فيها من ألوف السنين ، استولت على ماكينة بيروقراطية لا تتوقف بسبب تغير الحكام ، علقوا فقط عليها يافطة العروبة و الإسلام .
الدول كما يعرفها التاريخ تحتاج ألوف السنين لتقوم و تحمل علمياً هذا الاسم ، تحتاج ألوف السنين لتصبح ذات حضارة ، كالصين و سورها العظيم ، و مصر و معابدها و أهرامها و دولتها الواحدة دون تبدل مليمتر واحد منذ مينا موحد القطرين ، و بابل و حدائقها المعلقة ، و فينيقيا و فتوحها البحرية و الأبجدية . و من يصنع الدولة هم مواطنوها و أهلها و ليس دين من الأديان بعينه ، و إلا ما قامت دولة أو حضارة مما تمت الإشارة إليه من هنيهات ، كان الدين أحد المحاور لكنه كان سمحاً لدرجة التعددية المفرطة ، مما خلق تعددية بشرية مماثلة متسامحة متحابة تجمعها حدود دائمة إسمها الوطن ، و يعيشون في ظل نظام اجتماعي سياسي تعارفوا عليه إسمه الدولة .

الدولة لا تنشأ بقرار ، الدولة الوحيدة التي نشأت بقرار هي إسرائيل ، و مثلها تلك التي يطلبها الإخوان ، نفس منهج التفكير البدوي ، أليسا بني عمومة ؟ ! إنهم يقومون بإعادة إحياء تاريخهم القديم بخطف الدولة و تعليق يافطة الإسلام عليها ، و إلا فليبرزوا لنا برنامجاً وطنياً واحداً . ليس لديهم شئ ، كل ما يريدون هو الكرسي الأعظم في الوطن .
بيشتغلوا بالمقلوب ، فيستنتج أبو الفتوح من كون النبي و صحابته كانوا حكاما إذن فهم كانوا حكاماً على دولة ؟ إن رئيس العصابة حاكم ، و أى مجتمع بشري بحاجة لقيادة حاكمة ، و لكن ليس كل مجتمع له حاكم هو دولة بالضرورة ؛ و لو كان عمر لديه نظام دولة فلماذا أخذ بأنظمة الفرس و الروم ؟
يوجد في العالم ست مليار إنسان لا ينكرون عجيبة الهرم و لا فلسفة أرسطو و لا نظام رمسيس ، لكن 3 مليار ينكرون يسوع ، و خمسة مليار ينكرون محمداً ، بينما منتج اليونان الديموقراطي و منتج الروم القانوني مقبول من الست مليار بنسبة مئة بالمئة ، كل الناس أخذت به و لم تأخذ جميعها من أي دين أى شئ له شأن .
أى مرجعية تلك التي يحدثنا عنها أبو الفتوح ؟ أى حضارة مرجعية يستند إليها اليوم ؟ حضارة حكي و حواديت و فخر و هجاء فاضي ، كانوا عالم فاضية ، اليوم قد أصبح الوقت بالفعل من ذهب ، و كالسيف حقاً إن لم تقطعه قطعك إرباً ، بل مزقك شر ممزقً ، و هو فارق الزمن بيننا وبين من حققوا وجودهم الحضاري المتفوق في العالم .
لذلك في الدولة بمعنى الدولة كان الفرعون من فجر التاريخ لا يعطي شعبه فرصة البداوة و انتظار نضوج المحصول في استرخاء بليد غير منتج ، فكانت فترة انتظار الحصاد هي فترة الأعمال المعمارية الكبرى في مصر القديمة . بمناسبة حضارتكم و دولتكم : أين هرمكم يا أبا الفتوح ؟
المصري القديم بني المسلات بدون مساعدة إبراهيم العبراني و معه الملائكة تساعده في بناء الكعبة . و في زمن الإمبراطورية العربية فإن عاصمه الإمبراطورية الإسلامية تركت البداوة و تحركت نحو الحضارة ، فاستقرت في بغداد و دمشق و القاهرة .
كانت هذه دولتنا المصرية قائمة قبل غزو العرب الإستيطاني لها ، و كانت قائمة قبل ظهور الإخوان ، فهل عندما يتم تغيير سائق السيارة ، يأتي السائق الجديد و يقول : " أنا من صنع السيارة ؟ ! " إن السائق المرشح للقيادة يعلن ذلك علينا في أكبر عملية سطو تاريخي علني لا يخجل مما يقول و لا يستحي ، يقول أنه صانع دولتنا المقبلة دون أن يقدم دليلاً واحداً يشير إلى أن أحداً منهم يفهم أصلا ًمعنى دولة . أو عليه إذا اعتبر أن نبينا قد عمل دولة الإسلام ، أن يشير لنا أين نجد في التاريخ من صنع دولة مصر و دولة روسيا و دولة بريطانيا ، و إذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر ، و ذي الكفل ، و أليسع ، و ذي النون ؟ !
أما المفزع حقاً فهو ما وصل إليه الإخوان من حالة شيزوفرينيا ، فهم يطلبون دولة إسلامية صنعها الرسول ،ثم يقول لنا أبو الفتوح دون أن يرمش له جفن : " إن الإسلام لا يسمح بدولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً و رئيساً و مشرعاً ، إن هذا نظام قبلي يجوز في حكم القبائل لكنه لا يصح في حكم الدول ، و الشعوب أصبح تعدادها بالمليارات الآن ، و إن السلطة يجب توزيعها على السلطة التنفيذية و القضائية و التشريعية " .
يا قوم : إن أبا الفتوح ينكر علنا معلوماً من الدين بالضرورة ، إنه ينكر على النبي أن يكون حاكماً فرداً في دولته ، فقد كان النبي حاكماً بنظام دولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً و رئيساً و مشرعاً ، فكان هو النبي ، و هو الحاكم ، و هو القاضي ، و هو قائد الجيوش ، و هو موزع الغنائم ، و هو من يعقد العقود و العهود مع الدول الأخرى أو يفضها ، و يصفه أبو الفتوح بانه نظام قبلي يجوز في حكم القبائل لكنه لا يصح في حكم الدول ، و نحن معه مئة في المئة في ما وصل إليه ، لكنه أبدا ًلا يرى أن هذا النظام القبلي الذي لا يصح في حكم الدول كان هو نظام حكم الرسول و الراشدين من بعده ، و هو النظام الذي سيقيم على أساسه دولة الإخوان الإسلامية ؟ !!! . دولة لا تعرف تقسيم السلطات ، دولة نظام بدوي قبلي بدائي قدم له أبو الفتوح تعريفه لنا بنفسه ، تراهم و هم يأفكون علينا . . . . هل يفقهون ما يقولون ؟ ! ! !
***
نتابع الحوار الهام مع القطب الإخواني العلم عبد المنعم أبي الفتوح ، فالحوار مع الإخوان لا يمل رغم ملل ما يقولون و يرددون ، يقول أبو الفتوح : " إن كل الشعارات التي رفعتها البشرية سواء الحرية أم احترام حقوق الإنسان أم العدالة هي نفسها مبادئ الإسلام ، إلا ان الإسلام يحول هذه المبادئ إلى دين يتعبد به الإنسان إلى ربه بالالتزام بهذه المبادئ " .
هؤلاء القوم يكذبون و هم يعلمون أنهم و أيم الله لشر الكذابين ، و عندما يكذبون فيما يتعلق بمصير أمم و شعوب فإن هذا الكذب يكون جريمة خيانة عظمى للوطن و الناس و الأمة في صفقة مع الشياطين لا تستحي و لا تخزى ، و عندما يكذبون بالدين و على الدين فعلينا فوراً أن نفهم أن الدين ليس غرضاً لهم بالمرة ، بل هي شهوة السيادة والسلطان وحدها .
و الآن لنكشف معاً هذا الكذوب الشرير على أمته و ناسه و دينه و مستقبل بلاده ، و لننشر له زيفه على الملأ بادئين بسؤاله : إذا كانت شعارات الإنسانية كالحرية و حقوق الإنسان و العدالة ، كانت معروفة كمبادئ للإسلام ، قبل أن تعرفها البشرية بقرون طوال ، فهلا قدم لنا شيئاً من القرآن أو السنة يؤكد هذا الذي قال . الحرية في الإسلام هي ألا تكون عبداً تباع و تشترى ليس أكثر و لا أبعد من ذلك مليمتراً واحداً ، أو ليرد علينا بالفقه و الشريعة و الحديث و القرآن ما نقول هنا إن استطاع ، و لن يستطيع لأننا مع قارئنا لا نقول إلا صدقاً و لا نفتري كذباً لأننا لا نرتزق و لا نريد سلطانا ، و لأننا نسكر حباً بهذا الوطن و ناسه ، و لا نقف إلا على أرض صلبة من المراجع و المصادر الأمهات ، أما هم فيكذبون و يقبضون طوال الوقت دونما سند من حديث أو قرآن أو شرع أو فقه .
أي حقوق إنسان ضمن مبادئ الإسلام ؟ إن حقوق الإنسان هي آخر ما وصلت إليه البشرية في رقيها الأخلاقي بعد حروب طاحنة ، أوجبت التواضع بين البشرية على مبادئ حقوقية مقدسة للإنسان أياً كان لونه او دينه أو جنسه ، و هو مادفع الدولة المدنية إلى مزيد من الحريات و الانطلاق الفكري و العلمي إلى أقصاه ، و لم يتم ذلك إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و إقرار مواثيق جنيف و قيام هيئة الأمم المتحدة .
إن القول بحقوق إنسان ، يفترض مساواة تامة و مطلقة بين أفراد المجتمع دون تمييز بينهم لأي سبب أرضي أو سماوي ، لا بسبب عنصر ، و لا طائفة ، و لا دين ، و لا جنس ، إنما يتميزون بالحقوق المتساوية لأنهم بشر يستحقون هذا المستوى الحقوقي الواضح الراقي غير الملتبس .
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس