
08-09-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
|
|
وقلت لنفسي :أنا لا زلت أبحث في الدين وعمري 23 سنة ولم أتوصل لشيء بعد.. حيث أقرأ في الدينواناقش بعمق ، وبدأت أقرأ في الديانات الأخري وأقارن بينها حتي اذا استقريت وكتبت اسم ديانتي في استمارة ما . كتبتها عن قناعة و صدق مع نفسي ومع الناس ..
وبينما أنا بتلك الحالة من التفكير والشرود ، أفقت من حيرتي و تساؤلاتي علي صوت الموظف المسئول يستعجلني :
- ايه يا أستاذ ؟! كل ده بتملي في الاستمارة يا أستاذ ؟!!
- ومرة أخري وجدت نفسي مضطرا اضطرارا ، لأحد أمرين : اما أملأ الاستمارة حسب ما هو مكتولب ببطاقتي الشخصية التي كتبت بناء علي شهادة ميلادي التي تقول كذبا وافتراء بأنني عندما كنت وليدا في المهد كنت أعتنق الديانة الاسلامية ..(!) .
- اما هذا .. واما أن يلغي توظيفي اذا تركت خانة الديانة فارغا لحين وصولي لقناعة بدين معين وكتابته ببطاقتي الشخصية – - ..
- مرة أخري صاح فيا الموظف المختص مستعجلا كتابة الاستمارات ، فاضطررت لملئها حسب ما هو مكتوب في بطاقتي كذبا .. خوفا من ضياع وظيفة انتظرتها طوال 4 سنوات .
- * * * * *
- صفحة 61 :62 :
- تحت عنوان : الغفلة والاستغفال . جاء بالكتاب :
في حديث مع أحد السوريين تعارفنا ، علي المقهي بالصدفة بوسط القاهرة -1994 – علمنا منه أن في سوريا لا يكتبون الديانة بالهوية – البطاقة - ..
أحد الجالسين : معظم الدول المتحضرة والراغبة ولو في قدر يسير من التحضر . هكذا تفعل .
شخص آخر : لا ضرر من كتابة الديانة بالبطاقة ..
ثالث : الدين عقيدة بالقلب لا أحد يعرف وجودها من عدمه ..ولا أحد يعرف صدق مدعيها من كذبه .ز ولذلك لا تكتب بالبطاقة وانما تكتب بالقلوب . ان كانت موجودة بها ..
- ولكن الاسلام دين الفطرة .
- - كيف ؟!
- الانسان يولد مسلما
- - ( يضحك باندهاش ) يولد مسلما ؟!! كيف ؟!!
- - معني ذلك أنك كمسلم لو تركت أولادك دونما تعلم أركان وشعائر الاسلام حتي يبلغون سن الرشد .. فهل ستجدهم ينطقون الشهادة، ويصلون ويصومون لحالهم ويتبعون باقي التعاليم من تلقاء أنفسهم بالفطرة ، لأنه دين الفطرة ؟!!
- - ( زاغ ببصره وراغ ، وتلعثم )
- - ( يضحك وهو يقول ) : والله منطق دين الفطرة هذا منطق فيه تغفيل وتدجيل
- = من حق الانسان أن يدافع عن دينه ولكن ليس من صالح أي دين أن يستغفل الناس أو يرهبهم لكي يربطهم به كما الدواب بالحظائر..!
- * * * *
- بصفحة 63 تحت عوان " دائرة الخطر "
- 15 /7 /2007 : اليوم تأكد لي الفأل غير الحسن الذي سبق أن تنبأ لي به كاتب وصحفي مرموق – الراحل الكبير صلاح حافظ – في مقاله الأسبوعي باحدي أكبر الصحف المصرية بوصفه لي انني كاتب ومفكر – أخبار اليوم 7/7/1990، - من خلال مداخلة لي وردي علي أديب كبير معروف " وبذلك يكون قد كرر ما قاله رئيس تحرير احدي المجلات العلمية الثقافية - الفصلية -. وهو عالم مرموق في تخصصه . عندما افتتح حواراه حول كتاب من تأليفي " الزمن والمكان " -1984- مرحبا وقائلا ": أهلا يا سيدي المفكر الجريء " ، وكذلك الأديب والكاتب المصري العملاق - ملك القصة القصيرة باللغة العربية . كما كان يلقب . الذي ترك مساحته بجريدة الأهرام لنشر مقال أرسلته له 12-6-1989، وقدمه قائلا .انه قد اختاره من مقالات ورسائل كثيرة وصلته ليس من قراء وحسب وانما من سياسيين ومسئولين حاليين وسابقين .. ! كل هذا جعلني أشعر بالخوف ، واحسسني بالاقتراب من دائرة ا خطر الاقتراب من أن أكون مفكرا فعلا أو كاتبا صاحب رأي ..
- أما اليوم فقد تأكدت بأنني قد أصبحت فعلا بداخل دائرة الخطر . اذ نشرت لي احدي أرقي المجلات الثقافية التي تصدر بالعربية بمصر مقالا يتصدي لقضية تاريخية هامة وحساسة للغاية .. وقالت المجلة في تقديمها للمقال ، انها اختارته من عشرات المقالات ، ونشر لي مقال سياسي هام – مقرونا بصورة شخصية لي . بأهم صفحات ثاني أكبر صحف الدولة .. وهنا احسست بالخوف الحقيقي ، وبات واضحا أنني قد دخلت دائرة الخطر دون أن ادري وأنني أمارس دون ان أنتبه وبدون احتراف . دور المفكر . يا للهول . انها كارثة حقا . فمعني ذلك أنني من الممكن أن أثور مثل ثورات بعض االمفكرين وأتمرد تمردهم واخرج خروجهم بجديد - صح أو لم يصح – من الفكر والرأي يخالف العقيدة السياسية التي تدين بها الدولة ، أو العقيدة الاقتصادية . وربما العقيدة الدينية التي يدين بها أغلب أهل وطني .. فهكذا حال مفكرين كثيرين وهنا تكون كارثة علي . واخاصة ان كان صدامي مع العقيدة الدينية . اذ سأواجه تهمة الردة وعقوبتها القتل .. ! وحينها ماذا أفعل ؟!
- انني لم أوقع عقدا مع أحد – لا موثقا ولا عرفيا - باعتناقي عقيدة دينية ..
- لا يوجد أي مستند رسمي أو عرفي أحاسب بموجبه علي اعتناقي عقيدة دينية ما سوي شهادة الميلاد التي حرروها وأنا طفل رضيع ولا يوجد بطلب استخراج تلك الشهادة أي توقيع لي . وكافة المستندات الأخري المكتوب بها انتمائي لعقيدة دينية معينة بنيت علي ما كتب بشهادة ميلادي التي ليس لي توقيع عليها و ولم يكن لي اختيار سوي الالتزام بما فيها من كذب وتزوير يقول أن طفلا رضيعا . له عقيدة دينية يؤمن بها واسمها مكتوب : الاسلام ..!
- فتري : ما مدي دستورية وقانونية أن يكتب لي شيئا هكذا بشهادة ميلادي وأنا حينئذ لم أكن أعرف شيئا بعد من أمور الدنيا وعقائدها المتطاحنة مع بعضها ؟!
=======
ما سيق هو مقتطفات من كتاب " مذكرات مسلم " لكاتب المقال
المطبوع عام1998 بالقاهرة
رقم الايداع بدار المحفوظات : 97770/98
(نقلا عن الحوار المتمدن)
http://www.copts.com/arabic/index.ph...1310&Itemid=28
|