بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا » وجاء تفسيرها حسب الموسوعة أن الله بين أن اليهود وال***** الذين آمنون بموسى وعيسى وكفروا بمحمد فيفرقون بين الله ورسله ويريدون أن يتخذوا دينا بين الكفر والإيمان هؤلاء هم أهل الكفر وأعد الله لهم عذابا مذلا يهانون به. الموسوعة التفسيرية نزعت عن الإسلام أهم صفاته ومبادئه التى يحرض عليها، وهى السلام عندما فسرت الآية 13 من سورة «المائدة » فى قوله تعالى: (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين »، وادعت أن الحكم بالإعراض كان قبل نزول الآية الكريمة التى تسمى بآية «السيف » فى قوله : «وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله» وكذلك الآية 61 من سورة «الأنفال » : «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم » والتى أولوها بأن هذا الحكم بعقد الصلح تم نسخه بآية «السيف» فى سورة «التوبة » ويقصد منه أن الصلح والسلام غير جائز بعد الآية الكريمة! المثير فى الأمر أنهم فسروا آية «السيف » فى قوله تعالى : «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون » بأن الله يأمر المؤمنون بمقاتلة جميع الكفار الذين لا يؤمنون بالله تعالى ولا بيوم القيامة ولا يتبعون أمر الله فى الحلال والحرام ولا يدينون الدين الحق وهو الإسلام من اليهود وال*****. الغريب أنهم برروا اختزالهم للكفار من اليهود والنصار فقط بكونه تكريما لهم لأنهم أصحاب كتب سماوية وإن كانوا قد حرفوها فإنهم إذا قالوا «عزير ابن الله » و«المسيح ابن الله» لايكون ذلك إيمانا بالله، بل كفر بالله وشرك! المفزع فيما احتوته الموسوعة التفسيرية للأطفال ما جمعته من آيات سورة «المائدة » تحت عنوان «أدلة كفر ال***** »، وهو بمثابة زرع قنابل فتنة موقوتة فى الصغار الذين يتم تلقينهم أفكارا تكفيرية عن الأقباط، وهو أمر غير مقبول ومرفوض على طول الخط بل يناهض الدستور المصرى نفسه.. من هذه الآيات: «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم »، والآية «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة» «وما من إله إلا الله » .. وفى سورة المائدة «وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله ـ قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته » ويفسر ذلك عندهم أن الله - سبحانه وتعالى - يقول لعيسى- عليه السلام - يوم القيامة يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله؟. وهذا السؤال لإعلام عيسى وتعريفه أن قومه غيروا بعده، وفيه توبيخ لل***** !
من تحقير وتكفير أصحاب الديانات السماوية إلى آيات الحض على القتال باسم الجهاد كما فى الآية الكريمة : «انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون».. وتفسيرها لديهم: يقول الله تعالى لأهل الإيمان اخرجوا للقتال فى سبيل الله صغارا وكبارا !! كذلك فى سورة التحريم فى الآية «9» «يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير » وتفسيرها لديهم: أمر الله أهل الإيمان بجهاد الكافرين بالقتال بالسيف وجهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم وبالشدة عليهم ومستقرهم جهنم فى الآخرة وبئست جهنم مصيرا لهم. ما سبق مجرد نماذج حاول القائمون على هذه التفاسير ترسيخه مفهوم التكفير لدى الأطفال وإلصاقه بأصحاب الديانات السماوية، والمحصلة المتوقعة آلاف الأطفال المفخخين والجاهزين للانفجار فى وجه الآخر مستقبلا وهنا مكمن الخطر ! الأمر لا يعدو مجرد تأويل للآيات، ولكنه أمر متعمد فى تأصيل الأفكار التحريضية، فبدا هذا واضحا من تجاهلهم لآيات أخرى، كما فى قوله تعالى : «وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب »، وكذلك آية 131 فى سورة النساء : «ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما فى السموات وما فى الأرض وكان الله غنيا حميدا». وهى الآيات التى تكشف صحيح الإسلام فى عدم التفرقة والتآخى بين أصحاب الديانات السماوية فكان تجاهلا متعمدا! المساءلة عن هذه الجريمة التحريضية المغلفة بعبادة دينية يتحمل مسئوليتها فى الأساس مجمع البحوث الإسلامية الذى سمح بتمرير وتداول تلك الأفكار لمدة 10 سنوات بدأت تحصد ثمارها فى خلق أجيال متعصبة ورافضة للآخر . من هنا وجب التعرف على كيفية السماح والترخيص لتلك الموسوعة الموجهة للأطفال بأفكارها الخطيرة.. وتوجهنا إلى الشيخ «عبد الظاهر محمد عبد الرازق » - رئيس إدارة لجنة البحوث والتأليف والترجمة بالأزهر الشريف - الذى جاء رده صادما عندما قال لنا : «ما ذكرتموه ليس بالأمر الغريب وهذه الأفكار والمعلومات موجودة فى كل كتب التفاسير القديمة »!
.