لكن لماذا اعتناق المسيحية تحديدا ؟
يلعب العامل الجغرافي و اللغوي دورا اساسيا بحكم انفتاح هذه المجتمعات على أوروبا - خصوصا فرنسا -، بالإضافة لوجود الكنائس في كبرى المدن المغاربية، و الدعاية التي تقوم بها خمس قنوات فضائية مسيحية تبث بالعربية. و يقدر الناشط المسيحي المغربي ( يوسف ) إن الاتصالات الشخصية مسؤولة عن تنصير حوالي 60 % من المجموع، بينما لا يتجاوز دور الإنترنت 30 %، و الــ 10 % المتبقية اعتنقت المسيحية على يد المبشرين الأجانب.
غالبا ما يؤكد هؤلاء " المسيحيون الجدد " على المحبة التي وجدوها في الديانة الجديدة، كعامل جذب أساسي. يكفي أن نعرض ما يلي:
- " وجدنا في المسيحية إن دين الله المحبة "
- " الله يحب الجميع و لا يستثني أحدا "
- " الذي أغرانا في المسيحية " الله فيها حب ".
لكن السؤال الأهم بالنسبة إلى مؤتمر الدفاع عن الاقليات في منطقتنا يخص الخطر الذي يتهدد هؤلاء في الوقت الحالي، و الذي سيتعاظم إذا ما وصل الإسلاميون إلى السلطة.
2.الخطر الذي يتهدد "المسيحيين الجدد" في بلاد المغرب
ا. الخطر الحالي:
بالرغم من أن الحرية الدينية تكفلها دساتير الدول المغاربية و ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( المادة 18)، الذي صادقت عليه هذه الدول، يتهدد هؤلاء المسيحيين الجدد خطرا داهما ألا و هو خطر فتاوى تطبيق حد الردة عليهم من طرف الأصوليين - حركة النهضة في تونس، جبهة الإنقاذ الوطني في الجزائر، حزب العدالة و التنمية و جماعة العدل و الإحسان في المغرب -. تطبيقا لفقه القرون الوسطى الإسلامي، يصبح هؤلاء الأفراد فريسة لكل مهووس يرى من واجبه الديني تطبيق ما تأمر هذه الفتاوى الدموية بتنفيذه.
كما يمثل القانون الذي اعتمده البرلمان الجزائري بتاريخ 20 - 3 - 2006، الذي ينص على معاقبة كل شخص " يصنع أو يخزن أو يوزع منشورات أو أشرطة سمعية بصرية، أو أي وسائل أخرى تهدف إلى زعزعة الإيمان بالإسلام ".
ب. الخطر عند وصول الإسلاميين إلى السلطة
و الخطر الأكبر سوف يحصل إذا ما وصل الإسلاميون إلى السلطة. هذا الخطر قائم حاليا في المغرب، حيث تؤكد استطلاعات الرأي فوز " العدالة و التنمية " في الانتخابات التشريعية التي ستنظم هذه السنة.
في هذه الحالة، ليس من المستبعد حصول مجازر رهيبة يذهب ضحيتها الآلاف من الذين اختاروا اعتناق المسيحية عن طواعية، و بناء على حرية المعتقد التي تضمنها المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. و هذا ما حذر منه مسؤول جزائري سابق عندما صرح بان الحروب القادمة في المغرب العربي ستكون " حروب الردة، أي حروب بين الإسلاميين و المسلمين الذين ارتدوا عن الإسلام".
أرى شخصيا انه من الأهمية القصوى أن تقوم منظمة الدفاع عن الاقليات، التي ستنبثق عن مؤتمر زيوريخ هذا، و لسان حالها منظمة " أقباط متحدون "، بتبني قضية هؤلاء الاخوة لنا في الإنسانية. من الضروري دعوة ممثلين عنهم للانضمام إلى المنظمة الوليدة، و التي نأمل أن تكون جامعة لكل الاقليات في الشرق الأوسط. كما ادعوا بهذه المناسبة إلى العمل و التنسيق مع المنظمات العربية و الدولية النشطة في محال الدفاع عن حقوق الإنسان لحماية هذه الأقلية الدينية الوليدة من الأخطار التي تتهددها على يد الحركات الأصولية المغاربية التي علمتنا أنها لا تتردد أمام اقتراف اكثر الجرائم بشاعة. حرقت " النهضة " ثلاثة عمال كانوا يحرسون مقر الحزب الحاكم في باب سويقة سنة 1991، و هي العملية التي حيى راشد الغنوشي في تصريح للوطن العربي " الأبطال " الذين أنجزوا هذه " الغزوة ". و ملأت الجبهة الإسلامية للإنقاذ شوارع و أودية و جبال الجزائر في التسعينات من القرن الماضي دماء و جثثا. و على نفس المنوال مارس الإسلاميون المغاربة و مازالوا الإرهاب ضد الأمن و السياح و أفراد الطائفة اليهودية و الطلبة، لذلك وجب الحذر ثم الحذر...
* منسق اللجنة الدولية للدفاع عن المفكر التونسي العفيف الأخضر، و رئيس سابق لفرع منظمة العفو الدولية بتونس
http://www.abouna.org/together/together%20(33).htm
آخر تعديل بواسطة honeyweill ، 13-10-2007 الساعة 07:32 AM
|