|
حول مؤتمر شيكاغو
اسم الكاتب : أبو النكد السريع
14/10/2007
قبل أن يبدأ مؤتمر الأقباط في شيكاغو وسبقه أقلام وأبواق الكثير من مريدي النظام ومريدي الظلم والظلام في اتهام القائمين على المؤتمر بالاتهامات الجاهزة سريعة الإعداد -مثل المعلبات- وهي عادة قومية عربجية -لا يهم- وسوف يعقد حزب شباب مصر مؤتمراً مضاداً لمؤتمر الأقباط وفي نفس التوقيت. مع أننا لم نسمع عن شباب في مصر غير بعد غرقهم في مركب أثناء هربهم إلى إحدى دول الكفار أو بعد ضربهم في بلدهم من الإخوة الأشقاء الصغار. ناهيك عن ضربهم وضرب الكبير فيهم بالجزمة -راجع على ماهر وزير الخارجية السابق- أو بعد القيام بغزوة ضد المسيحيين المسالمين والهتاف الله أكبر -ما علينا.
في الحقيقة فكرت في إبعاد القطط الفطسانة اللي طلعت في المؤتمر -قبل وبعد انعقاده- وما أدراكم ما القطط وخاصة السودا منها -وفكرت أن يتخذ المؤتمر شعار أو شعارات أخرى غير التي سوف يعقد من أجلها، وإليكم الاختيارات:
الشعار الأول: يتبنى المؤتمر شعار الإخوان المسلمون ويؤيدونهم ويرفعون لافتات "الإسلام هو الحل". مهلاً عزيزي القارئ هما برضه إخواناً في الإنسانية. ولكن قال لي أحد العقلاء أن أول ناس سوف يعارضونكم هم الإخوان المسلمون ويقولون هذه حيلة ومكر من أقباط الخارج. وهذا لا ينطلي علينا وهذه "تقية" ونحن أدرى بها. وكيف يؤيدوننا وهم يعرفون موقفنا منهم؟ ومع هذا سوف يستخدمون شعار التأييد لهم ضد المسيحيين في الداخل -فرصة ما تتسابش- ويقولون لهم أن إخوتكم في الخارج هداهم الله وعرفوا الحق، وقد ظهر الحق وزهق الباطل، وأنهم في طريقهم إلى دين الحق. وعلى أقباط الداخل إعلان ولائهم لنا وللوطن -خلوا بالكم من الوطن دي- والدخول في الإسلام قبلهم وإلا... وأنتم تعرفون بعد وإلا... ومن ليس معنا فهو ضدنا وضد الإسلام والتهمة الأخيرة بالذات مالهاش حل.
وفي نفس الوقت سوف يغضب علينا النظام -أكثر من ذلك بكثير- ويتهمنا بأننا نؤيد الإخوان المسلمين وهذا ضد مصالح الحاكم -مهما كانت المودة بينهما- وما أدراكم غضب النظام والإخوان معاً ضدنا. وما به من مرار لنا.
وسوف يتحد ضدنا باقي الصفوف من معارضة وغير معارضة وكفاية، ومش كفاية لية؟ و... ويقولون أنهم يحاولون تفتيت الصفوف والوقوف أمام الديمقراطية -إللي محدش قدر يقف في وشها غيرنا -وذلك بتأييدهم للإخوان المسلمين.. وعلاوة على ذلك زعل -شوف اللطافة- إخوتنا أقباط الداخل. يعني لا حصلنا بلح الشام ولا عنب اليمن... أو العكس -مش مهم.
الشعار اللي بعده: "نعم للتوريث" مش نعم ليه؟ هاتفرق ايه معانا؟ اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش.. وطبعاً سوف نستحمل عداوة باقي الأطراف واتهام من عينة إحنا ضد التغيير وضد المسيرة، وبالمناسبة حد يعرف المسيرة رايحة على فين؟ وأن التوريث خطة قبطية خارجية بمساعدة أمريكية صهيونية... والمقصود بها عدم وصول الإخوان للقاعدة أقصد الكرسي -محدش يروح بعيد.
الشعار اللي بعده: "لا للتوريث ونعم للديمقراطية والتغيير".. سوف يزعل منا الإخوان ويقولوا.. إن كلمة الديمقراطية دي فيها تلميح علينا. وإن النظام سوف يغضب جداً، ونحن نطالب بتغيير الثوابت وعربياً ممنوع الاقتراب أو التصوير من الثوابت. وسوف يتفق الإخوان والنظام في الغضب علينا.. وراجع الشعار الأول من فضلك.
الشعار اللي بعده: يتم عقد المؤتمر بالقاهرة، وزيتنا في دقيقنا... بالمناسبة هو الدقيق بكام في مصر قبل ما حد ييجي؟ ونحن نعرف سعة صدر الدولة لمطالبنا من عدة عقود أو ربما قرون، والدولة تطرب بذلك وتحب تسمع طلباتنا كمان وكمان وتقول الله.. عظمة على عظمة يا ست.. أعد يا حليم أو يا فريد.. لا فرق يهم - ولكن "خلوا بالكم من لكن دي" إن الدولة جاهزة بكام واحد قبطي من عينة الأفندية أو المفكرين أو الرتب الكنسية- بالترغيب أو بالترهيب أو بالتطوع- اللي يقولوا لنا إن أقباط الداخل في عز ونعيم وهناء -لا أقصد شيرين وهناء- ما فيه بعد كدة، وأقباط الخارج مش شايفين. وجتكم نيلة في حظكم الهباب يا أقباط الخارج تركتوا نعيم المحروسة ورحتوا بلاد الكفار.. موتوا بكفركم. وعلى طريقة وشهد شاهد من أهلها سوف يتم القبض على المؤتمرين وهم في القاعة بعد إدانتهم من بني ديانتهم وبلدياتهم.. ولنا في الدكتور عادل فوزي والأستاذ بيتر عزت أسوة حسنة.
اتضح مما سبق أن كل الشعارات السابقة لم تصلح.. قلت خلاص يلغى المؤتمر... وإذا بصوت المسلمين المعتدلين يقولون لي إن الساكت عن الحق شيطان أخرس وكفاكم سلبية.. وإذا بدم هابيل في المحروسة -وما أكثرهم- يزداد صراخاً ويقول أيقظوا ضمير الإنسانية والمصريين وأعلنوا للعالم ما يحدث للأقليات في الشرق السعيد على الآخر، وايقنت أن انعقاد المؤتمر بنفس الشعار وهو مطالب المظلومين هو الصح. دوناً عن الشعارات السابقة.
أبو النكد السريع
|