منجية السوائحي
الخميس 7 حزيران (يونيو) 2007في الوقت الّذي يستعدّ فيه اليابانيون لاستخراج الطّاقة من الأرز ليحقّقوا استقلالهم الذّاتي من سيطرة أسعار الوقود وانعكاسها السّلبي على العملة. وفي الوقت الّذي يخطّط فيه الإستراتيجيون الغربيون لحفظ حقوق شعوبهم المادّية والمعنوية والمضيّ بها قدما، تعرّفنا المواقع والفضائيات المتأسلمة بفتاوى رضع أصحابها "من ثدي الجهالة والضّلال" وعجزوا عن الفطام وهم يرضعون لأكثر من أربعة عشر قرنا لم يغادروا حلمة الثدي المرضع (التّراث) ومن تلك الفتاوى المتهافتة:
فتوى الجلوس على الكرسي زنى : أفتت الشّيخة علاّنة بنت فلان أنّ جلوس المرأة على الكرسي وما يشبهه من المقاعد والأرائك زنى لا شبهة فيه، لأنّ الكرسي صناعة غربية – وتناست الشّيخة أنّ الأنترنيت، والفضائيات الّتي تبثّ من خلالها فتاويها صناعة غربيّة-
والسّبب الثّاني لهذه الفتوى المجنونة أنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم والصّحابة لم يجلسوا على الكراسي، ولو كان في تلك الآليات خير لفعله الرّسول وصحابته، ألم تعلم أن الأجهزة الحديثة لم يعرفها الرّسول ولا السّلف الصّالح ولو عرفوها لاستخدموها، ألم تعلم الشّيخة أنّ كلمة "الأرائك" ذكرت في القرآن "إنّ الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون" (المطفّفين:22-23)، ألم تعلم أن الفراعنة جلسوا على الكراسي والأرائك وبناء على فتواها فإنّ كلّ نساء المسلمين اللاتي يجلسن على الكراسي زانيات والعياذ باللّه، فبأيّ وجه ستقابل ربّها هذه الشّيخة المفترية، ألم تعلم أنّ تهمة الزّنى من أبشع التّهم وأنّها لا تثبت إلا بأربعة شهود أو بالإقرار.
الفتوى الثانية الّتي جادت بها قريحتها تحريم إهداء الزّهور للمريض لأنّها باهضة الثّمن، وسرعان ما تذبل وترمى، ولأنها عادة عريبة والغرب كفّار، ولأنّ الزّهور لا تشفي المريض، ولأن... ولأن....
ألا تعلم الشّيخة أنّ العرب والمسلمين تركوا عادة إهداء الزّهور لما دخلوا في عصور الانحطاط، وما قبل ذلك كانت موائدهم تزيّن بالورود قبل الطّعام واقرئي شعر أبي نواس في قصيدته "لي نشوتان" حيث يقول : "وأشرب على الورد من حمراء كالورد" والّذي يهمّني في هذا الجزء من شعره أنّ النّاس كانت تنشر الأزهار على موائدها لرهافة حسّها ورفعة ذوقها، وأن تبادل الزّهور من عادات الشّعوب الرّاقية.
فتوى ثالثة للشّيخة تبيح فيها الكذب والتّزوير لنصرة الأمّة الإسلامية ضدّ بني علمان.
وهي فتوى تتعارض مع ما جاء في القرآن من مدح للصّدق وتحريض عليه ومن ذمّ للكذب والتّنوير ونهي صريح عنهما، وما ذكر في أحاديث الرّسول مثل :"أفلح إن صدق" و "دخل الجنّة إن صدق" و"أسألك قلبا سليما ولسانا صادقا" و "لن تزلّ قدم شاهد الزّور حتّى يدخل جهنّم" و"من غشّنا ليس منّا" ..... وهي بديهيات عليها أن تتعلّمها قبل الجلوس للفتوى.
__________________
samozin
آخر تعديل بواسطة samozin ، 15-10-2007 الساعة 08:02 AM
|