وقال كمال زاخر الناشط السياسى والباحث في الشؤون الكنسية للعربية.نت "الواضح من تصريحات ماكس ميشيل أنه يتلاعب باللغة، فهو واقعيا لم يعترف بالإسلام كديانة سماوية؛ لأنه يقول "إنه يعترف بالإسلام كواقع ثقافي"، وعندما سئل عن الاعتراف المعتقدى قال"إن هذا الاعتراف يؤدي إلى إلغاء الطوائف والديانات الأخرى والإبقاء على دين واحد، وهذا مستحيل وفق كلامه، فأين السبق التاريخي الذى حققه ماكس ميشيل كما يزعم ، وماذا يعنى بالاعتراف الثقافى بالديانة الإسلامية، فنحن جميعا تربينا في وسط ثقافي إسلامي، فهل هذا يعني اعترافا منا بالدين الإسلامى، إن ماكس ميشيل يخوض في الخطوط الحمراء، ولا أجد تبريرا لذلك سوى أنه يريد أن يخطب ود المسلمين، وهذا أحد آليات العمل السياسي وليس الديني.
ويضيف كمال زاخر تعليقا على تصريحات مكسيموس بشأن الدعاء للمسلمين وذكرهم في الصلاة "أنه لم يكن الأول فى هذا الشأن، فالكنيسة الكاثوليكية سبقته في هذا الأمر، وخصصت فصلا كاملا في أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني في ستينات القرن الماضى، وقالوا إنه لا بد من وجود علاقات طبيعية بين المسيحية والإسلام، وأن هناك خطوطا كثيرة مشتركة رئيسية بين الديانتين، وكلاهما يعترف بإله واحد، لكن الكنيسة الكاثوليكية لم تستخدم هذا الأمر سياسيا كما استخدمه ماكس ميشيل".
أما عن الصلاة في القداس فيرى كمال زاخر أن ميشيل لم يأتِ بجديد، فالصلاة في القداس تصلي للجميع، للمسلم وغير المسلم، بل حتى لمن ليس له دين، وتصلي للمطر وللجماد والنبات؛ لأن هذه الصلاة تتفق مع مبدأ المحبة الذي أقره السيد المسيح.
واعتبر زاخر تصريحات مكسيموس بأنها لا تخرج عن المناورة السياسية لمغازلة الشارع المصرى والعربى الإسلامى؛ لأنه في موقف حرج فهو محاصر بقضايا في المحاكم ترفض الاعتراف به بطريركا، وهو يلعب في منطقة خطرة، وغير أمين في عرضها، وهي قضية عقيدة المسلم وغير المسلم، فنحن لا نريد أن يشكك كل منا في الآخر، وكل ما نسعى إليه أن نتعامل على أرضية إنسانية؛ لأن الاقتراب من هذه المسألة سيؤدي إلى مزيد من الصدامات.
الفاتيكان سبق إلى ذلك
أما المهندس جورج عجايبى الباحث في الشأن القبطي والكاثوليكي فيعلق لـ"العربية.نت" قائلا "إن المسلمين في مصر ليسوا في حاجة إلى ماكسيموس أو غيره ليرد لهم الاعتبار، فالفاتيكان أرسل تهنئة للمسلمين في جميع أنحاء العالم في عيد الفطر، بها كلام يخص المسلمين ويعترف بهم، أخطر مما قاله ماكسيموس، ونحن في القداس نصلي للوطن وللمواطنين جميعا، فهو لم يأتِ بشيء جديد، ولكني أرى أيضا أن ماكس يبالغ ويزايد على مواقف الطوائف المسيحية الأخرى في موقفها من الاعتراف بالإسلام والمسلمين؛ لأنه يريد تبرير انشقاقه عن الكنيسة الأرثوذكسية، ويريد أن يقول للناس إنه شيء مختلف".
وعن صلاة القداس يقول جورج عجايبى "هناك جزء فى القداس خاص بالطلبات التي يطلبها المسيحي من الرب، وهو يتضرع إليه بالحاجة التي يريدها روحيا او ماديا، وليس هناك ما يمنع في هذا الجزأ أن يدعو الشخص للمسلم أو غير المسلم، سواء بصوت عال أم منخفض".
وكان الأنبا مكسيموس قد صرح للعربية.نت أن النص الذي أضافه يقول "وجيراننا ومواطنينا وكل جموع المسلمين"، شارحا "أهدف من ذلك إلى نوع من رد الاعتبار للمسلمين، ليس فقط في الصلاة بحد ذاتها كعبادة إلى الله، ولكن أقصد أن مسلمين كثيرين من الأصدقاء في أيام الدراسة وما إلى ذلك، كانوا يقولون لي "نحن نعترف بالمسيحية، والمسيحية لا تعترف بنا"، وكنت أشعر بنبرة المرارة والجرح.
وأضاف البابا ماكسيموس الأول أن فكرة "الاعتراف المعتقدي بين أتباع الديانات والطوائف، فكرة وهمية؛ لأن الاعتراف المعتقدي معناه إلغاء جميع الطوائف، والإبقاء على طائفة واحدة، وكذلك إلغاء جميع الديانات والإبقاء على ديانة واحدة".
ويستطرد "أحببت تخطي هذه العقبة، وأعمل اعترافا واقعيا وثقافيا وجمعيا، وبهذا أكون عملت رد اعتبار بالمشاركة في الصلاة، لكي أكسر هذه الجفوة، وأضع بها أساسا لعلاقة جديدة بين المسيحيين والمسلمين في كل أنحاء العالم".
وقال الأنبا ماكسيموس الأول "إن هذا يعني مائة في المائة اعتراف الكنيسة الأرثوذكسية التي أرأسها ثقافيا بالمسلمين، بل ليس فقط اعترافا ثقافيا وعمليا ومجتمعيا، وإنما هو مع نوع من رد الاعتبار لما مضى من التاريخ".
وبشأن إذا كان ذلك يتناقض مع الديانة المسيحية التي لا تعترف بالاسلام أجاب "يتناقض إذا كان اعترافا معتقديا، لكن هذا الاعتراف –كما قلت– بين الديانات وحتى بين الطوائف كالشيعة والسنة، أو الأرثوذكس والبروتستانت، معناه إلغاء جميع الديانات والطوائف والإبقاء على ديانة واحدة وطائفة واحدة، وهذا وهم وخيال".
وقال الأنبا ماكسيموس الأول "إن هذه الخطوة غير مسبوقة، ولم تحدث في التاريخ أن ذكر المسيحيون الأرثوذكس المسلمين في صلواتهم، خاصة أن ذكرهم سيأتي في القداس، الذي هو أقدس مراحل العبادة عند الأرثوذكسية، هذا في نظري نقلة تاريخية ستغسل جفوة الإنكار المتبادل بين أصحاب الديانتين الكبيرتين
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 22-10-2007 الساعة 09:59 AM
|