
23-10-2007
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
|
|
موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة
وكتاب" الوصايا في عشق النساء "قناة أمام محيط كتب يضيق بها مجمع البحوث الإسلامية وكان يتمنى على أصحابها من الفقهاء ألا يكتبوها، لأنهم يأخذون الجانب المضيء فقط من وجهة نظرهم بينما الجانب المعتم من وجهة نظرهم أيضا... "الكتابة في الحب والجنس " يتم ٌإقصاؤه وهذا ما يحدث بشكل دائم مع مؤلفات الإمام جلال الدين السيوطي في العديد من الكتب التي لا نستطيع أن نذكر عناوينها لأنها لم تعد (صالحة) في عصرنا هذا ولا في فقه مجمع البحوث الإسلامية – لأنها تسمى الأشياء بمسمياتها التي تقال في المجالس الخاصة وهذا التيار يحاول طوال الوقت إقصاء ونفى ما جاء به الأسلاف من ذكر للعشق والهوى والجماع والنكاح، بحيث يريد تضييق الدنيا الواسعة على الناس، فيما لو هو عاد إلى التراث العربي والإسلامي لرأى مدى السماحة والرحابة اللتين نحلم يهما ولأنهم لو قرأوا ما يقوله القاضي الجرجاني – في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه ص 64 (فلو كانت الديانة عار على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر، لوجب أن يمحى اسم أبى نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عدت الطبقات، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أنم يكون كعب بن زهير وابن الزبعرا وأضرابهما ممن تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بكما خرسا وبكاء مفخمين ولكن الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر والكتاب المطعون في قرار مصادرته لم يقرأ بعيون أدبية، لأن مجمع البحوث الإسلامية ليس من بين أعضائه من عرف عنهم ممارسته الكتابة الأدبية أو النقد والكتاب المطعون على قرار مصادرته كتاب لا يتعارض مع الدين أو الذات الإلهية، وتم تفسيره على هوى من قرءوه (إذا كان هناك من قرأه منهم) وكل يتبع هواه، فلابد أن يقوم العمل الأدبى من خلال منهج نقدي، وليس عن طريق أساتذة متخصصين في الفقه والشريعة وأصول الدين والحديث، منقطعى الصلة عن الكتابة الأدبية والإبداع، ولو طبقت فتوى العلماء في ذلك الكتاب المصادر فستكون النتيجة مصادرة الأدب العربي كله، وسيكون في المقدمة علماء وفقهاء وقضاة وأصحاب مذاهب وأئمة متشددون ومعتدلون على السواء مثل ابن حزم الأندلسي، وجلال الدين السيوطي وابن قيم الجو زيه، وابن الجو زي والأزهر ليس سلطة دينية، لأن الإسلام لم يعرف مفهوم السلطة الدينية، بل الذي عرفته هي الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، وعرفتها الدولة العثمانية في عصور الانحطاط فالإسلام الحقيقي يرفض الوصاية
رأى النقاد في كتاب الوصايا في عشق النساء
ولأن الكتاب المطعون على قرار مصادرته هو كتاب نثر فلنا أن نبين لعدالة المحكمة ما قيل فيه على لسان متخصصين في النقد والأدب العربي لنبين مدى التباين بين ما قرره مجمع البحوث الإسلامية وما قرره المتخصصون الذين قرءوا الكتاب وتناولوه شرحا ونقدا ويكتب الناقد الدكتور محمد عبد المطلب أستاذ الأدب العربي في جامعة عين شمس ورئيس قسم اللغة العربية بها سابقا
تأتى أهمية الوصايا في سعيها إلى تعديل العلاقة التراثية بين الرجل والمرأة حيث كان الرجل هو العاشق دائما، والمرأة هي المعشوقة أبدا، وهو ما يعنى أن الرجل هو المتن والمرأة هي الهامش.
والتعديل الذي قدمته (الوصايا) جعل المرأة هي المتن بوصفها العاشقة، والرجل هو الهامش بوصفة المعشوق، فهناك حرص مبدئي على إيجاد شركة في العشق تجمع الطرفين على التوحد وقد استلزم هذا التعديل أن تحرص مجموعة الوصايا على إعلاء الأنثى، والارتفاع بها إلى آفاق نورانية خلال استحضار الأنثى (الأم) بوصفها المتلقية الأولى بداية ونهاية وأضاف أن احمد الشهاوى يسير على نهج أسلافه الأوائل في الحرص على (الوصايا) وبثها في جماعة المتلقين أن الذي يحفظه المعجم لمفردة (الوصية) وتوابعها من (الإيعاز والتحريض) كما يحفظ لها دلالة (الغوص) اللازم، لكن الشهاوى يستلب (الوصية) من أطرها المعجمية ليحولها إلى (سلطة) تشريعية وتنفيذية على صعيد واحد، وهو سطان هذه التي يلاحق بها الأنثى حتى لا تستطيع منها خلاصا ويضيف ولأن السلطة الدنيوية تسمح بقدر من التجاوز والخروج فإن الشهاوي أخصب سلطته بقدر من الدينية حتى يحول بين المرأة وإمكانية هذا الخروج حيث قدم لمجموع وصاياه بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم ينفى فيه الحرج والإثم عن الحب، ثم أوغل في استحضار السلطة الدينية بامتصاص الخطاب القرآني على نحو مباشر حينا، وغير مباشر في أغلب الأحيان،ثم مد هذا الامتصاص للخطاب النبوي، وكأن الشرع كان السند الأول لمجموع الوصايا، ويزكى هذا السند عالم العشاق بتجاربهم وأحوالهم ومواقفهم ومقاماتهم، ومن ثم اتكأت الوصايا على كم وفير من الخطاب الشعري المصبوغ برحيق العشق.
والأصل الذي استخلص منه الموصى وصاياه هو (قانون العشق) وهذا القانون يجعل مسار الحب الرئيسي يتحرك من الرجل للمرأة، والمرأة هي المعشوقة أبدا، لأن أنوثتها قديمة محاطة بالجمال والإجلال، والعشق ميراث الأنثى الأوحد، والحب وصفتها المقدسة، وبحق كل ذلك صارت الأنثى قطب الرجل وعلة وجوده.
وانتهى إلى القول أن متلقي هذه الوصايا لا بد أن يصعد بها إلى آفاقها الأثيرة، آفاق الشعرية عن ما تغو ص في النثرية، وآفاق النثرية عندما تحلق في الشعرية، فلا يدرى المتلقي هل هو في حالة اقتناع ورضا، أم في حالة نشوة وسكر.
|