عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 23-10-2007
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
ويكتب الأستاذ الدكتور صلاح فضل أستاذ الأدب العربي في جامعة عين شمس ورئيس قسم الغة العربية بها سابقا (تتجلى جسارة الشهاوى في هذه الوصايا عبر تمثله لأصوات التراث العربي، الغنى في أدبيات العشق، ودعوته للمرأة، كأنه أصبح وصيا عليها، كي تقرن تحرر الروح بتحرر الجسد، وتحقق وجودها الحسي وكينونتها العاطفية بشجاعة فائقة ويسرف الكتاب في استعراض أدبيات الشبق وفنون الهوى، فيدير عددا كبيرا من وصاياه على هذا المحور – الأمر الذي يرتد بالمرأة في منظوره إلى أن تصبح واضعة للمتعة بعد كانت موضوعا لها ويقيم الشهاوى وصاياه على نهج الصوفية في إتيان الرمز والإشارة حينا واللجوء إلى التصريح والبوح حينا أخر، حتى يفسح في المجال لمن يبغي تأويل قوله وتخريجه على غير ظاهره، فهو يدع المرأة إلى حرية الاستجابة لما فطرت عليه، ويرسم لها معارج الكمال الأنثوي كما يكتب الدكتور محمد حافظ دياب أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة الزقازيق.
يتزاهى الوجد الصوفي بقوة في هذا النص، وينتشر في فضائه، بدرجات تتفاوته، على مستوى التصوف المعرفي والتصوف الاهتيامى، فيجمعه يهما الاتحاد والامتلاء والاحتفاء بلحظة العشق وكلها حالات ألمحت وهيأت وأشارت، وبدت كعلامة داله، تراوح بين مقصود المعنى وافتراضات التصور، تلك التي اقتربت منها التجربة الصوفية في سفرها العلوي قصد الكشف عن جوهر المدلول
ويقول رئيس إتحاد كتاب تونس الكاتب الروائي والناقد الأستاذالدكتور صلاح الدين بوجاه إن العشق من أوكد هموم الشاعر أحمد الشهاوي التي حولها يدور إبداعه، وهو عشق متردد بين التغني المحض بالمرأة ووصف بهائها، والتلوع بإشارات المتصوفة مشاركة المتوارية خلالأنثى ولعلنا نجزم هنا بأن شاعرنا في أحواله كلها من أولئك العاشقين الكبار الذين يتخون عتبات الأنثى، وأنها لعتبات جليلة مجيدة رائعة للإ حتفاء بالكون والخالق ومحض صفاته وأفعاله، تبدو الوصايا كتابا في الاشراق على وجه الإبانه والإطلاق، إنه ينبىء بتجربة واسعة في معرفة العشق وإدراك التصوف ومعاشرة النصوص والتلاعب البديع بالصورة الشعرية , ولهذا فهو يبدو متوغلا حكيما طالبا الحلول في النص ويتساءل الكاتب اللبناني سليمان بختي فور علمه بقرار مصادرة الكتاب
منذ متى كانت الأحاديث النبوية والخواطر الصوفية محفوظة في لوح محفوظ فلا يستطيع الشاعر العربي أن يفتني بها وينهل من خارج الإطار الديني. لعل أهم ما تثيره قضية أحمد الشهاوي وكتابه الوصايا – الوعي التراثي للشاعر العربي – قضية الحرية وممارستها الرقابة وأبعادها في المجتمع العربي – المستوى التواصلي بين المبدع والجمهور إنما تبقى قصة مصادرة الكتب في مصر مستمرة منذ زمن على عبد الرازق وكتابه (الإسلام وأصول الحكم (1925) وطه حسين وكتابه (في الشعر الجاهلي) 1926 ونجيب محفوظ وروايته (أولاد حارتنا 1959 ولويس عوض وكتابه (في فقه اللغة العربية 1981 وفرج فوده وكتبه (نكون أو لا نكون 1990 وأخيرا وليس أخرا الوصايا في عشق النساء الشهاوي.
والمصادرة في النهاية ليست إلا وجها للتعصب و التطرف. وكل هذه المصادرات تندرج تحت بند المسكوت عنه في حياتنا العربية، ولا تعبر سوى عن ضيق أفق وفى العمق تحالف السلطة الدينية والسلطة المدنية للحفاظ على مصالحهما ولو لم تعالج هذه المعضلات فستبقى حال الثقافة العربية والشعر والإبداع أسيرة دوائر وأطر لن تفضي إلى تغيير الخطاب واللغة والواقع والمجتمع
ووصايا الشهاوى في عشق النساء وصايا لعشق غير عادى، لهوى ربما لايتمكن إلا من صفين من الناس من الشعراء والاعراب على ما تقول العرب، وهى ليست إلا تأملات في العشق يستوفى دلالته عبر التشكيل بالموروث وثمة دلالات وجودية في الفضاء الصوفي
ويظل الشهاوي في متن النص متأرجحا بين الاقتناع والنشوة، وفى عبارة موشاة بالآفاق، وتأكيدا، لم يجترح الشهاوى معجزة جديدة، لكنه الزمن العربي في أزمته، بين ماض لا يريد أن يمضى، ومستقبل لا يريد أن يولد، وحب لا يعرف طريقه إلى الحياة (الكتاب المصادر)
وينتهي حديث بعض النقاد ونحاول أن نعيد قراءة قرار المصادرة ونلحظ الاتى
فقد تناسى المجمع عدة أمور
الأول : تناسى أو تجاهل الثقافة الإنسانية والمصرية خصوصا، وكلها سابقة على الإسلام، إذ أن كثيرا من هذه التعبيرات التي نظر إ ليها المجمع بوصفها اعتداء على المقدس الإ
سلامى، طرحها الموروث الفرعوني، بحيث تضمنت أناشيد الموتى مقولات (عرش الإله) عرش الماء
أما الموروث الإغريقي فقد طرح (أصل الأشياء) في الاسقطسات القديمة : (الماء والنار والتراب والهواء، كما قدم (شراب الإلهة) عندما اعتقد في (بخوس إله الخمر)
ومن ثم فإن المبدع له أن يستدعى من هذا الموروث الإنساني ما يراه مناسبا لنصه الحاضر، وما يراه ملائما لمجموعة أبنيته الصياغية والدلالية، ولا يصح لنا أن نحاصره في إطارات الموروث الإسلامى وحده لكي ندخله دائرة المارقين.
الثاني : أن مجمع البحوث الإسلامية أغفل تقنية جمالية لها حضورها المركزي في الخطاب الإبداعي على وجه العموم ونعنى بها أقنية (المجاز) وهى في أقرب حدودها المعرفية (استخدام الكلمة في غير ما وضعت له) ومن ثم أطلق عليها بعض القدماء (التوسع في اللغة) وهذه التقنية كانت أداة الإبداع في تغيير حقائق الأشياء خلال وعيه التخيلي.
ومن نافلة القول استحضار الإجراءات التفسيرية لبعض المفسرين الذين اتكأوا على تقنية المجاز عند مواجهتهم ببعض الآيات القرآنية إلى لا يمكن أخذها على ظاهرها التعبيري مثل قوله تعالى : (ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام) (الرحمن 27)، وقوله (يد الله فوق أيديهم) (الفتح 10).
ولو أن المجمع استحضر هذه التقنية لما شغلته هذه التجاوزات التعبيرية، ولتركها تدخل دائرة (التوسع في اللغة) من أوسع الأبواب.
الثالث : إن المجمع تناسى التراث الإنساني والإسلامي في الفلسفة عموما والتصوف خصوصا وهذا التراث يضم كثيرا من المقولات التي اعترض عليها، وبسببها اتهم الوصايا بالمروق الديني والأخلاقى.
ثم إن المجمع تغاضى عن تقنية مركزية في التراث، ونعنى بها تقنية (التأويل) وهو : (استخراج معنى الكلام لا على ظاهره، بل على وجه يحتمل مجازا أو حقيقة) والتأويل يحيل العبارات إلى إشارات بعيدة عن المعنى المباشر أو الظاهر، أي أن العبارات لها معنى مضمر على نحو ما هو معروف في بنية (الكناية) التي تقدم معنيين أحدهما حقيقي والآخر مجازى، والأخير يكون هو المقصود، وإذا كان الكتاب قد استخدم في وصاياه مفردات وعبارات جنسية نقول المفردات ذات الدلالة الجنسية حاضرة في أبلغ نص في العربية وهو القرآن الكريم فقد ترددت فيه مفردة (الفرج) و(العورة)، أما تردد مثل هذه المفردات في الحديث النبوي الشريف فلا تكاد تحصى، ثم إن المفردات الجنسية مثبوتة في معظم المدونات التراثية شعرا ونثرا على حد سواء [1]
واللافت ترددها في مرويات كثيرة عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما يروى عن على بن أبى طالب : (لا تحسن المرأة حتى تروى الرضيع، وتدفئ الضجيع) وما روى عن المغيرة بن شعبة عندما رفضت إحدى النساء أن تتزوجه، فبعث لها قائلا (إن تزوجتني ملأت بيتك خيرا، ورحمك أيرا) [2]
ويضيق المقام عن استحضار النماذج الشعرية التي وظفت هذه المفردات على نحو أكثر صراحة، وأشد جرأة، كما يضيق المقام عن تعداد المدونات التي تناولت العلاقة بين الرجل والمرأة تفصيلا وإجمالا.
.. ويتناسى المجمع أن مكتبات المدارس على جميع مستوياتها تضم أمهات القواميس العربية والأجنبية، وبها ما بها من المفردات الجنسية وتحديد مفهومها، بل إن القواميس الأجنبية تضيف إلى ذلك الرسوم التوضيحية، ولم يقل أحد بحرمان المكتبات من هذه القواميس.
__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس