عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 24-10-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
thu في قعدة السنبلاوين.. اللي اختشوا ماتوا

في قعدة السنبلاوين.. اللي اختشوا ماتوا


اسم الكاتب : إسحاق صبحى
23/10/2007




القعده
عجبتني خالص قعدة الأنس التي جمعت في أمسية لطيفة مجموعة من الأراجوزات والكوميديانات نراهم للمرة الأولى على الساحة ونشكر موقع الأقباط متحدون الذي تابع جلسة السنبلاوين "الخطيرة" هذه، حيث قرر القوم استبدال قعدة المقاهي بجلسة دونكيشوتية يهاجمون فيها أقباط المهجر المجتمعين فيما وراء المحيطات.
الظاهر الجماعة دول زهقوا من سهرات الكوتشينة والطاولة وأحاديث النميمة التي تمتلىء بها جلسات السمر في مقار أحزابهم الوهمية، فوجدوا فرصة ذهبية لقتل الوقت بدلاً من معاناة الفراغ القاتل، ولم لا؟ مهاجمة أقباط المهجر مش هتكلف هؤلاء أي حاجة ولا حبس ولا اعتقال ولا إغلاق صحف أو مواقع، حاجة ببلاش كده من غير ولا ليلة على البورش.
لقد اضحكتني فعاليات وخطابات هذة الجلسة السخيفة كما لم أضحك خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة.
بدأ الحديث السيد أحمد عبد الهادي رئيس حزب مش فاكر اسمه إيه، وأكد أن حزبه يضم مجموعة من الشباب الذين يمارسون الدعارة السياسية لأول مرة. أنكر أبو حميد على أقباط المهجر حقهم في عقد مؤتمر يدور حول الحالة البائسة التي صار إليها إخواتهم المحبوسين داخل مصر، لم يحاول أحد هؤلاء المؤتمرين مناقشة أهداف مؤتمر شيكاغو أو حتى أن يسألوا أنفسهم لماذا يضطر هؤلاء النشطاء لتنظيم مثل هذا المؤتمر وتحمل عناؤه فضلاً عن تكاليفه الباهظة، كل اللي ربنا قدرهم عليه مجموعة من الزعيق الأجوف والشتائم من نوعية نزع الجنسية والمطالبة بإعدام د. سعد الدين ابراهيم -هكذا- بالإضافة لبعض الدعايات لأحزاب مجهولة لا يكاد أحد يعرف أين تقع مقارها أساساً.
ويرى السيد أحمد عبد الهادي أن على الأقباط اللجوء للقنوات الشرعية للمطالبة بحقوقهم، ولا أعرف ما المقصود بالضبط بكلمة شرعية هذة التي لا معنى لها من الإعراب. فما نفهمه أن المظلوم يحق له الشكوى والتظلم بأي صورة يراها بشرط أن تكون سلمية.
وعلى وجه العموم فإن أقباط مصر لجأوا لجميع القنوات الشرعية والترع الشرعية والمصارف الشرعية ولا فائدة. طيب يا سي عبد الهادي إذا كانت الشرعية لم تنصف مظلومينا ولم تثأر لدماء شهدائنا في الكشح والعديسات وأبو قرقاص وغيرها، الشرعية بتاعة سيادتك وباقي مؤتمر قعدة السنبلاوين لم تمنع إهانتنا على صفحات الجرائد وفي سائر وسائل الإعلام، الشرعية لم تمنع خطف بناتنا وأسلمتهم عنوة ولم تمنع الشيخ حسان بتاع الفاكهة من تكفيرنا ولا عمارة من استباحة دمائنا على أرضية التوفيق بين السنة والشيعة.
الشرعية سكتت وأغمضت عيناها عندما استبعدوا الأقباط عمداً من كافة المناصب الهامة وغير الهامة، وعندما حرم أبنائنا وبناتنا من حقهم المشروع في التعيين بالجامعات.
والشرعية المزيفة وهي تراقب صعود وانتشار تيارات التطرف والإسلام السياسي السلفي على جثة الأقليات.
سكتت الشرعية وعملت نفسها مش هنا عندما تزاوج النظام الحاكم مع الإسلام السياسي لينجبا معا أسوأ مناخ للاستبداد والقهر وهضم حقوق الضعفاء.
آخر نتائج اللجوء للقنوات الشرعية ما قامت به -وحسناً فعلت- مطرانية الأقصر بإلغاء إفطار الوحدة الوطنية ومائدة الرحمن لأن القنوات الشرعية لم تستجب إلى طلب واحد من عشرات الطلبات سواء لبناء أو ترميم أو حتى تبليط كنيسة. عشرات الطلبات والزيارات والالتماسات تم رفضهم أوتجميدهم من قبل القنوات والترع الشرعية وليذهب الأقباط إلى الجحيم فداءً للشرعية.
لقد أصبحت كلمة "شرعية" بل وكل مشتقات كلمة شرع وأخواتها مرادفاً لضياع الحقوق وتبرئة القتلة والإرهابيين والتغاضي عن أي جريمة ترتكب في حق المسيحيين، وكله تحت عيون هذة الشرعية المزعومة.
يقول السيد عبد الهادي بالفم المليان موجهاً حديثه إلى أقباط المهجر "افرض إن فيه اضطهاد... وانت مالك" وكأن الأمر بسيط لللغاية أن تشترك الدولة مع المتطرفين والإرهابيين في اضطهاد أقلية مسالمة تعيش على أرضها والتنكيل بهم.
يا ابو حميد باين عليك لسه شاب صغنن وما حدش قال لك يا ضنايا إن الاضطهاد جريمة. نعم هو جريمة بكل المقاييس –ليس عند أمثالك لا سمح الله– فأنت وحزبك ودولتك ونظامك جميعكم تعتبرون الاضطهاد الديني شيء عادي، والتضييق على المسيحيين عندكم هو أضعف الإيمان، فبحسب رؤية سيادتكم وباقي جماعة السنبلاوين فإن الأقباط فرض عليهم التعايش اليومي مع الاضطهاد والقهر والظلم والتهميش وهضم الحقوق وإهدار كرامتهم، كل هذا في مقابل حقن دمائهم (في حدود الممكن فقط).
ما يثير السخرية والتعجب أنه وأثناء سير أحداث قعدة الأنس هذة يبدو أن وقت الآذان قد حان فانفجرت الميكروفونات في جميع أرجاء السنبلاوين ومن جميع المساجد المحيطة متقاطعة مع بعضها البعض لتنتج ضوضاء وشوشرة لا حد لهما. ونود أن نشير هنا إلى أن أحد أهم أهداف هذا الإزعاج اليومي المركب هو مضايقة المسيحيين عن طريق إسماعهم صوت الآذان عنوة وأينما اختبأوا، وبالطبع هذا السلوك هو أحد مظاهر الاضطهاد. ولا شك.. يبدو أن النظام البوليسي في مصر قد أزعجه حضور عدد من أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكي وعضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري فرانك وولف، وعن الحزب الديقراطي كاترين بورتر، فالنظام المصري يستكثر على الأقباط أن يصل صوتهم إلى العالم الحر المهتم بحقوق الإنسان.
واضح جداً أن النظام يريد الفصل ما بين أقباط الداخل وأقباط المهجر:
-أقباط الداخل لهم الاضطهاد، وأقباط الخارج لهم الاتهامات والتشهير.
-أقباط الداخل رهينة، وأقباط الخارج خونة وعملاء.
-أقباط الداخل لهم الفقر والمهانة، وأقباط الخارج متهمون بالمتاجرة وبيع الوطن.
-أقباط الداخل يتم قتلهم وتهجيرهم، أما أقباط الخارج فيطعنون بأبشع الأوصاف.
-أقباط الداخل يسعى وراءهم أمن الدولة، أما أقباط الخارج فتسعى وراءهم المخابرات.
-أقباط الداخل في مصيدة الأسلمة الإجبارية، وأقباط الخارج لهم التخويف والتهديدات.
هكذا لم يعد أمامنا إلا أن نخبط رؤوسنا في الحيط إكراما لخاطر القنوات الشرعية وخاطر...
يا سيد عبد الهادي.. اللي اختشوا ماتوا صحيح
الرد مع إقتباس