[Mrs 2ana 7or]

الداهية بنيديكتوس وخادم الصنم الأعظم

عساسي عبدالحميد – المغرب

07/11/2007
استقبل البابا بنيديكتوس السادس عشر يوم السادس من نوفمبر من سنة 2007 العاهل الوهابي في أول زيارة رسمية يقوم بها حاكم وهابي لحاضرة الفاتيكان. وتأتي هذه الزيارة كمحاولة يائسة من النظام السعودي لتلميع وجهه أمام الرأي العام الدولي وإعطاء الانطباع بأنه نظام منفتح على كافة الثقافات والأديان ويقبل بالحوار ويدين الإرهاب!!!! على من؟؟ على بنيديكت؟؟

البابا بنيديكتوس يعلم طبيعة وتكوين وتفكير وما يدور في خلد ضيفه النجدي الذي كان أجداده من آل سعود ينكلون بالبشر ويسحلونهم وكان القتل عندهم كمن يمارس هواية قنص اليمام، والبابا الذكي يعلم تماماً ما هي التقية، ويعرف الفكر الوهابي.. كيف لا؟؟ وهو من نقب على كلمة مقتبسة من قاع التاريخ وأخرجها كما تخرج الإبرة من وسط كومة التبن الكبيرة، أو لنقل كما تسل الشعرة من العجين على حد قول المنافق حسان بن ثابت "شاعر الرسول"، إبرة لامعة لوح بها بنيديكت عالياً في إحدى محاضراته الأكاديمية الرائعة.. كلمة مأثورة قالها الحاكم الروماني المتنور "مانويل الثاني باليولوغوس"، والتي كانت بمثابة صاروخ أرض أرض أصاب عكرمة الأشرم في سويداء قلبه، فهيج القطعان المدجنة من الماء إلى الماء، وأحرقت الجموع حينها مجسمات البابا، إلى جانب حرق أعلام الدنمارك والنرويج إذ أن تداعيات الرسوم الكاريكاتورية كانت لا تزال تلقي بظلالها على العقول المخرومة في أي هيجان مليوني مسعور، وأثناء مسيرات الأمة المنكوبة، ورداً على كلمات البابا التي حطت من شأن خير الأمم، رفع المتظاهرون شعارات مكتوبة وشفوية تذكر كبير ال***** وكل العالم بأن فتح روما وعد من الله الحق، وهو الطريق لفرض السلطان على كل حواضر المعمورة.
(روى أحمد والدارمي وبن أبي شيبة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسأل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أم رومية؟؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق قال فأخرج منه كتابا قال: فقال عبد الله بينما نحن حول رسول الله نكتب إذ سُئل رسول الله –صلعم- أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟ فقال صلعم: مدينة هرقل تفتح أولاً يعني القسطنطينية)
ماذا لو أخرج البابا بنيديكتوس حفظه الله مئات الإبر من الكومة وله المهارة على فعل ذلك ورمى بها عالياً؟؟ حينها ستزلزل الأرض زلزالها وستخرج أثقالها.
بنيديكتوس يعلم كل هذا لكن حربه على الإرهاب من النوع الذكي، حرب مرنة، سلاحها الفكر والقلم والثقافة الواسعة، فالبابا إنسان مثقف وواسع الاضطلاع، بينما ضيفه شبه أمي لا يحسن حتى إعطاء تصريح بسيط لوسائل الإعلام بل يتلعثم حتى في لغته فينصب الفاعل ويرفع المفعول به.
هو يعلم أن طويل العمر لن يستقبله بمكة والمدينة في زيارة للحرمين الذي هو خادمهما لأن البابا نجس في نظر شيوخ وأمراء بني وهاب وسينجس البقاع الطاهرة إن هو رد بزيارة مماثلة، كل هذا يعلمه البابا بنيديكتوس ويعلم الأسوأ. يعلم أن ضيفه يتقنع بقناع السماحة الخادع ويطلي وجهه بمساحيق الرحمة والمودة تماماً كما يطلي لحيته وشاربيه بالحناء السوداء، وكما يجمل وجهه حتى يبدو أكثر قابلية.
بنيديكتوس هذا يعلم كل آيات القتل وكل المهالك والنيازك وأدعية الثغور والأحاديث الصاعقة وخاصة حيث فتح روما الذي وعد به الرسول.
بنيديكتوس يعلم جيداً أنه لو كان العاهل السعودي في موقع قوة لفرض عليه الجزية وهو صاغر، أما وأن وضع الأمة دقيق والظرف صعب فلا بأس من المداهنة والملاينة والمسايسة، وادفع بالتي هي أحسن.