
08-01-2008
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
|
|
CH
CH
بقلم حمدى رزق ٨/١/٢٠٠٨
الجامعة حبلي بالكثير، لمس الدكتور محمد أبو الغار بأنامله رأس الفتنة في رحم الوطن، ودق في صحيفة «العربي» الأسبوعية علي ما سبق أن حذر منه الأنبا موسي أسقف الشباب في الكنيسة الأرثوذكسية، من انعزال الطلاب المسيحيين عن أقرانهم المسلمين في الجامعات والمعاهد والمدارس، الطلاب لا يخالطون وينعزلون، يفضلون البقاء داخل تجمعات مسيحية تتشكل عادة في أماكن بعينها، بعيدا عن الزحام والجلبة.
CH اختصار لكلمة «كنيسة» بالإنجليزية، والمعني الكامن أن الطلاب المسيحيين اختاروا كنيستهم في مقابل مسجد المسلمين، كل كلية تحدد ركناً من الأركان لإقامة الصلاة، وكأن المسلمين فقط هم من يصلون.. الأقباط أيضا يصلون.
الطلاب المسيحيون مصرون علي المضي في سياسة الانعزال، ورغم محاولات الكنيسة إخراجهم من تلك الحالة إلي رحاب الوطن الفسيح عبر أسقفية الشباب التي يتولاها رجل مصري قلباً وروحاً (الأنبا موسي) فإن محاولاته تذهب أدراج الرياح في ظل مرارة في حلوق الشباب المسيحيين.
الأنبا موسي وضع يده علي خطورة تلك التجمعات الانعزالية منذ زمن بعيد، ويناهضها علي أرض الواقع عبر العظات التحذيرية في التجمعات الشبابية المسيحية التي تجتمع في إجازة الصيف في بعض الكنائس والأديرة والجمعيات المسيحية، يطالبهم بالانفتاح علي الاخر، ويستقدم مفكرين مسلمين من الحادبين علي الوحدة الوطنية لينفسوا عن هؤلاء الشباب الشعور بالإحباط المزمن من سلوكيات تعمد إلي عزلهم وفصلهم.
جميع من جلست إليهم من هؤلاء الشباب في تلك التجمعات لا يستنكفون جماعاتCH يرونها الرد العملياتي علي التجمعات الملتحية التي تكاثرت ولا تسلم ولا تكلم وتنظر شذرا في الوجوه، يقول أحدهم: عندما يشيرون الينا بالنصاري ويتجنبون.. ماذا نحن فاعلون؟.. لن نبادرهم حتي لاتصير فتنة، نلجأ إلي جماعتنا، كل اختار جماعته.
CH ليست مقلقة أمنيا حتي الآن، طلابها مسالمون، ولكنها خطرة اجتماعيا ووطنيا، صحيح حتي الآن لا تعدو شللا طلابية تتجمع في أماكن معلومة من الجامعة، خلف المباني عادة، لكن تكاثرها وانتقالها من كلية لكلية ومن جامعة لجامعة نواة لفكرة أخطر تتشكل في رحم الجامعة.
النار عادة ما تشب من مستصغر الشرر، هناك فرز طائفي طلابي جامعي مقيت، صارت بعض الاماكن مقصورة علي الملتحين، ومثلها للمسيحيين يتجنبها الطلاب المسلمون تلقائيا، باعتبارها مناطق مسيحية.. عدم إدراك خطورة ما يجري علي الوحدة الوطنية هو الخطر بعينه، فتكريس الانعزالية المسيحية علي هذا النحو في عقول وقلوب غضة وطرية يخلف انعزالا في الحياة العامة.
CH صارت أكبر من إشارة إلي جماعة طلابية، صارت صيحة انعزال مجتمعية، أحيانا يدفعون الصغار دفعا إلي CH عندما يتم إخراج وتجميع الطلبة المسيحيين من كل الفصول، يقطفونهم كأوراق الورد من علي شجر المحبة في حصة الدين، ويتم تدبير حجرة - أي حجرة.. معمل الكيمياء.. قاعة التدبير المنزلي.. إن شاالله الحوش، ليحدثهم المدرس المسيحي الوحيد عادة عن التسامح، وأدر خدك الأيمن... كل ذلك بعيدا عمن يقرأون القرآن ويرتلونه ترتيلا.
زرعCH في الرحم الوطني ينجب أطفالا مشوهين، يفرخ طلابا منعزلين، مبتعدين عن السياق العام والمجموع العام، عن كل ما يهم الجماعة، ينكفئون علي ذواتهم.. علي جماعتهم، هناك مشاعر انعزال نفساوي واجتماعي تجتاج المجتمع المسيحي، تفصله عن السياق العام.. المسيحيون ينزوون سياسيا واجتماعيا بشكل خطير.. الصداقات المسيحية المسلمة تتلاشي، تندثر كأثر بعد عين في هذا الوطن.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=89214
|