عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-01-2008
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
الحبيب هنى
التفاصيل رد على مقالة لنفس الكاتب من عدة أيام وهى:

بيدي.. لا بيد زاهي حواس

بقلم سليمان جودة ٥/١/٢٠٠٨
الذين تابعوا افتتاح معرض الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، في بريطانيا خلال نوفمبر الماضي، ثم جولته الممتدة هناك، يعرفون أن عائد الجولة قد يصل في النهاية إلي حدود ١٤٠ مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ يزيد علي المليار جنيه مصري!

ولا أحد يعرف ما هي حقيقة شعور الملك الفرعوني الشاب وهو يرقد في العالم الآخر إزاء الحفاوة التي يلقاها في كل عاصمة يحط فيها، والاحتفاء البالغ الذي يصادفه حين تطل عليه الكاميرات ثم تعرضه علي المشاهدين، علي امتداد أرجاء الأرض!.. فعندما تم نقل مومياء هذا الملك الشاب توت عنخ آمون إلي فاترينة عرض للمرة الأولي، كانت فضائيات الكون تتسابق في بث تفاصيل العملية أولاً بأول، بما لا يقل تقريباً، عن لقطات هبوط أول إنسان علي ظهر القمر!

ولابد أنه يتقلب في مثواه الأخير وهو يري من بعيد، كيف يتدفق نهر المال من وراء عرض موميائه في لندن، وما سوف يتدفق فيما بعد حين ينتقل منها إلي عاصمة أخري ثم يتقلب مرة ثانية وهو يدقق النظر ويطيل التفكير فيما يمكن أن يحققه عائد المعارض الخاصة به للمصريين الذين هم أحوج ما يكونون إلي مستوي من الإنفاق العام، يتكفل لهم بالحد الأدني في الحياة الكريمة في الدنيا.

ولابد أن «بيل جيتس» كان وهو ينشئ صندوقاً رأسماله ٣٧ مليار دولار بالمشاركة بينه وبين الملياردير «وارين بافيث»، يريد أن يقول: بيدي.. لا بيد زاهي حواس!! فالصندوق مخصص للإنفاق علي مقاومة الأمراض المتوطنة، خصوصاً في أفريقيا، ومُخصص أيضاً للإنفاق علي برامج تعليم في عدة دول، ومخصص كذلك، للمرة الثالثة، للإنفاق علي كل ما يمكن أن يقع تحت بند وجوه الخير! تماماً كما قال نزار قباني حين أراد أن يكتب سيرة حياته بيده، إنه يريد أن يسجل وقائع ما كان منه، ومعه، قبل أن يأتي فيما بعد مَنْ يكتب تاريخه، نيابة عنه!

والشيء المؤكد أن بيل جيتس، وهو يخصص ميزانية بهذا الحجم لصندوق من هذا النوع، كان يدرك أنه، كإنسان، له طاقة محدودة في الاستهلاك، وفي الإنفاق علي حاجاته، ورغباته، وأنه لن يستهلك من الأوكسجين أكثر مما يستهلكه العامل الجالس أمام مكتبه، وكان «بافيث» هو الآخر، يعرف جيداً وهو يشارك «جيتس» في رأسمال الصندوق، أن قلبه في كل الأحوال، ومهما أنفق من مال، لن يدق بأكثر مما يدق قلب أي سياسي في جراج سيارته!!

والشيء المؤكد أيضاً أن ناصف ساويرس، الذي باع إحدي شركات مجموعته بـ٨.١٢ مليار دولار، لن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم، ولن ينام إلا كما ينام أي فلاح في الصعيد أو الدلتا.

ويظل عدل السماء هو الأقدر في غاية المطاف، علي ضبط توجيه مثل هذا المال في حياة صاحبه، وبعد حياته، ثم يظل أيضاً، غرور الإنسان، هو الذي يزين له أن يجمع أقصي ما يريد من الفلوس، دون أن يدرك أن إنفاق جانب منها علي الناس، إذا لم يكن بيده، كما فعل بيل جيتس مع وارين بافيث، فسوف يكون إنفاقها كلها بيد حواس، أو غير حواس، كما حدث ويحدث مع توت عنخ آمون!!

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=88962
الرد مع إقتباس