[Zagal]

انحرف رجال القانون بسبب الدين
23/01/2008
بقلم شريف منصور
قد تظن أن عنوان موضوع اليوم غريب. العنوان لم يعد غريبا بسبب ما حدث بالأمس 22 يناير 2008 في قاعة المحكمة وإمام القضاء في مصر.

لم تمر 24 ساعة علي نشر أخر مقالة بعنوان نعم نحن مصريون قلبا وقالبا (3) وفيها تكلمنا عن اليمين الشيوعي أو اليمين اليساري المتطرف وفيه قلت بالحرف الواحد "التطرف و عداوة العقيدة ألحقه هو ما يجمع بين اليساريين المتطرفين سواء مسلمين أو أقباط. وإيذائهم ألبدني و المعنوي للهيكل القانوني الأصلي و يختلفا في ظاهر الأسلوب ولكنهما يتفقا في التأثير كثيرا. احدهم يستخدم العنف و أسلوب إباحة المحرمات عن طريق الفتاوى و الأخر يبيح الممنوعات عن طريق لي المستقيم من الأيمان"

أليكم الدليل الحي و القاطع علي مظهرية التطرف اليساري المتخفي في التطرف الديني أو قل التطرف الديني محمولا علي أعناق اليساريين المزيفين. مهما حاول هؤلاء المتطرفين ممن يدعون أنهم رجال قانون أن يعللوا تهديدهم باللفظ و الفعل علي زميل قانوني عندما يبدأ في ممارسة مهام مهنته التي تعد من أقدس المهن التي اختارها الإنسان لكي يحكم بها المجتمع منذ أن عرف الإنسان الخصومة ممكن أن تحل عن طريق الاحتكام لمن أطلق عليهم الناس من الأزل لفظ قضاة. وأصبحت مهنه القضاء من أقدس المهن بل هي أقدس مهنة لأنها تستمد قوتها من كونها السلطة العليا في الدولة.

ما حدث لأخي العزيز الدكتور نجيب جبرائيل في قاعة المحكمة بالأمس . هو حدث مؤلما وهو يعد يوما مظلما في تاريخ القضاء المصري.
أمام المحكمة يطالب مدعيين القانون قتل رجل قانون لأنه يمارس دورة في أنظومة العدالة. وبدون مشاركته ووقوفه لكي يملئ الكفة الاخري من ميزان عدالة المحكمة ولو نقصت مرافعته لنقصت العدالة حتى ولو كانت محكمة عادلة يجلس فيها أكثر قضاة مصر عادلة وحكمة ونزاهة؟

و إلي هنا نسال كل من قراء سلسة المقالات السابقة المعنونة " نعم نحن مصريون قلبا وقالبا"

هل تصرفات الخارجين علي القانون ومن مدعي القانون تصرف طبيعي ؟ هل هذا التصرف الهمجي الذي لا يمت بصلة للدين لأنه قيل " أن العدل أساس الملك " وبما أن الملك لله وحده هل ما قاموا به من تعدي يمثل عدل الله ؟ هل ما قاموا به يمثل عدل البشر ؟ هل ما قاموا به يمثل حرية الإنسان في التعبير ؟ الإجابة علي كل هذه الأسئلة (لا)

اعتدي علي رجل القانون في قاعة المحكمة وإمام أعيون القضاة وعوضا عن اتخاذ قرار من رئيس المحكمة بالقبض علي كل من أثار الشغب. فضل القضاة تعطيل العدل ورفع الجلسة و الانصياع للغوغاء من مدعيين الدين ومدعيين الامتهان بمهنه العدل.

تظاهر القضاة في الشوارع مطالبين بحقوقهم واعتصم القضاة مطالبين رفع القيود عنهم لممارسة العدالة. فهل مارس القضاة العدالة في قاعة المحكمة عندما هدد المستشار نجيب جبرائيل علنا بقتلة و التعدي عليه وعلي أسرته ؟ هذا السؤال مطروحا للرأي العام وليس مطروحا للقضاء للإجابة. لانه من الواضح أن القضاء مرعوب لا حول ولا قوة له إمام التطرف اليميني اليساري المزيف بسبب تخفيه وراء شعارات دينية مزيفة.

المتطرفين اليمينين اليساريين يخشون من فضح العدالة لهم بسبب تطرفهم وتدينهم ويساريتهم المزيفة.

أي عقيدة هذه التي تجعل من رجل القانون ينحرف ويخرج علي القانون ؟