تساؤلات أمريكية حول "اعتدال" الأخوان المسلمين
06/02/2008 - 07:17:40 CET
واشنطن- احمد عاطف –آفاق
هل الأعتدال هو وراء أعلان تنظيم الأخوان المسلمين في مصر مؤخرا بأتباع المنهج السياسي الأيراني في تأسيس مجلس للأشراف على الموسسات الديمقراطية في مصر على غرار مجلس ملالي ايران وحظر المسيحيين والنساء من رئاسته؟.
وتشمل التساولات التي جرت في ندوة نشر تفاصيلها موخرا موقع "فرنت بيج ماجازين" مدى تأثير هذا التطور في فكر حركة الأخوان على موقف أمريكا تجاه الحركة وهل يمكن النظر الى مايجرى بوصفه "اعتدالا" في حركة الأخوان ينأى بها بعيدا عن المواقف المتشددة – أو ما وصفه أحد المشاركين في الندوه بـ" الأرهابيه" – للتيارات الأسلامية الأخرى وتحديدا تنظيم " القاعدة"؟.
وبالمقابل هناك رأي مخالف لهذه الرؤية مازال مؤثرا بين العديد من المحللين السياسيين الأمريكيين مثل باترك بول يؤكدون أن حركة الأخوان المسلمين لا يمكن لها أنتهاج الأعتدال " ويجب تصنيفها كمنظمة أرهابية".
استعرض المشاركون في الندوة قضايا عديدة متعلقه بتطورات الأسلام السياسي شارك فيها ايضا دوغلاس فرح المراسل السابق لصحيفة واشنطن بوست والمؤلف والخبير الاستشاري في قضايا تمويل الارهاب والاخوان المسلمين في أميركا واحدث مؤلفاته كتاب بعنوان تاجر الموت: المال، البنادق والطائرات والرجل الذي يجعل من الحرب أمرا ممكنا (Merchant of Death: Money, Guns, Planes and the Man Who Makes War Possible).
كما شارك في الندوه جيف برينهولت الخبير في شئون الأرهاب الذي اصدر مؤلفات عديدة حول الأخوان المسلمين وكان مديرا لقانون الأمن القومي في المركز الدولي لتقييم السياسة والاستراتيجية، وديفيد جارتينشين- روس نائب الرئيس لشئون البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهو مؤلف كتاب بعنوان (My Year Inside Radical Islam) والذي وصف فيه تجربة عمله داخل مؤسسة الحرمين الأسلامية التي وصفها بـ" المتطرفة".
ماذا وراء النهج السياسي الجديد للأخوان؟
يقول باترك بول " أن ما تسميه مجلة السياسة الخارجية بـ"اعتدال الأخوان المسلمين" لا ينطبق مع تصريحات الأخوان المتشددة حول تطبيق الشريعه وأقصاء غير المسلمين والنساء من استلام مواقع قيادية " في المجلس المقترح.
وأن " ما نراه اليوم هو تكرار لأعلان مماثل لمبادرة الإصلاح التي أعلنها الأخوان في شهر مارس 2004م " والتي خلافا لتوقعات الغرب لم تكن سوى تاكيد لـ " أجندة التطرف وأقامة دوله اسلامية على غرار النموذج الأيراني".
أما دوجلاس فرح فقد أشار الى نجاح الأخوان في تغليف "أجندتهم المتطرفة " بتعابير معتدلة " وخاصة في خطابهم الموجه للغرب والعالم غير الأسلامي " ويضيف " لقد أجاد الأخوان فن التخاطب مع الغرب وأدركوا الكيفية التي تعمل بها المجتمعات الغربية وهو ما مكنهم من أختراقها والتأثير فيها تمهيدا لتدميرها لاحقا".
ويؤكد فرح أن القيادة العالمية للأخوان المسلمين تتجنب الدفاع المباشر عن معتقدات هم يؤمنون بها في أطار الشريعة مثل ضرب الزوجات والرجم ويحاولون تجنب الدخول في مناقشات مطولة حولها لأنهم "لا يستطيعون التنصل منها كما أنهم لا يريدون إثارة عداء الغرب ضدهم " بسبب هذه الممارسات. ولكنه يضيف أن "الأخوان يتحدثون بلغة أخرى مع أتباعهم ولا يترددون في الكشف عن أجندتهم الحقيقية وهي إقامة الخلافة الأسلامية بإعتبارها الهدف النهائي لحركة الأخوان وهي الخلافة التي سيدفع فيها غير المسلمين ضرائب أضافية ولن يسمح لهم بتسنم المناصب العليا، وفيها تصبح المرأة مواطن من الدرجة الثانية وتقطع فيها الأيدي بتهمة السرقة ويرجم الزناة وتمنع الموسيقى ويحرم الناس من الديمقراطية وحقوق الأنسان فلا مجال في نظرهم لمناقشة الأراء المعارضة لما ورد في القران من أحكام ". ويخلص فرح الى القول أنه " لا ينبغي لنا أستغفال انفسنا فالأخوان المتأمركين والمتؤربين – من أوروبا – هم لا يزالون أخوان و لايستطيعون القول أن أجندتهم في أوروبا والولايات المتحدة هي نوع من الجهاد الأكبر بهدف تدمير الحضارة الغربية من داخلها " ولكنهم في بيان النوايا الذي اصدروه في أمريكا يستبدلون تلك اللغه بعبارات مثل "الدفاع عن الحريات المدنية وإنهاء الأضطهاد والتمييز" لأنهم أذا أفصحوا عن أهدافهم الحقيقية فسيتم أقصائهم عن مواقع القوة ، فهم بارعون في أستخدام التعابير التي يتقبلها الغرب ويساندها واستطاعوا الوصول الى مواقع مثل مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزراة الدفاع الأمريكية ومكاتب الرؤساء الأمريكيين ووزراء خارجيتهم". ويواصل فرح القول أن " الأخوان يقولون ما نود سماعه منهم ولكنهم يخفون نواياهم التي يفصحون عنها في كتاباتهم الداخلية".
الموت في سبيل الله
يشبه برينهولت سياسات الغرب تجاه الأخوان بالرجل الثمل الذي يعاني من الوحدة والذي بدأت الوجوه القبيحه تتحسن أمام ناظريه أذا قامت بتقديم بدائل وطرق جديدة في التفكير تمنحه الشعور بالأعتذار . فيقول " إن الأخوان يدعون خيارهم للديمقراطية والظهور بمظهر الاعتدال ليقبل بهم الغرب وخاصة الذين يودون كسب قلوب وعقول العرب والمسلمين في وقت يفشل الغرب في تحسين صورته" أمام تلك الشعوب . وأن المطلوب – لتصحيح هذا الوضع – هو " الأصرار بأن يلتزم الأخوان المسلمون (في أمريكا) بالشفافيه في نشاطهم بموجب قوانيننا " ويضيف " إذا كان الأخوان المسلمين في الولايات المتحدة هي حركة سياسية مشروعة مناصرة للديمقراطية فإنه يجب عليها نشر قائمة بأسماء أعضائها في موقع مجلة ( فرنت بيج ) " ويتساءل " لماذا يصر الأخوان على الإبقاء على "الجهاد" في بياناتهم اذا كانوا لا يسعون الى العنف ؟ طبعا بعض المحافظين من زملائي سيقولون بأن الجهاد لا يعني العنف ولكن من الصعب تصديق ذلك وخاصة عندما يشير بيان الأخوان الى " الموت في سبيل الله" كأعلى مراتب المجد ، وإذا وافقت معي على أن حركة حماس هي من مكونات حركة الأخوان فإن أيديهم ملطخة بدماء العديد من الأمريكيين منذ عام 1994م" .