وبناء على مقولته تلك، لو لعبت لغة القرآن دور الجسر في حياة المسلمين لنجحوا في أن يلحقوا بركب البشر، لكنها على العكس كانت حائطا سدّ أمامهم كل منافذ الحياة.
علم اللغة كعلم الحساب. عندما نضيف رقما إلى رقم نحصل على رقم جديد، وعندما نضيف كلمة إلى كلمة يُفترض أن نحصل على معنى جديد، وإلا ما الغاية من صف الكلمات؟!
عندما يصاب الإنسان ببعض الإضطرابات النفسية وعلى رأسها الفصام الشخصي Schizophrenia يفقد قدرته على التواصل اللغوي ويمر بحالة من الهذيان الفكري تُدعى في لغة الطب النفسيWords salad اي سلطة الكلمات، يختلط فيها الحابل بالنابل كسلطة الخضراوات.
لديّ شريط مسجل لمريض مصاب بالفصام، سأحاول أن أترجم لكم بعضا من مقاطعه:
هذا ما حدث في سااااااان... ما ما ماونتين والطيور تزوجت ويتني هيوسطن...اسمع ..اسمع.. مركبة فضائية لأن ضلعي أتت من مكان ابيض...
يسأل الطبيب: من هي ويتني هيوسطن؟
يجيب المريض: لا أعرف ...هل تحب المركبة الفضائية؟
........
هذا ما يحدث عندما يصاب المرء بخلل دماغي، فهل كان محمد مصابا بخلل دماغي؟ هذا ما حاول أن يجيب عليه الطبيب الأمريكي التركيّ الأصل، المختص بالأمراض النفسية والذي أطلق على نفسه اسما مستعارا Dede Korkut في كتابه:
Life Alert, the Medical case of Muhammad!
يهدي المؤلف الكتاب إلى ذكرى الرجل العظيم، على حد تعبيره، مصطفى كمال أتاتورك. ويؤكد فيه، وبالإعتماد على حياة محمد وأقواله، بلغة علمية سلمية وواضحة إحتمال إصابة محمد بشكل من أشكال الصرع يدعى باللغة الطبية: Complex Partial Seizures، وينجم ذلك الإضطراب عن أذيّة في الفص الصدغي للدماغ Temporal lobe
عندما قرأت ذلك الكتاب تبددت حيرتي بخصوص "البعوضة وما فوقها"!
..........
لقد استشهد الطبيب كوركوت في الصفحة الأولى من الكتاب بأقوال لبعض المشاهير، أهمها قول لأتاتورك نفسه:
Islam, the theology of an immoral Arab….is a dead thing
الإسلام, كعقيدة لرجل عربي غير أخلاقي....ولد ميتا!
لقد توصلت إلى ما توصل إليه أتاتورك يوم كنت في السنة الأولى من المرحلة الإعدادية، وكان مدرس مادة التربية الدينية الإستاذ عبد القادر سليمان رجلا مرعبا، مجرد النظر إلى لحيته الطويلة غير المشذبة وعينيه الجاحظتين يبعث في قلب الإنسان الرعب.
كان يتلو علينا ،وفق إيقاع موسيقي يطرب السامع ويذهب بعقله، الآية التي تقول: "وإذا الموؤدة سئلت بأيّ ذنب قُتلت"
فرفعت يدي وسألت: استاذ! لماذا يسأل الله عز وجلّ الأنثى بأي ذنب قُتلت، ولا يسأل الذكر بأيّ حقّ قتلها؟!! وبلمح البصر انهال عليّ ضربا بعصاه، ثمّ طردني خارج الصف وهو يجعر: لعنة الله عليك يا كافرة! أتعلمين الله كيف يسأل؟ فغرق الصف في نوبة من الضحك أمّا أنا فبكيت. بكيت على سوء أخلاقه ولم أبك لأنني مارست حقي في أن أسأل! قلت يومها في سريّ: نعم سأعلم ذلك الله كيف يسأل!
ما الحكمة من أن يسأل الله أنثى لم يُكتب لها أن تُبصر النور عن الذنب الذي قتلت به، ولماذا لا يسأل قاتلها عن السبب الذي قتلها به؟
إن تلك الآية تعكس في باطنها احتقار قائلها لقيمة المرأة وحقها في الحياة، وتصرف النظر عن جرائم الرجل بحقها. لقد اشارت إلى احتمال ارتكاب الأنثى ذنبا ولم تشر من قريب أو بعيد إلى الجريمة التي ارتكبها الذكر، فتصوروا لو جاءت على الشكل التالي:
وسنعاقب الذكر الذي يوأد أنثاه على تلك الجريمة!
ليس شرطا أن يكون الله شاعرا، وأن يراعي في آياته قواعد القافية والسجع كي يستطيع أن يصل برسالته إلى بشره!
....................
نعم لقد ولد القرآن كتابا ميّتا لغويّا وأخلاقيا!
تسعون بالمائة مما جاء فيه من لغة كان مكررا وغير قابل للقراءة والفهم، والباقي يفتقر إلى شرعية أخلاقية وقانونية.
عندما نختلف على القرآن ليس خلافنا على قدسيّته، إذ يحق لأيّ انسان أن يقدس ما يشاء. لكن خلافنا يكمن في مفهومنا للقيم والأخلاق والمبادئ.
الغزو في قرآنكم قانون وفي مفهومي رذيلة........
السبي (اغتصاب المرأة الأسيرة) في قرآنكم فضيلة وفي مفهومي رذيلة....
الغنائم في قرآنكم قانون، وفي مفهومي رذيلة...
نكاح ماطاب لكم وما ملكت أيمانكم في قرآنكم قانون، وفي مفهومي رذيلة....
القتل والقتال في قرآنكم فرض، وفي مفهومي رذيلة....
تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف في قرآنكم قانون، وفي مفهومي رذيلة....
طمس الوجوه في الأدبار في قرآنكم برهان على قدرة الله، وفي مفهومي لغة هابطة ورذيلة....
طلاق المرأة بالثلاث في قرآنكم حق من حقوق الرجل وفي مفهومي رذيلة...
إرضاع المرأة للرجل كي في قرآنكم حلال وفي مفهومي حرام ورذيلة....
إيتان الرجل للمرأة أنى شاء في قرآنكم شريعة وفي مفهومي رذيلة.....
تكفير الناس ووصمهم بالمغضوب عليه والضالين في قرآنكم استقامة وفي مفهومي رذيلة....
"الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والإنثى بالإنثى" في قرآنكم قانون وفي مفهومي ظلم ورذيلة....
فحياة الإنسان من حيث القيمة واحدة، عبدا كان أم حرّا.. ذكرا كان أم أنثى!
عدم قبول شهادة المرأة كشهادة الرجل في قرآنكم قانون وفي مفهومي ظلم ورذيلة....
وهكذا تبدأ القائمة لكنّها لا تنتهي...!
..........
يا سيدي! إن كنتم ترون الخلل في المسلمين وليس في الإسلام نفسه، أقول:
بارك الله المسلمين فهم، بكلّ خللهم، أفضل بمليون مرة من كتابهم. فلو اتبع المسلمون كتابهم بحذافيره لإحتجنا إلى ملايين المصحات العقلية كي تحجر ما يزيد عن بليون مسلم. لكن، ولحسن الحظ، 80% منهم ليسوا عربا ولم يقرأوا القرآن يوما في لغته الأم، و80% من العشرين الباقية لا يعرفون عنه شيئا، ويرتلونه على طريقة استاذي عبد القادر سليمان.
يحتاج العالم اليوم إلى مواجهة من قرأه ويؤمن بما قرأه، وإلى إعادة تأهيل من يؤمن بأنه كتاب إلهي دون أن يقرأه.
إنها مهمة قاسية، لكنها ليست مستحيلة!
وفاء سلطان
elsultana1@yahoo.com