[maya]

قد يطول انتظار الحل لمشكلة ما .. لكنه لا بد أن يأتي .....

قد تطول إقامة سحابة الصيف في سماء حاضر وطن وتستمر في الشتاء وحتى الربيع والخريف لكنها لا بد أن ترحل وتعود الشمس مشرقة من جديد ليصبح الماضي مجرد ذكرى قد تكون سعيدة وقد تكون مؤلمة ...

ليلة أمس الأربعاء كان اللقاء .. لقاء الوداع .. حرص من خلاله أن يبدو مؤثراً بكل كلمة يقولها ... لم تطاوعه عزيمته وقوته الداخلية ... وفي عينيه ترقرقت دموع لم تشأ أن تنزل بل بقيت سجينة في عينيه لتتكلم وتعبر عن أمور كثيراً ....

في خطاب إلى الأمة وقف رئيس وزراء دولة إسرائيل رئيس حزب كاديما إيهود أولمرت ليعلن أنه في طريقه ليودع الحياة السياسية ويضرب موعداً لتقديم استقالته من منصب الوزراء فاسحاً المجال لرئيس وزراء جديد ربما يكون خليفته في رئاسة كاديما وربما يكون نتيجة انتخابات عامة مبكرة ، فالأمر في عهد الزمن وعهدة دوران عجلة السياسة الداخلية في إسرائيل .....

بالأمس وقف أولمرت ليعلن أنه لن يخوض الانتخابات لزعامة حزب كاديما وأنه سيقدم استقالته بعد إتمام هذه الانتخابات وتسمية رئيس جديد للحزب حيث قال :

"قررت عدم الترشح إلى الانتخابات الأولية لزعامة كاديما. لا أنوي خوض هذه العملية. وسأقبل النتائج بطيبة خاطر". وأضاف : "عندما يتم انتخاب الرئيس الجديد للحزب سأقدم استقالتي من مهام منصبي كرئيس للوزراء للسماح للرئيس المنتخب بتشكيل حكومة أخرى بشكل سريع وفعال ، وأعتقد أن مثل هذه الحكومة ستحظى بقاعدة شعبية وستتشكل سريعاً ، وسأترك مهام منصبي كما ينبغي بصورة مشرفة وسليمة ومسؤولة كما فعلت طيلة ولايتي".

وجدد دفاعه عن نفسه في قضية تهم الفساد الموجهة إليه مع تأكيده أنه سيتفرغ للدفاع عن نفسه وإثبات براءته وأضاف بحزم : " إن الذين يقدمون لي المواعظ الأخلاقية اليوم سيندمون على ذلك غداً"....

وبعد استقالة أولمرت الرسمية المرتقبة شهر أيلول سبتمبر المقبل سيكون على رئيس الدولة اختيار النائب الأفضل موقعاً لتشكيل أغلبية برلمانية والذي سيكون أمامه من 28 إلى 42 يوماً لتشكيل حكومة يمكن أن يجرى تجديدها. وخلال هذه الفترة سيقود أولمرت حكومة انتقالية وفقا للقانون الإسرائيلي..

وتوالت ردود الأفعال على إعلان أولمرت الاستقالة وكانت في معظمها مرحبة بهذه الخطوة ومنها من ثمن القرار الصائب والحكيم قي هذه المرحلة التي تشهد صراعات سياسية كبيرة داخل الكنيست وداخل كاديما نفسه حيث كان مؤكداً أن كاديما سينهار نهائياً في أي انتخابات طالما أولمرت على رأسه أما مع ضخ دماء جديدة في رئاسة الحزب فالأمور ستتغير لا شك ...

والمرتقب الآن هو انتخابات حزب كاديما في أيلول/ سبتمبر لمعرفة من هو رئيس الوزراء العتيد إن تمكن من تشكيل الحكومة أو سيتم اللجوء إلى انتخابات عامة مبكرة ، وفي ظل طموح جريء لوزيرة الخارجية ليفني بتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع أقصى اليمين بأقصى اليسار وهو الأمر الذي يراه المراقبون صعب جداً إن لم يكن مستحيل ...

تسيفي ليفني وكذلك شاؤول موفاز أعربا عن تأييد فكرة تشكيل حكومة ائتلافية تضم حزب الليكود المعارض وبيتهما السابق قبل كاديما إلا أن رئيس الحزب نيتنياهو وفي حديث إذاعي أعلن عن رفضه أي تحالف مع كاديما ورئيسه المقبل وقال إن جميع المشاركين في هذه الحكومة مسؤولون عن سلسلة من الاخفاقات ويجب أن تترك حرية القرار للشعب.

داعياً إلى انتخابات مبكرة بعد دعوة الكنيست لحجب الثقة عن حكومة أولمرت واسقاطها لأنه كما عبر : أن مهمة تلك الحكومة قد انتهت و لا يهم من سيكون على رأس كاديما".

واصفاً الحكومة الحالية بأنها حكومة أفراد متشبثين بمقاعدهم ، وختم بقوله أنه في حال انتخابه لرئاسة الوزراء فسيعمل على تشكيل حكومة وحدة وليس حكومة منبثقة عن صفقات.

لكن أخيراً بعيداً عن آراء الديبلوماسيين والزعماء المتلهفين على السلطة فإن التعليق على اقتراب رحيل أولمرت والكلام عن هذا الموضوع لا بد أن يترك لأهل أورشليم الذين تحولوا لأهداف لسائقي جرافات مجانين يهشمون سياراتهم ويريدون تمزيق أجسادهم في وقت كان رد حكومة أولمرت في التباحث في مشروعية هدم منازل الإرهابيين ...

الكلام يجب أن يترك لأهل سيدروت الحبيبة الذي انهمرت صواريخ اللات ورسوله كالمطر عليهم وعلى أطفالهم ولم يقوى قلب أولمرت المسكين على تحمل منظر سكان قطاع غزة يسبحون في العتمة ويتجمدون في برد الشتاء وتزقزق عصافير بطنهم من الجوع ، فسارع لإيجاد ثغرات باسم الإنسانية وباسم حقوق البهائم والتهدئة والهدنة لمدهم بالوقود والأكل والشرب ، حفنة المجرمين والوحوش والقتلة والخنازير يأكلون ويشربون وينعمون وأهل سيدروت يتلقون الصواريخ مع وعود بأنها ستقف بعملية هزيلة هنا واستهداف هناك دون إدراك أن بؤرة الالتهاب الجرثومي لا تعالج إلا بالاستئصال الجذري والسحق والقضاء المبرم ، وليس بلعب الأطفال .....

الكلام يجب أن يترك لأهل التجمعات السكانية في يهودا والسامرة الذي أراد أولمرت استكمال خطيئة شارون الكبرى وطردهم من منازلهم وإخلاء تجمعاتهم السكانية كما حصل مع جنة البلدات غوش كاتيف وغيرها من التجمعات في قطاع غزة التي أزيلت وأخلي سكانها لتصبح قواعد لصواريخ اللات بعد أن كنت جنات بذل سكانها دماءهم وعرقهم لسنين طويلة لقلب أرضها الصحراوية إلى حدائق غناء لينتهي كل ذلك في لمحة عين ويهدم بأيدي إسرائيلية ، وكان المطلوب هو إخلاء تجمعات يهودا والسامرة كذلك وإلقاء أهلها في تجمعات مؤقتة هنا وهناك ومطالبتهم بالدوس على قلوبهم ونسيان كل ماضيهم في بيوتهم إرضاء للجنة الرباعية والخماسية والسداسية والتزاماً بمقررات خارطة الطريق والرصيف والبلكونة ، كان الهدف أن النساء والرجال والأطفال يجرون خارج منازلهم بينما اولمرت يلتقي مع مجرمي الحرب القتلة الأقزام الذين حولتهم أوسلو من حفنة مقاتلين أنذال أوغاد بلباس عسكري عفن معفر إلى مسؤولين ببذل رسمية وحلة بهية وهنية وكروش متدلية لقطط سمان ويجلسوا على طاولات التفاوض ويطالبوا ويشترطوا ويتكلموا ....

أمل وخطة مشؤومة لم تتحقق ومن حق كل تجمعات يهودا والسامرة أن تفرح بفشل مخطط أولمرت بإجلاء سكانها ، على أمل الفرح الكبير بالقضاء على إمارات الشيطان وقلبها في رام اللات وتطهير كل يهودا والسامرة من كل أثر لفلس طيني واحد ومثنى وثلاث ورباع ....