القمص عبدالمسيح بسيط يرد :
من المؤسف أن كل من يختلف مع كاهن يصدر كتابا ضد الكنيسة!
روبير الفارس
على ما تقدم من اتهامات وادعاءات يرد القمص «عبدالمسيح بسيط»- كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسطرد وأستاذ اللاهوت الدفاعى بالكلية الإكليريكية
- تلك الادعاءات التى جاءت بالكتيب الذى وصفه «عبدالمسيح» بأنه مكتوب بانفعال شديد ولغة حادة، ولا يحتوى على أى أفكار! وأضاف: من الواضح عند قراءة هذا الكتيب تخرج بأن الكاتب شخص منفعل بسبب خلاف شخصى- على الأرجح- بينه وبين أحد رجال الدين، فواضح أنه مستفز جداً ومثار جداً مما جعله يصب نقمته ولعنته وجام غضبه على الكنيسة وعلى بعض معتقداتها التى وجد أن غير الأرثوذكس يهاجمونها فيها.
وهل كل خلاف لشخص مع رجل دين يؤدى إلى هجوم على العقيدة
- للأسف أصبحت هذه ظاهرة متكررة فى أيامنا العجيبة، فخلاف ماكس ميشيل جعله يهاجم البابا ويضع نفسه بابا. أما مؤلف هذا الكتيب فيبدو أنه مختلف مع أحد رجال الدين، فجعل من نفسه مصلحاً للكنيسة، وظن أن كتابه سوف يقومها، ويبدو أننا فى الأيام القادمة سوف نرى العشرات من هؤلاء، وأخشى أن يختلف شخص مع القرابينى- صانع القربان- فى كنيسة فيصدر كتابا ضد «القربان» أو أن يختلف شخص مع مرتل كنيسة فيصدر كتابا ضد «الألحان الكنسية» أو يختلف شخص مع فراش الكنيسة فيصدر كتابا ضد «السجاد فى الكنيسة»!
وإذا عدنا للكتيب.. ما هى ردودك على الاتهام بأن الكنيسة القبطية تعبد الأصنام!
- ليست هناك عبادة أصنام فى الكنيسة القبطية على الإطلاق، فإلهنا واحد وهو المسيح،
ولكن الكاتب خلط مثلاً بين تكريم القديسين والملائكة وبين العبادة، فالكنيسة تكرم القديسين باعتبارهم الكنيسة الممجدة وتكرمهم ولا تعبدهم، كما خلط الكاتب بين الشفاعة التوسلية والشفاعة الكفارية، فالشفاعة الكفارية لا تجوز ولا يمكن أن تكون لغير المسيح. لكن هناك شفاعة توسلية فى جميع الطوائف المسيحية، فعندما يقول لك شخص من أى طائفة «صل لى» أليس هذا نوعا من الشفاعة التوسلية أن نصلى من أجل بعض، فالبروتستانت يصلون من أجل بعضهم البعض، ونحن فى الكنيسة الأرثوذكسية نصلى فى القداس من أجل البطريرك والأساقفة ورجل الكهنوت عموماً، ليساندهم الله، أليست هذه شفاعة توسلية، كذلك الصلاة من أجل الرؤساء والوزراء وكل الذين فى منصب.. إذن الأحياء يصلون من أجل الأحياء. والقديسون الراحلون من أمثال إسحاق وإبراهيم ويعقوب ألم يقل عنهم السيد المسيح «إن الله قال أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب ثم قال الله إله أحياء وليس إله أموات»، وألم يستشهد المسيح بهم على وجود الأرواح بعد الموت، من جهة أخرى عندما كان اليهود يتشفعون يكلمون الله باعتبارهم أبناء إبراهيم. ألم يتشفع إبراهيم لابن أخيه لوط فى سدوم وعمورة واستمع الله له، ألم يقل الله إلى أبيمالك ملك جرار فى العهد القديم أن يذهب إلى إبراهيم، أن يصلى له أبونا إبراهيم لأنه نبى واستجاب له الله بصلاة إبراهيم. والقديسون الذين يعيشون فى السماء من الواضح أنهم يهتمون بشئوننا على الأرض، ويتابعون أخبارنا، على سبيل المثال عندما قال السيد المسيح «أن أباكم إبراهيم تهلل أن يرى يومى فرأى وفرح»، كيف رأى إبراهيم السيد المسيح بعد التجسد.. ألا يعنى هذا أنه يتابع أخبارنا على الأرض، عندما قال فى قصة الغنى والعازر أن الغنى طلب من إبراهيم أن يرسل من يحذر إخوته على الأرض، فقال له إبراهيم عندهم موسى والأنبياء، وهم الذين جاءوا بعده بمئات السنين، ألا يدل ذلك على أنهم يتابعون أخبارنا.. ألا يجوز أن نطلب منهم أن يصلوا لأجلنا.. كما نصلى من أجل بعضنا البعض.
وبالنسبة للادعاء بعبادة رجال الدين.. ما رأيك
- لا يوجد فى الكنيسة ما يسمى بعبادة الإكليروس ورجال الدين، فقط يوجد نوع من التكريم، فقط رجال الدين يكرمون بعضهم البعض، فهو يعترض على البخور الذى يقدم للبطريرك، وهذا البخور يقدمه الكهنة كقسوس أو قمامصة أو أساقفة كتكريم ليس إلا.
وماذا عن اتهامه للأرثوذكس بعبادة الصور والصليب !
- فى الكنيسة لا توجد عبادة صور.. الصور فى الكنيسة هى وسائل تعليمية كما نضع فى منازلنا صور أحبائنا المسافرين أو الراحلين للتذكرة بهم.. وصور الكنيسة ليست أكثر من التذكرة ومجرد وسائل تربوية.. أما الصليب فلا توجد عبادة صليب والصليب بالنسبة لنا رمز للفداء، فقد كان المذبح الذى تألم عليه والذى يساوى المذبح الذى كانت تقدم عليه الذبائح، فهو رمز وتذكرة ومن ثم فلا صليب، ويقول القديس بولس «أما من جهتى فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح»، وكل ما يقال هو ترانيم فقط للافتخار بالصليب وليست مقصودة الكلمات بحرفيتها، إنها فقط للافتخار به. من منطلق الكتاب المقدس «أن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله».
هل الكنيسة تكرم العذراء فى مقدمة قانون الإيمان أكثر من المسيح
- المقدمة وضعت فى مجمع أفسس وهدفها التأكيد على دور العذراء فى التجسد وعظمتها نابعة من كونها الإنسانة التى اختارها الله لكى يتجسد منها بكلمته، وأنها استحقت أن تكون والدة للإله المتجسد، وبالتالى فقد نالت عظمتها من كونها صارت أما للإله المتجسد، فإنها لا يمكن أن تكون أعظم منه، مهما وضعت من عبارات، فلا يمكن أن تكون هى أعظم من المسيح الذى نالت التكريم بسبب تجسده منها، فالعذراء أولاً وأخيراً هى إنسانة مخلوقة ولكنها باعتبارها الممتلئة نعمة- كما وصفها الإنجيل- وتجسد منها الكلمة الذى هو خالقها ونالت عظمتها من اتخاذها لطبيعة الإنسانية منها لا يمكن أن تكون أعظم منه لأن المخلوق لا يمكن أن يكون أعظم من خالقه.
أخيراً.. ماذا عن ادعائه أنكم تعبدون الخبز والخمر
- هذا الكاتب سطحى ولا يعرف الكتاب المقدس وإلا كيف يتجاهل الآيات الصريحة عن سر التناول مثل ما جاء فى رسالة بولس الرسول إلى كورنثوس الأولى الإصحاح 11: 23- 29 وتقول: «لأننى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً أن الرب يسوع فى الليلة التى أسلم فيها أخذ خبزاً وشكر فكسر، وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكرى، كذلك الكأس أيضاً بعدما تعشوا قائلاً: هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى، اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى، فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجىء، إذا أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه»، كما قال القديس بولس أيضاً: «كأس البركة التى نباركها أليست هى شركة دم المسيح الخبز الذى نكسره أليس هو شركة جسد المسيح» (كورنثوس الأولى 10: 16)، إذن فهى ممارسة لسر التناول وليس كما قال هذا الشخص الجاهل.
تاريخ نشر الخبر : 11/04/2009
نقلاً عن موقع كوبتيريال