أول حالة إشتباة في انفلونزا الخنازير في مصر مسلم عامل في تجارة الخنازير
احتجاز عامل بالقليوبية للاشتباه فى إصابته بأنفلونزا الخنازير.. ومصر تستفسر من «الصحة العالمية» عن تضخيم الوباء لصالح شركات الأدوية
كتب محاسن السنوسى ومحمد هارون، والمحافظات - غادة عبدالحافظ ومحمد محمود خليل وتريزا كمال وأمل عباس ومحمد السيد سليمان وعلى الطيرى ٢٧/ ٥/ ٢٠٠٩
احتجز مستشفى حميات بنها، أمس، عاملا بمزرعة خنازير بإمبابة للاشتباه فى إصابته بأنفلونزا الخنازير. فيما طلب وفد مصر المشارك فى اجتماعات منظمة الصحة العالمية توضيحا من المنظمة حول السبب وراء تضخيم وباء الفيروس المسبب لهذا المرض، وأن يكون هذا الأمر لصالح بعض شركات الأدوية العالمية.
وقال الدكتور عبدالعاطى عبدالعليم مدير الطب الوقائى بالقليوبية إن المشتبه به، محمد مصطفى أحمد جاد الرب «٢٧ سنة»، يعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة وآلام ورشح وتم تحويله من مستشفى القناطر الخيرية إلى حميات بنها فجر أمس للاشتباه فى إصابته بالمرض، مشيراً إلى أنه تم عزله بالمستشفى وأخذ عينات منه لتحليلها بالمعامل المركزية بوزارة الصحة.
وأكدت تحاليل وزارة الصحة سلبية عينات السائحة الألمانية التى تم احتجازها منذ أيام للاشتباه فى إصابتها بأنفلونزا الخنازير.
وكشفت مصادر بميناء دمياط أمس عن وجود شحنة بالميناء منذ ١٢ مايو الماضى واردة من الفلبين باسم عادل منصور أحمد، عبارة عن ٢٠ طرداً من شعر خنازير ومواد لاصقة ومازالت محتجزة حتى الآن بالميناء ولم يتم الإفراج عنها حتى الآن.
وقالت المصادر إنه تم أخذ عينات من الشحنة لإرسالها للتحليل ولم ترد النتائج حتى الآن وجار التحقيق وفحص إجراءات استيرادها وكيفية وصولها للميناء.
وفى المنيا قال الدكتور محمد مصطفى مدير الطب البيطرى إنه لم يتم حتى الآن الإعلان رسمياً عن خلو المحافظة من الخنازير بعد إعدام ٥٠٠ رأس. وفى السويس تلقى الدكتور عادل عباس وكيل وزارة الطب البيطرى بلاغاً عن وجود لحوم بمركب صيد نجمة النجوم بميناء الاتكة، وقامت لجنة من الحجر البيطرى بتفتيش ثلاجة المركب وتم العثور على ٣ عجول بقرى موبوءة ومجهولة المصدر وتم التحفظ على المركب بالميناء وتولت النيابة التحقيق.
فى سياق متصل قال الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة لرعاية الأساسية والطب الوقائى إن وفد مصر المشارك فى اجتماعات منظمة الصحة العالمية طلب توضيحا من المنظمة حول السبب وراء تضخيم وباء أنفلونزا الخنازير، والصعود من المرحلة الرابعة إلى الخامسة فى اقل من ٤ أيام، وهل تم ذلك لصالح بعض شركات الأدوية العالمية.
وأضاف السيد، فى الندوة التى عقدتها أمس غرفة مقدمى خدمات الرعاية الصحية باتحاد الصناعات حول الأنفلونزا الوبائية ومكافحة المرض، أن مسؤولى المنظمة أكدوا أن هناك قواعد ثابتة يتم التعامل بها فى مثل هذه الحالات، وأنه تم عقد ١٠٠٠ اجتماع على مستوى العالم لبحث الموقف الوبائى وأخذ آراء المتخصصين والمسؤولين عن الصحة فى العالم.
وأشار إلى أن المنظمة أعطت حق إنتاج دواء «التيمفلو» لشركة أدوية هندية، وذلك لكسر احتكار الشركة الأمريكية المنتجة له، وأن الشركة الهندية ستقوم خلال أسابيع قليلة بإنتاج الدواء وتوزيعه عالميا.
إلى ذلك أكد تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنه لا توجد حتى الآن أى حالة إصابة حيوانية أو بشرية بمرض أنفلونزا الخنازير بجميع محافظات الجمهورية.
.......................
العاملون فى زرائب الخنازير يهددون بالإضراب إذا لم يتم توظيفهم فى شركات النظافة
كتب ريهام العراقى ٢٧/ ٥/ ٢٠٠٩
حالة من الحزن تسيطر على أصحاب زرائب الخنازير والعاملين بها بعد التخلص من جميع الخنازير مصدر رزقهم الوحيد، ووقف عدد منهم أمام الحظائر التى خلت من الخنازير ولم يعد يتبقى منها سوى أطنان الروث وأكوام القمامة التى كانت تتغذى عليها، بالإضافة إلى عدد غير قليل من ال**** الضالة.
واتهم أصحاب وعمال حظائر الخنازير المسؤولين بتشريد آلاف الأسر فى الشوارع بعد ذبح الخنازير، وشككوا فى تنفيذ وعود المسؤولين فى توظيفهم بشركات النظافة بعد انقطاع مصدر رزقهم الوحيد، وقالوا: «تصريحات المسؤولين فى وسائل الإعلام وردية ولن تنفذ على أرض الواقع»، وهددوا بالاعتصام والإضراب أمام مجلس الشعب فى حالة عدم تنفيذ المسؤولين وعودهم.
ووقف أحد أصحاب الزرائب فى منشية ناصر، رفض ذكر اسمه، يصرخ: «أروح فين بعيالى السبعة بعد ذبح جميع الخنازير مصدر رزقى الوحيد».
وأضاف: «لا أحد من المسؤولين يشعر بالمصيبة التى حطت فوق رؤوسنا، وتصريحاتهم وردية ولا نثق بها، فالمسؤولون فى محافظة القاهرة وعدونا بتشغيلنا فى شركات النظافة فوراً بعد الانتهاء من ذبح الخنازير، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، وجميعنا نجلس فى البيوت دون عمل ولم يعد لدينا مصدر رزق للإنفاق على أولادنا».
«لا نعرف مصيرنا بعد ذبح الخنازير وتوقفنا عن جمع القمامة منذ البدء فى ذبحها».. هكذا قال «الشحات غالى» فى حسرة واصفاً حال أسرته بعد فقد مصدر رزقه الوحيد، وأضاف: «كنت أربى الخنازير منذ ما يزيد على العشرين عاماً للإنفاق على أسرتى الكبيرة من خلال جمع القمامة من الوحدات السكنية ولكن الآن لا أعرف كيف أنفق على أولادى».
واتهم «غالى» المسؤولين بتشريد آلاف الأسر قائلاً: «أصابنا الإحباط بعد ذبح الخنازير التى كنا بناكل ونشرب وننكسى منها، والحكومة ضحكت علينا بتعويض اتصرف فى أقل من أسبوع وسنتوقف عن جمع القمامة من الوحدات السكنية».
ولم يختلف حال «أسعد»، أحد أصحاب حظائر الخنازير، بعد إعدام خنازيره التى وصل عددها إلى ٣٣ خنازيراً عن سابقيه، فوقف واضعاً يده على خده قائلاً: «حسبى الله ونعم الوكيل، فلم يعد لدىَّ مصدر رزق للإنفاق على أسرتى المكونة من ٧ أفراد بعد إعدام ٣٠ خنزيراً (عشر) و(رضع) وذبح ٣ فقط، واضطررت إلى بيع الكيلو منها بخمسة جنيهات فقط لأحد الأشخاص لعدم توافر ثلاجة لتخزين لحم الخنازير بها».
من جانبه، أكد المهندس مختار الحملاوى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أن جامعى القمامة «منظومة» يجب الحفاظ عليها، لذلك سيتم رصد أعداد أصحاب الزرائب المتضررين من ذبح خنازيرهم من أجل استيعابهم للعمل فى شركة الفسطاط والشركة الإسبانية للنظافة.
وأوضح الحملاوى أنه سيتم تطوير مهنة جمع القمامة بشكل لائق من خلال السماح لجامعى القمامة بالعمل فى جمع المنتجات البلاستيكية من القمامة وتدويرها داخل مصانعهم، ولكن المواد العضوية سيتم التخلص منها فى المدفن الصحى بمنطقة الوفاء والأمل دون رسوم.