بماذا طالب فى مقالته الاولى؟
الحب الحقيقى لا يقبل الصمت
المزيف و دفن الرؤوس فى الرمال كالنعام
القس انسطاسى شفيق غبريال
كاهن كنيسة مارجرجس بالشاطبى
إن الحب الحقيقى للوطن ليس هو مشاعر متبادلة و عناق فى المناسبات
بل هو قبل هذا أو ذاك قرار حاسم كان على القيادة الكنسية أن تتخذه هذه المرة
بعد دروس الماضى المرير و حتى لا تطل علينا الفتنة الطائفية من جديد
قرار ضد كل من يعبثون بأمر وحدتنا الوطنية و التلاعب بالأديان
"الحق فى حده الأدنى معرفة و فى حده الأقصى مجاهرة"
إن طرق الله ليست كطرق البشر ، ففيما يتعلق بطرق الله فطالما كان الانسان يقوم بتنفيذ مشورات الله ، فمثل هذا الانسان قد ينال موافقة الله بغض النظر عن نوايا قلبه السرية ، طالما هو لا يقوم بتنفيذ هذه المشورات ، و لكن هذا لا يدوم الى الأبد .
فان النوايا السرية التى كانت تحركه وقت أن كان يبدو كأنه لا يعمل إلا لأجل الله و لمجد الله ،لابد و أن تستعلن جهارا . و تلك الوحشية أو ذاك الرياء الذى كان مخبوءا تحت رداء الغيرة على الإيمان و الإنجيل لن يفلت يومئذ من القضاء هنا على الأرض و من رقابة الله و علمه المحيط بكل الأشياء .
إن التظاهر بالغيرة للرب ليست الهجوم على أديان الآخرين ، و معتقداتهم و تشويه صورة إيمانهم .
القمص زكريا بطرس ، كاهن عالم و وقور ، خدم الكنيسة بأمانة و صدق أمام الله و لكن الكنيسة طاردته من مصر الجديدة الى استراليا الى لندن الى أحضان الشيطان . القمص زكريا بطرس الآن مع غيره من المأجورين فى قناة الحياة ، لا هم لهم الا مهاجمة الدين الاسلامى و نبى الإسلام ، و مهاجمة القرآن بالادعاء بتحريفه .
إن مثل هذا الأسلوب و تجاهل القيادة الكنسية لما يحدث لسوف يوقعنا جميعا فى خندق لا مخرج منه .
و أسجل بعض خواطرى هنا حول هذا الموضوع :
(1) إن الدعوة لقبول الإيمان لا يكون بهذه الطريقة و بهذا التجريح البشع ، بل يكون بالروح الوديع الهادئ ، فليس أحد يستطيع أن يقول المسيح رب الا بالروح القدس(اكو21 - 3) ..
(2) إن وجود بعض الشخصيات فى القناة المذكورة و الذين يدعون إعتناق المسيحية لهو أمر مقزز بالحق ، لانهم لو آمنوا بالمسيح لما جاء على لسانهم ذلك التشهير و التحقير بالإسلام و رسول الاسلام . بينما الكتاب المقدس يعلمنا ان كل من يقول كلمة بطالة على الآخرين سينال عنها عقاب فى الحياة الأبدية (مت 12- 32 )
(3)إن المرضى فى الوسط الكنسى و ضعاف الإيمان و ما أكثرهم ، قد اعتبروا و للأسف الشديد ان هذا نوعا من الكرازة و البشارة بالمسيحية .
(4) يحدث هذا تحت رؤية و سمع و نظر القيادة الكنسية فى الداخل و الخارج و قبلوا على أنفسهم الصمت المزيف و دفن رؤوسهم فى الرمال .
(5) ان تجريد و حرمان القمص زكريا بطرس لهو خطة ذكية من بعض القيادات الدينية ، لدرء الخطر عنهم فى نفس الوقت الذى تنشر و توزع شرائط و عظات و حوارات قناة الحياة فى معظم الكنائس فى الداخل و الخارج .
مازال الأمل معقودا عليك يا قداسة البابا أن تدرك كم هو الخطر و تعالج الأمر بحكمتك المعهودة و وطنيتك المعروفة ، فلن ينفعنا فى هذه المرة البكاء أمام الكنجرس الأمريكى أو مجالس الكنائس العالمية ، لأننا قتلنا إسماعيل و هو شقيق إسحق بسكين قذر ، و دماؤه قد لطخت ثيابنا السوداء بعد البيضاء .
ملحوظة : كاتب هذا المقال شخص يحبك كما يحب كنيسته و وطنه فى نفس الوقت ، و له ثمانية عشر عام ممنوع من مقابلتك و مطرود من كنيسته بغير وجه حق ، و ما كتاباتى هذه المرة و المرات السابقة إلا حبا للكنيسة و الوطن و لك
http://www.el3amal.net/modules.php?n...rticle&sid=143