[elmafdy]

بمناسبة وفاء الشربينى فأنا اتذكر جيدا انه فى نفس اليوم الذى قرأت فيه خبر مقتل تلك الشربينى على الصفحه الأولى فى جريدة الأهرام فى خبر تحت عنوان مثير و ملئ بالحواشى من عينة " جريمه جديده ضد الأسلام " , " مقتل مصريه مسلمه محجبه بيد متطرف ألمانى " و خلافه من الجمل و العناوين العنصريه المثيره . . .

أقول انه فى نفس اليوم الذى قرأت فيه هذا الخبر فى الصفحه الاولى فى جريدة الاهرام - اتذكر جيدا انه كان يوم جمعه - قرأت ايضا فى صفحة الحوادث خبر صغير ذكر على استحياء بدون تفاصيل عن مقتل شابه مسيحيه فى عمر الزهور - ربما فى عمر الشربينى او اصغر منها - فى مدينة المنيا بيد سائق مسلم , قتلها فى عرض الطريق و على مرأى و مسمع من جمهور الشعب المسلم المتعصب البغيض . . . مع الاسف لم استطع ان اعرف تفاصيل الحادثه لأن الخبر - كما ذكرت - ذكر على استحياء بدون أى تفاصيل فى جريدة الأهرام . . . بينما باقى الصحف الاخرى لم تتعرض له من الاساس . . . مكتفيه بشهيدة الاسلام , ضحية العنصريه المسيحيه الصليبيه , العظيمه وفاء الشربينى .

و بعدها بأيام حرقت و دمرت كنائس فى العراق بدون اى ذنب اقترفه روادها الذين يعانون الأمرين من المسلمين المتعصبين الارهابيين , الذين مهما اختلفت طوائفهم و شيعهم فهم يتفقون فى امر واحد , انهم جميعا ارهابيين قتله سفاحين محبين للدماء والعنف .

تزامن مع تلك الأمور احداث عنف طائفيه فى محافظات مختلفه فى مصر بين المنيا و بنى سويف و غيرها . . . نفس السيناريو الذى يتكرر بين الحين و الاخر , يتجمع المسلمون الهمج الغوغاء لا يجمعهم سوى الكراهيه و الشر و الدمويه ليهاجموا منزل مسيحى بحجة انه سيتحول لكنيسه - و كأن الكنيسه ها تاكلهم و لكنه امر طبيعى فالشيطان كان و مازال يفزع من النور - او بسبب اى اشاعه غير منطقيه , ليتحولوا بعدها لوحوش هائجه تضرب و تحرق و تقتل و تصيب , و تكتمل فصول المهزله بتلك الجلسه العنصريه البغيضه التى يعقدها المحافظ او غيره ليصلح بين الجانى و المجنى عليه و يفر الجانى بجريمته دون اى مسائله او عقاب .

و اخيرا جاءت احداث قتل السته الباكستانيين , انا كنت فى باكستان قريبا , و قابلت بعض من مسيحييى باكستان , و الحقيقه ان حال مسيحيي باكستان قد يكون اصعب من حال اقباط مصر . . . فهم ودعاء مسالمين لدرجة يرثى لها , فى المقابل يشاركهم الحياه مسلمين من اسوأ فئات المسلمين فى العالم و اكثرهم تعصبا - تماما مثل مسلمى مصر- و ما حدث من قتل لسيدات و اطفال هو امر يكاد يكون طبيعيا هنا .

قبلها تابعت فى البرامج الاخباريه تلك الحركه الارهابيه الاسلاميه فى نيجيريا - بتاعة التعليم حرام - تخلف ما بعده تخلف و همجيه ما بعدها همجيه .

الحقيقه ان الاحداث كثيره و لا تتوقف فى اى لحظه , و كلها تصب فى حقيقه واحده واضحه وضوح الشمس . . . ان الشيطان لو ظهر بكامل هيئته فى العالم ليخربه و يعيث فيه فسادا فلن يفعل اكثر مما فعله محمد و اتباعه على مدى 14 قرن .

ان الاسلام و نبيه هما اكبر صفقه قام بها الشيطان فى تاريخه . . . بل و اعتقد انه من وقتها و هو جالس مستريح تاركا لخليفته فى الارض و اتباعه مهمة تخريب الارض و اهلاك البشريه و خطف النفوس للهلاك و الضياع .

المأساه الحقيقيه ان المسلمين فى كل مكان هم اول ضحايا ارهابهم . . . فهم يتسابقون لألقاء أنفسهم فى هاوية الجحيم متخيلين انهم يقومون بشئ عظيم . . . بينما هم يحرقون انفسهم وقودا للشيطان و نبيه .
حقا أننى لا اكرهم بقدر ما أرثى لهم .

و ما يحيرنى حقا . . . الا يفكر اى منهم فى كل ما يجرى حولنا و يحلله . . . ليرى الحقيقه واضحة جليه . . . الا يوجد بينهم من يمتلك بصيره و عقل يحكم بهم على الامور . . . الا يوجد فيهم من يمتلك بقايا ضمير حى يرفض تلك البدعه و ينفضها عن نفسه . . . الا يوجد مسلم واحد يستطيع ان يميز بين النور و الظلمه .

اعتقد انه لا شئ يقال سوى الدعاء للمسيح بأن ينير كل عقل و قلب و بصيره , فهو قادر ان ينجى خليقته من فخاخ عدو الخير المهلكه و تذكار الشر الملبس الموت .

المفدى