إخوانى فى الإنسانية
ما أسهل أن اتى بعبارة من أحد كتبكم و أغير من ألفاظها ردا على ما أسميه تأدبا منى (سفها) يأتيه بعض الصغار منكم. أستطيع أن أحرف مثلا ما يأتى: "وَحَوْلَ الْعَرْشِ قَوْسُ قُزَحَ يَلْمَعُ كَأَنَّهُ الزُّمُرُّدُ. وَقَدْ أَحَاطَ بِالْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشاً يَجْلِسُ عَلَيْهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ شَيْخاً يَلْبَسُونَ ثِيَاباً بَيْضَاءَ، وَعَلَى رُؤَوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ. وَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنَ الْعَرْشِ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ، وَأَمَامَهُ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُضَاءَةٍ، هِيَ أَرْوَاحُ اللهِ السَّبْعَةُ. وَكَانَ يَبْدُو كَأَنَّ بَحْراً شَفَّافاً مِثْلَ الْبِلَّوْرِ يَمْتَدُّ أَمَامَ الْعَرْشِ، وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَهُ أَرْبَعَةُ كَائِنَاتٍ تَكْسُوهَا عُيُونٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الأَمَامِ وَمِنَ الْخَلْفِ: الْكَائِنُ الأَوَّلُ يُشْبِهُ الأَسَدَ، وَالثَّانِي يُشْبِهُ الْعِجْلَ، وَالثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ. أَمَّا الْكَائِنُ الرَّابِعُ فَيُشْبِهُ النَّسْرَ الطَّائِرَ. وَكَانَ لكُلِّ كَائِنٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، تَكْسُوهَا عُيُونٌ مِنَ الدَّاخِلِ وَمِنَ الْخَارِجِ. وَهَذِهِ الْكَائِنَاتُ الْحَيَّةُ الأَرْبَعَةُ تَهْتِفُ لَيْلاً وَنَهَاراً دُونَ انْقِطَاعٍ". ولكننا لا نفعل, و أستطيع أن أنقل لكم مقاطع كاملة من نشيد الإنشاد و بدون أى جهد منى لتحريفها, ولكن لا داعى, فنحن لا ننزلق إلى مزالق السباب و الإهانات و التحقير الذى يذخر به موقعكم ضد الإسلام و رموزه وهذا لعدة أسباب ألخص لكم بعضها:
1- قوله تعالى: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون.
2- قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون.
3- قوله تعالى: لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور.
ثانيا أننا لا نستطيع أن نحقر أو ننال من رموز دينكم مثلما تفعلون أنتم, فكيف أجترئ على نبى الله عيسى عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام, وكيف أجترئ على السيدة مريم العذراء الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين. يقول تعالى فى القران الكريم عن مريم العذراء: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. ويقول: ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين. و يقول عن نبى الله عيسى عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام: ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس. و يقول: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.
فلو سببنا أو أهنا واحدا من هؤلاء كنا قد خرجنا عن الإسلام, و لذلك فإنى أدعوكم أن تدعوا السباب و الشتائم فهذه علامة ضعف و أدعوكم أن تتمسكوا بأحد أهم سمات المتدينين... بأي دين و هو عفة اللسان, ثُم لنتحاور و نتناقش, يأمرنا الله تعالى: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.
|