أستغرب حقاً من مقالاتك الأخيرة هذه الأيام.
وكيف تنفين بشدة نسب كتاب إضطهاد المتنصرين إليكِ.
حقيقي سواء كنتِ أنتِ التي كتبتيه وندمتِ علي كتابته فيما بعد.
أو لم تكتبينه نهائياً فهذه نقطة لاتهمنا كثيراً.
ولكن أول سؤال للإنسان العاقل الذي لديه عقل يفكر به تفكيراً بسيطاً.
... معلش..إعتبري أن المتكلم مجنون والمستمع دائماً هو العاقل والسؤال هو:
هل دار النشر بحجم وثقل ( دار الإنتشار العربي) وفي حجم سمعتها الكبيرة وثقة القراء بها.
تستطيع أن تنسب إليكِ كتاباً وتنشره بإسمكِ بدون تعاقد معكِ وبدون أن تكوني قد قبضتي ثمن نشره ؟!
وماهو العائد المادي الذي سيعود على كاتب مجهول أن يتكلف بتكاليف مادية لطباعة الكتاب في بيروت لينسب كتابه إليكِ ؟!
ومع هذا فهذه النقطة لاتثير دهشتنا بقدر ما يثيرنا حقاً تصميمك على محاربة المتنصرين الذين هم عابرين للمسيح!
لماذا كل هذه الحرب ضد من أحبوا وعرفوا وعبروا من الظلمة لنور المسيح؟ أين ماتدعيه من مدنية؟.
ألا تعرفوا أنهم صاروا ضمن خراف المسيح الذين دعاهم إليه وصاروا ضمن رعية كنيسته ؟.
ألا تعرفي أنهم الآن أبناء الكنيسة القبطية ومحسوبين عليها شاء الكارهون أم أبوا ؟.
أرى أن المشكلة ليست في ( تنوين وتشكيل ) كلمة المتنصرين بقدر ما سببته هذه الكلمة من قلق وإنزعاجٍ لكِ.
فكلمة ( نَـصـــــارى) القرآنية لايقول عنها أنها تنسب لمدينة الناصرة إلا الجهلاء.
لأن جمع كلمة ( ناصري) هو ( ناصريين أو ناصريون ) وليس (نَـصـــــارى).
حتى المعاجم العربية دلست الحقيقة ليتوافق المصطلح القرآني مع مايرددونه الكاذبين والمنافقين.
بالرغم من وجود نَـصـــــارى مكة - نَـصـــــارى نجران - نَـصـــــارى الشام.. وجميعهم لاينتمون لمدينة الناصرة.
فالمسيح دُعيَّ ( يسوع الناصري) لإنتمائه لمدينة الناصرة..فالناصرة مكان وليست عقيدة دينية.
فالناصريين هم الذين تنسب هويتهم الجنسية لمدينة الناصرة وليس ديانتهم.
فمن الخطأ الشائع عند المسلم أن ينسب بدعة النَـصـــــارى القرآنية لمدينة الناصرة.
وبما أن العابر للمسيح من خلفية إسلامية وإعتاد علي مصطلح ( نصــــــارى) القرآني.
فهو يقول على نفسه أنه متنصر بطريقة تلقائية وبلُغة عامية دارجة.
وبحسب ما تعود المتعصبين أن يطلقوا على مسيحيي مصر بأنهم (نَـصـــــارى) كذلك أيضاً قيلت على العابرين لنور المسيح هذا الإسم.
فجاء عنوان الكتاب يحمل نفس الثقافة الإسلامية التي إنتشرت في المجتمع المصري.
فهو عنوان ليس غريباً ولا شاذاً لأن خلفية هذا العنوان هو قرآنك.
فلماذا حربك هذه الأيام على المنتصرين العابرين للمسيح يا أختنا الكريمة ؟.
أنتِ تقولي أن إههتمامك الأكبر هو حقوقُ المواطنة لكل المصريين، وعدم ربط المواطَنة بالعقيدة..كلام جميل.
فمن ينادي بالدولة الليبرالية لايهاجم الأخر في دينه لمجرد أنه إختار عقيدته وإيمانه وهذا حقه الإنساني في الإختيار.
فالمفروض تكوني أول المدافعين عن حقوق الإنسان في إختيار عقيدته كما تصفي نفسك بأنكِ إنسانة ليبرالية.
فمن يدافع عن مدنية الدولة لايمارس القمع الفكري والعقائدى للأخر ونبذه بهذه الطريقة التي فيها تدافعي بإستماتة للتنصل عما سبق ونشرتيه.
لأن المسيح دعانا لتفتيش الكتب لا لأن نرهب فكر الأخر ونقمعه حتى لايقرأ الكتب.
أليس هذا أول خطوات الحرية والليبرالية وهو ان نتحرر فكرياً لنبدع ونرتقي بحضارتنا المدنية والإنسانية!
والمتنصرون أو العابرون لهم حقوق كاملة في المجتمع المدني لا أن نتنصل منهم ونحاربهم.
فقضيتهم مُسلَّم بها وهي أن لهم حقوق مثلهم مثل كل المصريين.
بل هم صليبهم أثقل منا نحن المسيحيين المولد لأنهم يحملون صليبهم في إيمانهم بالمسيح كل يوم.
ويدفعون ثمن إيمانهم كل يوم.. ويحملون كفن إستشهادهم كل يوم وفي كل لحظة.
في مجتمع إسلامي متعصب يعتبرهم أشد كفراً وخطراً لأنهم خرجوا من عبائة الإسلام.
وهددوا جماعة المؤمنين المسلمين الموحدين بالله فوجب قتلهم بحسب نظرة التطرف الإسلامي.
ولكن هم أيضاً مثلك فأجدادهم من أقباط مصر الذين لم يستطيعوا دفع الجزية الإسلامية.
فدخلوا الإسلام عنوة يا إما كان مصيرهم القتل كما تعرفي.
إن كنتي تحترمي حقوق الأخر في إختيار عقيدته رجاء ألا تحاربي العابرين أبناء المسيح لأنك مش قدّ المسيح.
فإن كنتى تعتبري إقتران إسمك على كتاب تتنصلي منه الآن لأنه شوه إسمكِ كما تقولي.
فنتمنى كذلك عدم التعرض بالهجوم على المتحولين والعابرين أبناء المسيح.
ولأخوتي المسيحيين أقول لهم لاتطالبوا بإطلاق باراباس وتصلبوا المسيح ثانية.
مش كل من يقول كلمتين حلوين في حقنا نصفق له ونقف موقف المتفرجين والعاجزين.
فإن كان المسيح له خراف أخر من حظائر خارج حظيرته فلماذا تصيروا عثرة في طريق هؤلاء الضعاف؟.
لماذا تتهاونون في أن تخطف أكاليلكم بصلبكم للمسيح ثانية وتمزيق خرافه وتمزيق جسده ؟.
لماذا لاتكونوا مبشرين بكلمته لتنيروا بصيرة الباحثين عن المسيح لا أن تصفقوا لمن يحارب خراف المسيح.
أتمني أن تقرأوا بتعمق دائماً لتقرأوا ما بين السطور لا أن تقرأوا وتصفقوا بدون أن تعوا حقيقة وخطورة ما تقرأونه.
يسوع يبارك حياتكم جميعاً ويحررنا جميعاً من عبودية الفكر الأسود..
" فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا".