عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-01-2005
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
لأن معقولهم كان ينبئ عن مفاهيم عن الكون والخلق ووجود الكائنات سائدة عالميا حينذاك كنظريات نهائية، فقد كان النقل متفقا مع العقل فى ظرفه التاريخى، لكن الدكتورة هنا تنزع صفة العقلانية عن النقل بقولها بضرورة وجود دليل نقلى إلى جوار العقلى. ونعلم أيضا أنهم كانوا عقلانيين حسب زمانهم وممكناته، فكانوا يعرفون مرض الحمى باللمس وليس بالترمومتر، ومن زمنهم بمنطق اليوم لا تمر رحلة الإسراء والمعراج هينة على العقل، لكنها كانت مقبولة فى منطق زمانها، حتى فى زمانها كانت بحاجة للإيمان أولا. التطور إذن حدث حتى فى علاقة العقل بواقعه، فأصبح نفس الواقع ونفس الأحداث لا ترى بنفس المنظار، والعقل الإنسانى هو هو لم يتغير، نيوتن اكتشف قوانين الحركة التى كانت هى المعقول التام فى زمنه حتى جاء آينشتين فخلق فهما جديدا لذات ما كنا نعتقده تام الصدق.
إن الدكتورة بدلا من أن ترى هذا فلا يحدث لديها هذا الارتباك بين العقل والنقل كان يجب عليها أن تدافع عما تعلمت بدلا من أن تقوم بتسفيهه. سيدتى الدكتورة لم تر التطور حتى على مستوى علاقة السماء بالأرض، وإنه كلما نضج الإنسان وتطور احتاج نبيا جديدا يلائم التطور الجديد، وهو السبب الوحيد الذى يفسر تعدد إرسال السماء رسلها للبشرية، إنه التطور الذى كان يدفع السماء لإضافة الجديد المناسب للتطور الحادث على الأرض. إن النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يعط علم الصواريخ، بل علم زمنه وهو الدرع والسيف. والزمن غير الزمن، لذلك لا نجد العلم فى القرآن لأن رب القرآن كان يعلم أن البشر لم ينضجوا بعد ليحدثهم حديث العلم والخلايا والجينات والوراثة، لذلك خلا من علم اليوم، لذلك أيضا لا يعتبر القرآن مرجعا لأى تجارب فى العلم اليوم. النقل يا سيدتى الدكتورة لم يرد فيه شىء عن الاستنساخ ولا نقل الأعضاء ولا الهندسة الوراثية، فهل يعنى هذا أنها بدورها «ساقطة» بتعبيرك هذه العلوم تكاد تكون معجزات، لكنها تصبح بسيطة ومفهومة مع العقل العلمى، إن عدم التسليم بها يعنى أن عقولنا لم تنضج بعد لتقبلها حتى لا تصاب بالجنون. والله يعلم مساحة العلم التى يستطيع عباده فى مراحل تطورهم العقلى استيعابها، فكان كلما تطورت قدراتهم العقلية مَنَّ عليهم بعلم يناسب هذه القدرات، حتى الأخلاق جرى عليها ما جرى على غيرها من تطور. لذلك وإيجازا هو أن ما غاب من الكتب السماوية قد غاب لأن ما كان يرد فيها هو ما كان يناسب فكر إنسان زمانها وليس زماننا. وتتابع الدكتورة إثباتها عدم وجود بنية تحتية أساسية لديها تتمثل فى منهج التفكير العلمى تقول سيادتها: إن الدين يحث على العلم، لكن الشطط بدعوى الإبداع والتجديد هو لهدم العقائد الدينية الثابتة والراسخة مع قدرة الإنسان المحدودة بالنسبة لقدرة الله. سيدى رئيس جامعة الأزهر الزاهرة، سيدى الوزير المسئول عن التعليم العالى فى بلادنا، سادتى أهل هذا الوطن وأهل من تريدونهم شبابا عالما عارفا، هل يمر هذا الكلام مرا هينا سهلا؟! أم يفزعكم على مستقبل هذا الوطن؟ إن لم يفزعكم فلا داعى لكل ما يكتب بهذا الصدد، ولنكسر أقلامنا جميعا، لأن الحالة ستكون ميئوسا منها، لكنى أثق أنه أفزع بعضكم على الأقل. فإذا كانت سيدتى دكتورة الوراثة ترى الدين ثابتا راسخا، وأن قدراتنا محدودة إزاء الله وقدراته فلماذا تعادى ما تسميه الشطط، أم ترى فى نفسها قدرة فوق قدرة الله تدفعها للدفاع عنه؟ أم هو خوف دفين على مفاهيم لا هى من العلم ولا هى من الدين وتقوم على مسلمات تاريخية خاطئة فى التعامل مع الدين معزولا عن زمنه وتاريخه وظروفه فى أرضه؟! ألا تفزعكم كلمة «الشطط» فى العلم؟ هل الشطط فى العلم أى الانغراس فيه حتى أبعد مدى هو قيمة مرفوضة فى بلادنا من أساتذة العلم يا سادة؟! وهل تسفيه القدرة العلمية على هذا الشطط هو وظيفة العلماء؟ وهل الإصرار على قدرة الإنسان المحدودة ينتج علما؟ أليس هذا هو منطق العوام؟ إن هذا كلام قد نتركه يمر إذا قاله نجار أو نقاش لعدم التخصص وليس تحقيرا لمهن محترمة، لكن أن تقوله أستاذة وراثة فهو علامة أننا قد وصلنا حافة الثقب التاريخى الأسود، حيث الزوال من الوجود. إن سيدتى أستاذة علم الوراثة مشغولة بالدين وليس بالعلم «فهذا الكلام مخالف للدين تماما»؟! انظرها تقول : «فالمقياس الذى نقيس عليه هو أن الجبار لا يكون سوى الله سبحانه وتعالى، فمن أنقص من قدرة الله وقدرته ليس لها حدود، أما قدراتنا وعلمنا فهو قاصر محدود». وبغض النظر عن ارتباك عبارات سيدتى الفاضلة، وبغض النظر عن تسليمها بحكايات «سيدنا آدم» وحكايات «سيدنا نوح»، وبغض النظر عن سقوط حكاياتها إلى مستوى العوام وخضوعه لذات المناخ، فإن عالمة الوراثة عندما يكون مرجعها ومقياسها الذى تقيس به تجاربها هو الجبار، وعندما تدخل المختبر وهى على يقين أن قدراتها وعلمها قاصر محدود، تراها ماذا تستنتج لنا؟! وألا يفسر ذلك انحطاط أمة المسلمين إلى هذا الدرك المفزع المرعب المخيف المكتئب الدافع إلى القنوط التام من خروجنا من قاع مزبلة الأمم. ترفض الدكتورة ما يفيد طلاب علمها فكرة التطور بالتحول من نوع إلى نوع، من حد مشترك للإنسان، هل تنكرين هذه القدرة على الله، وهو الثابت اليوم فى أفلام لأبطال العلم فى الغابات وقاع المحيطات بآلاف الأدلة المتاحة لمن أراد أن يعلم ويتعلم، فى أفلام كولن الألمانية وكاليبسو الفرنسية والموسوعة الجغرافية والموسوعة البريطانية وغيرها على C.D فى كل المكتبات العلمية فى الدنيا. لماذا تنصحنا فى نهاية حديثها العميق بالتعمق فى الدين وليس التعمق فى العلم، ولا تتعمق هى فى الدين لتقرأ كيف تحول البشر إلى قردة خاسئين، وتعطينا من علم الوراثة ما يفيد ليثبت ذلك، وحينها سيكون الممكن الوحيد بين يديها هو العكس، وهو على قدرته ليس بعزيز، فإذا كان الله سبحانه قادرا على إحالة العصاة إلى قردة بفارق فى الجينات بين الأصل والمسخ لا يتعدى 7,1%، أفلا يمكنه العكس؟! أم هى تنكر معلوما من الدين بالضرورة بإنكارها آيات القردة الخاسئين؟! وعن الشطط والتعمق فى العلم ترى سيدتى العالمة أن مثل هذه النظريات ستنهار من تلقاء نفسها، ويصبح الأصل والأساس هو الدين إذا نظرنا إلى الأمور بموضوعية وعقلانية ودون تعصب. ما هذا؟! ما هو مفهوم الموضوعية عند أساتذة الكليات العلمية فى بلادنا؟ ما مفهوم العقلانية؟ ما هو مفهوم التعصب؟ ألا ترى سيدتى وهى تسلم بالدين أساسا وتتمنى انهيار العلم حتى يصبح الأساس فى كل شأن هو الدين، ألا ترى ذلك تعصبا للدين من الأساس؟ فأين الموضوعية والعقلانية هنا؟ إن لدينا معجما خاصا لمعانى المفردات لا علاقة لها بالعلم حتى لو كنا علماء كيف؟ هذا لغز كبير. لدينا معان ودلالات للألفاظ تختلف عن كل دول العالم وملل العالم، معانى التخلف والفكر الحر وحقوق الإنسان والديمقراطية والدولة والوطن والحكم والإيمان والتسامح والموضوعية والتعصب والاغتصاب والسرقة والزنى. نحن نعيش زمن القرن الرابع الهجرى على الأقرب، لذلك معانى مفردات الحداثة غير موجودة فى مخزوننا الثقافى، لأن هذه المعانى قد تطورت فى العالم المتقدم واكتسبت دلالات جديدة لا نعرفها فى بلادنا حتى على مستوى العلماء المنتظر منهم الأخذ بيد هذا الوطن نحو الحداثة والتقدم. إن سيدتى لم يشغلها الوطن ولا الحداثة ولا كل ما نقول هنا، يشغلها إرضاء الله، ترفض نظرية التطور الكونى والكائنى لأنه سيأخذنا بعيدا عن زمن الدعوة وطريقة العيش أيامها وطريقة التفكير أيامها. لقد تمكن مشايخنا من دماغ الوطن، حتى العلماء منهم أو المفترض أن يكونوا كذلك، لذلك صرف عليهم الوطن، ولذلك رقاهم الوطن، لذلك ندفع لهم رواتبهم من جيوبنا ضرائب ليعلموا أبناء الوطن، ليرتقوا بالوطن، لكن مشايخنا تمكنوا من شل الوطن، وتكسيح الوطن، وشل العقل بشروط تمنع الابتداع والابتكار لأن ذلك شطط غير مسموح به، ووسط كل ماهو خط أحمر على العقل فى بلادنا وفى ضوء كل ما هو غير مسموح به كما قالت سيدتى الدكتورة قررت من جانبى زيارة حديقة الحيوان بالجيزة، وكتبت هذا الموضوع وأنا جالس أمام جبلاية القرود، لأجسدها وهى تتحرك بحرية، ولها حيزها الشخصى الذى لا يتدخل فيه أحد بفتوى كيف يتصرفون أو يسلكون أو ينامون أو يتبرزون، شاهدتهم يمرحون بسعادة وبحرية دون استئذان القرداتى، حسدت أبناء عمومتى وعدت إلى بيتى أحلم بيوم نحصل على حرية أبناء عمومتنا، ولا أنسى أن أذكر دكتورة الوراثة أنه لولا داروين ما كانت هى دكتورة وراثة.
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس