عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 05-03-2005
محمد عبد المجيد محمد عبد المجيد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 60
محمد عبد المجيد is on a distinguished road
الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!

أيها الاخوة المواطنون،


أعترف لكم بأن متابعتي للدعوة للعصيان المدني في 2 مايو 2005 كان بَرْدا وسَلاما على نفسي، فقد منحتني أملا كاد يختفي مع ظني المتصاعد بأن الشعبَ فعلا غاضبٌ على نظام حكمي، وأنه قد يخطو قريبا خطوات ناحية الاحتجاج الكامل والتمرد والرفض.
إلى أن جاءت دعوةُ العصيان المدني التي أطلقها محمد عبد المجيد رئيسُ تحرير مجلة طائر الشمال في النرويج.
في البداية جاءني هاتف داخلي بأن أحْزم حقائبي وأستعد لترك القصر الجمهوري إلى الأبد، فالشعبُ المصري قد يجد فيها ضالته المنشودة، وتسري كالنار في الهشيم من مقالات وبيانات إلى صدور جماهير تهدر وتغلي وتعد العدة للثأر لكرامتها والدفاع عن بلدها وانقاذ ما بقي من خيراتها.

ولكن شيطاني همس في أذني بكلمات جعلت الأحزانَ أفراحا، والخوفَ اطمئنانا، والاستعدادَ للرحيل تهيئة لحكم خالد أبدي لا ينتزعني منه إلا مَلَكُ الموت.
قال لي شيطاني : لا تخف، ولا تحزن فالمصريون قادرون على تحويل الدعوة للعصيان المدني إلى ثرثرة على الانترنيت، وإلى موضوع خصب للنكت والاستخفاف وأقصى أنواع التهكم والسخرية من صاحبها، وسيثيرون الشكوك حول جدية دعوته، وسيطلبون منه أن يحمل معه شجاعته ويأتي إلى مصر وهم يعلمون أن أجهزة أمنك ستصطحبه من المطار إلى ماوراء شمس القاهرة الدافئة فهو صيد ثمين لها ظل يكتب مناهضا حكمك ومحرضا عليك لأكثر من عشرين عاما.
وجعل شيطاني يقص علي لساعات طويلة أسباب فشل العصيان المدني ، وذهبتُ إلى فراشي بعدها ونمت نوما عميقا لم أعهد مثله من قبل.

ايها الاخوة المواطنون،
في الواقع أن كلمات الشيطان كانت للاطمئنان، أما يقيني فهو أنكم لن تفعلوا شيئا، وإذا ظننتم أن بعض الاحتجاجات المتواضعة هنا وهناك قد تهز عرشي فأنتم مخطئون.
يكفيني ثباتا فوق كرسي الحكم أنكم تطلقون على بعضكم النكات ، ويستهزيء المصري من أخيه في الوطن، بل إنني قرأت حتى الآن لملايين يتهم كل منهم الآخرين بأنهم جبناء وتعساء وكسالى وراضون عن الذل والقمع ومغتبطون بالمهانة ومتلذذون بالعبودية، فماذا بقي من المصريين؟
فعلت معكم ما لوقمت به مع حيوانات أليفة لثارت ضدي، وتحولتْ إلى متوحشة تنهش جسدي، ودافعتْ عن كرامتها كما يدافع الحصانُ الكريم عنها.
هل تتذكرون عبد الرحمن الكواكبي في ( طبائع الاستبداد) وهو يقول: وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خُدمت خَدمت، وإن ضُربت شرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تلاعَب ولا يُستأثر عليها بالصيد كله؟كيف تشعرون أمام بطولة اللبنانيين وشجاعتهم؟
هل تعلمتم درسا من شعب توجو الأكثر فقرا من سكان المقابر لديكم؟
أربعة وعشرون عاما مسحت بكرامتكم الأرض، وأفقرتكم، وحكمتكم بحكم الحروب أو العبيد، أي قوانين الطواريء، وأهدرت لكم خيراتكم، وأعطيت تعليمات أن كرامة المواطن المصري تحت حذائي أو تحت كف مخبر جلف في أحد أقسام الشرطة.
لم يعد لطلاب الجامعة مستقبل في عهدي أو العهد القادم لابني جمال، وستبحثون بعد ست سنوات أخرى عن طعامكم في صناديق القمامة كما يفعل أطفال غزة وعلى مقربة منهم منازل فاخرة لأعضاء الحكومة الفلسطينية.
أربعة وعشرون عاما من التعتيم الاعلامي، والادارة الفاشلة، والصفر الرياضي والاجتماعي والسياسي والتعليمي، واحتقاري لكم باختياري الفاشلين في معظم المناصب الكبرى ( مع استثناءات قليلة) والسياحة التسولية .
أربعة وعشرون عاما وأنا أنتظر دما كريما يجري في عروقكم فيسخن فجأة، وتدب الحياة في روح المصريين الميتة ، لكنكم لم تتحركوا إلا ببعض الاحتجاجات التي كانت دليلا جديدا على طول فترة حكمي .. القادمة.

جاءتكم الدعوة للعصيان المدني، وعرف بها حتى الآن الآلاف من أبناء الشعب ومن أكثر الطبقات المفترض أنها على وعي وادراك، فكانت النتيجة قهقهة من الضحك الهستيري تندرا واستخفافا بالذي يطالب بانعتاقكم وهو في مكان بعيد.
أليست الملايين الأربعة من المصريين المغتربين امتدادا لكم، وقوة من أجلكم، وحماية لأعراضكم، وضمانا لأمنكم إن أسأت لكم تحركوا، وإن ضيقت عليكم أذاعوا في العالم كله أخبار جرائم القصر؟ فلماذا إذن تسخرون ممن يرى أنه في بلد ناء قد يتحرك بسهولة بعيدا عن رجال أمني، ويتصل بمنظمات العفو الدولية وحقوق الانسان، ويكتب دون رقيب عن آلامكم وأحزانكم؟
الدعوة للعصيان المدني كانت كأنها نكتة ضحك عليها المصريون في غرزة للمدمنين وليست صرخة حرية سمعت مثلها كل شعوب الأرض تقريبا، من جنوب أفريقيا إلى أوروجواي، ومن السلفادور إلى فيتنام، ومن لبنان .. الأخ الأكبر لمصر( !!!) إلى توجو التي يتدثر شعبها بالعراء والكرامة.
لقد تضورتم جوعا في عهدي فلما لوحت لكم بقطعة لحم نسيتم سنوات الفاقة والجوع والذل وقلتم بأنني كريم ، وأنني ديمقراطي قرر أن يغير الدستور ( مادة واحدة ) ويقف أمام مصري آخر في انتخاب حر ونزيه( وكأنني أمن عليكم بحق سلبته منكم سنوات طوال).

أيها المصريون الأحرار،
لا تستجيبوا لدعوة العصيان المدني في الثاني من مايو، فأنتم في قبضتي إلى يوم القيامة، وعليكم أن تستعذبوا الاذلال، وأن توغلوا في السخرية من الدعوة لتحريركم.
قولوا لصاحب الدعوة عليك أن تأتي لمصر وتقود العصيان، وهو لن يفعل لأن اسمه في قائمة المترقب وصولهم بسبب كل ما كتب عني وتعريته جرائمي وتحريضه الأحرار ضد حكمي.
قولوا له بأنكم لا تستجيبون لقرار فردي اتخذه وكان ينبغي أن يستأذن المثقفين والمفكرين والحزبيين والاعلاميين الكبار.
قولوا له بأن العصيان المدني حل نهائي بعد استنفاذ كل الوسائل الأخرى، والتي قد تستغرق ثلاثين عاما أو أكثر يكون حفيدي قد استعد لتولي السلطة في بلد فرغناه تماما من كل خيراته.
قوموا بتحويل الدعوة إلى عبث وثرثرة وسخافات وتساؤلات في غير محلها، وحينئذ ستموت من تلقاء نفسها .
إنني، أيها الاخوة المواطنون، قدَرُكم وعليكم أن تقبلوا حكم السيد على العبيد، وأن يخشى كل منكم الآخر، ويصبح الجبن قيمة عليا ، والخوف من التوقيف في قسم الشرطة كالروح لا ينفصل عن الجسد إلا مع الموت.
لا تصدقوا هذا الشخص ، وعليكم أن تستمتعوا بلحظات انتصارات وهمية في احتجاج أو مظاهرة أو مقال أو كلمة جريئة على الفضائيات، وأن تتحدثوا سياسة وتأكلوها وتشربوها وتضعوها تحت الوسادة وتغرقوها بدموعكم وأحزانكم .
إنني متفائل في ازدياد وتفاقم رغبتكم أن أدوس على كرامتكم ست سنوات أخريات مع بعض الشروط المضحكة كمنافس لي في الانتخابات والايحاء لكم بأنكم حققتم بعض الانتصارات.

أيها الاخوة المواطنون،
الفارق بين المظاهرة والعصيان المدني كبير جدا..
العصيان المدني احتقار لي، ورفض لسلطتي، واتحاد شعبي يشترك فيها الجميع وتزينه ربات البيوت والأطفال والعجائز والمساكين والفقراء ، أما المظاهرة فهي لبعض الساعات ترفعون فيها لافتات، وتحتنق أصواتكم، ثم تعودون إلى بيوتكم أو يمر البعض على التخشيبة فيصفعه المأمور كفا غليظة على قفاه، ويحمل ما بقي من كرامته ويعود ذليلا إلى البيت.
العصيان المدني لا يمكن أن ينتهي إلا وأنا أقف أمامكم صغيرا خاليا من أي قوة ومعتذرا عن جرائمي، أما المظاهرة فهي تنفيس يدعي بعده رؤساء الأحزاب والقياديون أنهم هزوا عرش السلطة لكنهم في الحقيقة لم يخيفوا فأرا يسير بجوار الجماهير الغاضبة.
العصيان المدني في يوم شم النسيم الذي قد يتحول إلى تجمهرات لكل أفراد الشعب، ثم يبدأ الفعل الحقيقي في اليوم التالي هو الحل الوحيد أمامكم للتخلص مني، لكنكم لن تفعلوا ، وستقبلون رغم أنف أكبركم اهانتي لكم وازدرائي واحتقاري إياكم .
أكثر مواقع الانترنيت ومنتديات الأحرار ترفض نشر مقالات وبيانات صاحب الدعوة للعصيان المدني كما فعلوا من قبل مع معظم كتاباته، فالخوف من قبضتي يلتصق بأرواحهم حتى لو كانوا يعيشون في مكان آمن خارج مصر.
قولوا لصاحب الدعوة: دعنا بالله عليك في أمان، فنحن لا نرى في مصر كلها من هو قادر على أن يحل محل الرئيس.
قولوا له بأن مصر غير قادرة على انجاب عباقرة في الادارة والقيادة والعلم والثقافة والسياسة وأنهم يرشحون وجوها قمت أنا بتلميعها لتمنحني النصر السهل على الرغم من أن صناديق الاقتراع ونتائجها قد بدأنا في الاعداد لها تماما كانتخابات أعضاء مجلس الشعب والانتخابات البلدية والمحلية.
قولوا له بأننا لا نريد مصريا مغتربا يدافع عنا، لكننا نبحث مع الشجعان في الداخل الذين لم يحركوا شعرة في جسدي لأربعة وعشرين عاما لعل لديهم الحل.

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 23-03-2008 الساعة 04:24 PM السبب: تصحيح أكواد
الرد مع إقتباس