|
عودة العصيان المدني إلى المنتدى
أخي العزيز بلبل
اقتربنا من الشهر الرابع وأنا أعمل ومعي شباب آخرون يساعدون في مصر، وأيضا متحمسون في كل مكان، وكنت قد بدأت الدعوة للعصيان المدني في عدة مواقع ومنها منتداكم الموقر.
دخلت وفي قلبي مساحة من الحب لأقباطنا .. شركاء الوطن تكفي لأن يعانقني كل منهم ويأخذ بيدي، وخرجت وفي نفسي جرح شديد.
دخلت وأنا أكثر قناعة بمعركة من أجل حقوق المواطنة الكاملة، وخرجت وأنا أشعر أن الحوار غير ممكن، وأن النفوس مليئة بكراهية، وأن التطرف الاسلامي والقبطي يتساويان.
دخلت مواقع اسلامية فتلقيت كما هائلا من السباب والشتائم وآخرها أول أمس في موقع طلاب جامعة القاهرة من مسلم مثلي يدعو الله أن يدخلني نار جهنم لأنني طالبته باستخدام العقل.
وفي موقعكم الموقر قرأت عشرات الاهانات والسخريات والتهكمات لديني وكتابي المقدس، القرآن الكريم، ونبي الاسلام.
وتعجب الكثيرون ممن يعرفونني من صبري واحتمالي، وصدقني، أخي الكريم، بأن كل ما قرأت لم ينتقص قيد شعرة من قناعاتي وإيماني ودفاعاتي عن المواطنة الكاملة لأحبابنا .. شركاء الوطن، ولك أن تتطلع على موقع طائر الشمال وبه 600 مقال بقلمي، فإذا وجدت في أي منها وطوال عشرين عاما كلمة واحدة يشم مني قبطي من أبناء بلدي رائحة تمييز، فالحكم لك.
ثلاثة أسابيع باقية على العصيان المدني وقد حققنا بعض التقدم، وتم توزيع البيان في جامعتي القاهرة والاسكندرية، وعلى عمال المحلة الكبرى، وأرسلنا أربعة آلاف رسالة موبايل، ونشرت عددا كبيرا من المقالات في عشرات المواقع، وتلقيت من مصريين مبتهجين بقرب انتهاء الطاغوت.
ثم جئت أنت الآن لتعيد التذكير هنا بالعصيان المدني في 2 مايو 2005، وأنا واثق أن اشتراك شركاء الوطن سيسحب البساط من تحت أقدام قوى التطرف التي تتسعى لتسليم الأجيال القادمة بقايا وطن متهالك ومفتت.
إن أي مسلم يقول أن مصر بلد للمسلمين فقط يرتكب جريمة اغتيال وطن.
وأي قبطي يدعي أنها بلد للأقباط فقط يشترك مع المسلم في نفس الجريمة.
الحمقى فقط هم الذين يتصورون أنهم قادرون على اقناع المسلمين بالمسيحية أو المسيحيين بالاسلام، فتلك أمور تتداخل فيها الثقافة والخصوصية والظروف والموطن والعمر والمصادفة والاقناع ومئات من الأشياء الأخرى التي تنتهي إلى حرية الفكر.
إن الذين يتصورون أنهم باستخراج نقاط الضعف في دين الآخرين يربحون معركة هم في الوقت عينه يخسرون وطنا، وستنتهي المعركة لتبدأ أخرى دون أن نكتشف أطهر وأجمل واسمى معجزات النفس البشرية التي وضعها الله فيها وقلة من الناس تتتعرف عليها، أعني التسامح.
أخي العزيز بلبل
إذا رأيت ورأت إدارة المنتدى الموقر أن لي مكانا بينكم في اعادة طرح العصيان المدني ونشر كل ما قمت بنشره منذ ابتعادي المؤقت، وإعادة ما سبق نشره في موضوع ( مثبت ) حتى الثاني من مايو، فأنا حاضر وفي نفسي كل السعادة والغبطة.
يمكنك الآن أن تكتب ( محمد عبد المجيد ) في البحث داخل المنتدى، وتقرأ موضوعاتي والردود عليها، ثم تعيد النظر مرة أخرى، ومعك الاخوة الأعضاء وإدارة المنتدى.
سأنشر أيضا كثيرا من ردود الأفعال، وأكتب عن تطورات الدعوة للعصيان المدني، ما لها وما عليها.
من يدري فربما تنفجر ثورة محبة وتسامح من هذا المكان الذي شهد معارك عنيفة من الكراهية والبغضاء كانت تتسلل إلى النفس، ويظن صاحب القلم أنه ثأر للآخرين، وكشف سوءات الدين الآخر، وانتصر لعقيدته، لكن الحقيقة أن المتصارعين كلهم من أجل مكان في الجنة لا يدخله غيرهم قد يخسرون الجنة كلها ومحبة الله.
في انتظار ردك وردود الاخوة الأعضاء والادارة الكريمة فإذا كانت هناك ثقة بصاحب هذا القلم ، وحدس بحسن النية، وقناعة بمحبتي لكم، فسأعود فورا كما يعود الغائب لداره وأحبابه.
والله يرعاكم
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
Taeralshmal@gawab.com
Taeralshmal@hotmail.com
Fax: 0047+22492563
Oslo Norway
|