عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-04-2005
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
-2-

فبالأمس (9/9/2004) تراجع الشيخ القرضاوي في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة عن فتواه بدعوة "المسلمين" من المرتزقة الإرهابيين - الذين يطالبون بخمسة ملايين دولار الآن مقابل إطلاق سراح الصحفيين الفرنسيين، ويخطفون النساء، ويقتلون تلاميذ المدارس في روسيا - في قتال العسكريين والمدنيين الأمريكيين في العراق، والتي أصدرها على الملأ وبالقلم العريض وبالفم (المليان) في نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة قبل أيام (3/9/2004)، وأمام جمع خفير من مناصريه من الإخوان المسلمين الذين يستغلون النقابة لإعلان مواقفهم السياسية وبعث رسائل الإرهاب منها. وقد تم اعلان هذه الفتوى عن طريق مدير مكتب القرضاوي أيضاً (عصام تليمة) ولكن القرضاوي لم يلبث بعد ستة ايام فقط من عقد مؤتمر صحافي في قطر، واعلان براءته من هذه الفتوى، وتكذيبها والتنصل منها، رغم أن هذه الفتوى فتوى صحيحة قالها القرضاوى بـ "عظم لسانه" وعلى الملأ الأعلى والأسفل.

-3-
إن تأكيد صحة صدور هذه الفتوى من قبل القرضاوي نفسه، تثبتها عدة شواهد منها:

-
أن القرضاوي أعلن فتواه في نقابة الصحافيين المصرين في 3/9/2004 وعلى الملأ الأعلى والأسفل، ولم يعلنها في اجتماع سري مغلق.

-
أن عصام تليمة مدير مكتب القرضاوي، كان قد أعلن هذه الفتوى بشكل رسمي في بيان صدر عن مكتب القرضاوي في 4/9/2004.

-
لم يكذّب عصام تليمة هذه الفتوى، بعد أن نُشرت وأذيعت وبُثت في الإعلام العربي من مشرقه إلى مغربه، وأذاعتها "قناة الجزيرة" الناطقة الإعلامية الرسمية باسم القرضاوي في نشراتها الإخبارية الرئيسية طوال يوم 6/9/2004. وما زالت مثبتة حتى الآن في موقع القناة على الانترنت.

-
أن القرضاوي شخصياً لم ينفِ هذه الفتوى بعد ساعات أو بعد يوم أو يومين أو ثلاثة من إعلانها على الملأ الأعلى والأسفل. ولو كان القرضاوي صادقاً في أنه لم يفتِ بهذه الفتوى كما قال وادعى في مؤتمره الصحافي في الدوحة بعد سبعة أيام طوال من صدور فتواه في 3/9/2003 وفتواه المضادة في 9/9/2004، وهو الذي سافر من مصر إلى السودان واجتمع بالترابي هناك، وزار دار فور، والفتوى ما زالت أصداؤها تنتشر في كافة أنحاء العالم، لقام القرضاوي بتكذيب هذه الفتوى بعد ساعات من انتشارها.

-
أن "قناة الجزيرة" الناطقة الإعلامية الرسمية باسم القرضاوي قامت بنشر نص الفتوى كاملة في نشراتها الاخبارية الرئيسية في 6/9/2004 فلماذا لم يتصل القرضاوي رأساً بقناته الرسمية، ويطلب منها نفي ما قد "أشيع" عنه كذباً وزوراً وبهتاناً كما قال فيما بعد في فتواه المضادة في 9/9/2004؟

-
أن "قناة الجزيرة" الناطقة الإعلامية الرسمية باسم القرضاوي قامت في نشراتها الاخبارية الرئيسية طوال يوم 6/9/2004 ببث مساندة بعض شيوخ الأزهر المشتَرْين بالذهب الإيراني البراق لفتوى القرضاوي بقتل الأمريكيين من عسكريين ومدنين في العراق. ومنهم – حسب قناة الجزيرة – الشيخ العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الدكتور عبد المعطي بيومي والشيخ الدكتور صالح زيدان الأستاذ بجامعة الأزهر والشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق، مما يؤكد صحة صدور هذه الفتوى، وأن القرضاوي تراجع عنها وأنكرها تحت مطارق الكتاب الليبراليين الجدد، الذين فضحوه وفضحوا رثة هذه الفتوى.

لقد أصبح يوسف القرضاوي صاحب وجوه ثلاثة، كما أنه أصبح ثلاثة قرضاويين، وليس قرضاوياً واحداً، أو قرضاويين اثنين فقط، كما قلنا في مقال سابق (14/7/2004).

والقرضاويون الثلاثة، أو الوجوه الثلاثة للقرضاوي هي :

القرضاوي الأول، وهو الذي يصدر فتاوى للاستهلاك العربي والإسلامي في الشرق الأوسط، يهاجم فيها الغرب، ويدعو إلى قتاله وقتال أبنائه في الشرق الأوسط، ويعارض حقوق المرأة، ويهاجم الديمقراطية والعلمانية وكل "الكبائر" و "المنكرات" الغربية .. الخ.

والقرضاوي الثاني، هو الذي يصدر فتاوى للاستهلاك الإعلامي في الغرب، يعلن فيها صداقته للغرب، والدفاع عن حرية المرأة، والدعوة إلى الديمقراطية، وأن الديمقراطية دعوة إسلامية.. الخ. كما حدث في زيارته الأخيرة للندن (يونيو 2004).

والقرضاوي الثالث الجديد، أو الوجه الثالث للقرضاوي، هو الفقيه المرتد في فتاويه، وهو الذي يصدر الفتاوى بقتل العسكريين والمدنيين من الأمريكيين، ثم يلحس هذه الفتاوى وينكرها، ويصدر فتاوى مضادة، بعد أن يخاف قبل أن يستحي!

فأي مخادع ولاعب سياسي رخيص ورثِّ الفتاوى هذا الشيخ الذي يقود العمل السياسي/الديني العربي الآن، بعد أن هزُلت السياسة العربية وهزُل السياسيون العرب، وفُرِّغت الساحة السياسية لصالح "فقهاء سفك الدماء" من أمثال القرضاوي والبيومي والرفاعي والزيدان والغنوشي والترابي والصدر وغيرهم؟
الرد مع إقتباس