[محمد عبد المجيد]

السخرية هي أدنى درجات سلم الشجاعة الأدبية، ونحن هنا نتبادل الحوار والأفكار ونتعلم، ولكن البعض يبحث مضنيا عما يعطيه من محبة وتسامح ومعلومات وأفكار ونصائح فلا يعثر عليها لأن الرأس مهموم ومشغول بأكبر كم ممكن من التهكم والسخرية من الآخرين والرفض والتعالي.
تموت السخرية مع الانتهاء من آخر سطر في المداخلة ويبقى الاحترام للعقل والمنطق والجدية والحوار البناء والعطاء مما نتعلم.
أخي الكريم،
لماذا لم تحاول أن تقوم بزيارة قصيرة لما يختزنه عقلك من معلومات وأفكار وآراء وتجارب، وتمر على قلبك فتأخذ منه تسامحا ومحبة وطيبة، ثم تأتي للمنتدى لتعلمنا وتتعلم من الآخرين؟
هل يعقل أنك بحثت، ونقبت، وأجهدت نفسك، وأمسكت القلم أو الكي بورد لتعقب أو ترد أو تنصح أو تفند أو تعلمنا مما علمتك الحياة والكتب والتجارب، فلم تجد غير هذه الكلمات البذيئة والقبيحة التي تتعارض تماما مع رسالة التسامح المسيحية؟
في أقصى درجات الآلام التي تحملها المسيح عليه السلام لم تبدر منه كلمة سوء واحدة أو سخرية أو سباب، وأنت لا تعرفني، لكنك لا ريب قرأت مرات عديدة، ويعرف كل من يدخل هذا المنتدى ويقرأ مقالاتي ويتابع كتاباتي بأثر رجعي يمتد لعمرك أو أكثر أنني أدافع في كل مكان وزمان عن حقوق أقباط وطني، وأنهر نفسي الأمارة بالسوء أن تقترب يوما في لحظات غضب من حقوقك القبطية المواطنية الانسانية، ومع ذلك فأنت تكتب عن ( الاستهبال المسخ )، وغيرك يكتب أسوأ من هذا ولولا الاخوة في الادارة الذين يتفضلون بحذف كثير من الاساءات لظننت أنكم في حالة حرب ضد المحبة والتسامح.
السخرية ترفض في كثير من الأحيان أن تمر على العقل، وأي شخص يستطيع أن يأتي لك بملء الانترنيت تهكما واستخفافا وتندرا، ولكن ليس كل انسان قادرا على تحكيم العقل وكبح جماح الكراهية وتهدئة البغضاء ومد اليد لمصافحة الغرباء، فما بالك بمن يظن، وقد أكون مخطئا، أنني الأقرب لكم من كل المدافعين عن حقوقكم؟
والله يرعاكم

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج