عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 14-05-2005
CrocodileTearz CrocodileTearz غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: My mind
المشاركات: 615
CrocodileTearz is on a distinguished road
يتبع

. وفى هذه الدولة المنتظر قيامها على يد الإخوان ضرورة تلازم وجود الفتوى إلى جوار القانون، أو قل هى صائغة القانون وصانعته، فهو يقول «لابد من وجود سقف لما هو الحلال وما هو الحرام فى الدين، وما هو الصواب وما هو الخطأ فى القانون»، وما دامت الدولة إسلامية فسيتم قياس القانون على النموذج الدينى التشريعى، وهو ما صرحت به مبادرتهم التى يعتبرونها برنامجهم، وهو ما يعنى فى النهاية أن تكون السلطة بيد من يفتى، أى بيد رجل الدين، أى دولة ثيوقراطية كاملة المواصفات، بينما ينكر العريان أنهم يريدون ذلك حقاً؟ إذن فماذا يريدون بالضبط؟ ما هو القول الواضح بين كل هذا؟ وأين غير المسلم هنا؟ وما هو مصيره وهل تنازل الإخوان عن مشروعهم الطموح لإقامة دولة الخلافة العظمى باتحادهم العالمى وأهدافه العلنية؟ ثم ترى ما هو مصير المعارضة؟ أعتقد أنهم سيعملون بالحديث النبوى كمصدر تشريع، النبى قال بفرقة واحدة ليس أكثر، ليس هناك فرقتان ناجيتان لأنهم وحدهم الفرقة الناجية فى الحالتين. يعنى لامعارضة؟! يعنى عندما يكون الإخوان خارج الحكم يكون لهم حق المعارضة باسم الإسلام وعندما يحكموننا لا قدر الله لن يكون لنا حق المعارضة باسم الإسلام، وحتى لا يبدو الرجل كذوبا على طول الخط فقد نمق الكلام ليقدم اعترافا غامضا غير فصيح فهو لا يريد اعترافا صادقا محترما بما حدث فى تاريخ المسلمين من أهوال ومظالم كارثية، يقول «إن الفكر الإسلامى لم يعرف مفهوم الدولة الدينية رغم ما شاب التاريخ الإسلامى من مخالفات، وهناك مخالفات لا يستطيع أحد أن ينكرها ولكن هذه المخالفات كان يتصدى لها علماء الدين الإسلامى»، إن موقف العريان هنا يعرى كل الإخوان فى الصدقية والضمير الحى الصاحى الذى من صفاته إن علم بالظلم وبالكوارث فإنه يعلن بوضوح علمه بها ولا يخفيها ولا يخفف منها ولا يزوقها ولا يبررها، إن الضمير الحى للسياسى المحترم يجب أن يكون واضحا مباشرا صادقا حتى الصدمة معترفاً بالخطأ كاملا محملا إياه أصحابه ونظرياتهم القديمة فى الحكم، أو محملا إياه للزمن القديم كله ولكل البشر فى أزمان الاستبداد، حتى نطمئن أنه قد غادر هذه المرحلة وهذا الفكر وذلك المكان إلى موقع جديد، لكنه لا يطمئننا بل يزيد شكنا رسوخا وتأكيدا، لأن التاريخ الإسلامى لم «تشُبْهُ» مخالفات، فما يشوب الشيء يحتمل معنى الاستثناء، بينما كوارث واستبداد التاريخ الإسلامى لم تكن شائبة مؤقتة فيه، إنما كانت هى القاعدة منذ فجره الأول، وفى غير استثناءات تعد على أصابع اليد الواحدة، تجرأ بعض عمال الخلافة لطلب التخفيف فى الجباية عن الناس، وما سلموا عندها على الأقل من السب والترويع لكنهم يجعلون هذه الاستثناءات هى القاعدة مما يشير إلى ضمير مخروم ومعطوب وغير حى، وهو عدم ذكاء راهنت عليه كثيرا فى افتضاح شأن المتاجرين بالإسلام .. بأيديهم، انظره يقول «ولم يحكم أحد من الحكام المسلمين بمقتضى ما يسمى الحق الإلهى مطلقا». هكذا «مطلقا» إذن كيف نصدقهم؟ ماذا عن قميص عثمان الذى ألبسه له الله؟ وماذا عن المنصور و«أنا الله والله أنا». وماذا عن بيت المال الذى كان الخليفة عليه قفلا إلهيا إن شاء فتحه وإن شاء قفله، وماذا عن كثير يؤكد غير ما يقول العريان فهلا يعلم العريان؟ إن كان لا يعلم فلا يصح له أن يكون من الإخوان المسلمين، وإن كان يعلم فهو يكذب علنا، ويزور علنا لصالح دولته الإسلامية زيفا غير نظيف، أما النكتة الحقيقية فهى أن رجال الدين كانوا يتصدون للحكام من أجل عيون الرعية وهو ما لم يعرفه ليس فقط تاريخ الإسلام، بل ولا تاريخ أى دين من الأديان، لأن رجال الدين كانوا الحليف الأسوأ للاستبداد عبر التاريخ.
الرد مع إقتباس