9– الله يرسل لك عوناً حتى لو كنت عبداً مقيداً بالسلاسل !!!
كان هناك زوجان بريطانيان قلبهما عامراً بالمحبة والتقوى ، وقد الهب الرب قلبيهما بالغيرة على خلاص نفوس الوثنيين ، فتوجها إلى جنوب السودان يبشران أهله بالمسيحية ، وحدث أن أثناء تجوالهم في سوق المدينة أن شاهدا الصبي النوبي وهو مكبل بالسلاسل الحديدية ومعروضاً للبيع في سوق العبيد ، فرق قلبيهما له ، وتفاوضا مع مالكه على شرائه ، ولأنه كان صبياً يافعاً وقوياً ، فلقد غالى مالكه في سعره ، رغم ذلك قام الزوجان بدفع ثمنه كاملاً ، ثم أخذاه معهما إلى منزلهم ،وهناك قالا له :
خذ صك حريتك ، وانطلق إلى أي مكان تريده ، فأنت حرٌ طليقٌ ، فنحن مسيحييون نقدر قيمة الإنسان ولا نقتنيهم كعبيد .
فتعجب الصبي وقال لهم مبتهجاً :
فلماذا اشتريتموني إذن ؟
فقالا له : المسيح طلب منا فعل ذلك .
فاجاب : من هو هذا السيد لأشكره ؟
فقالا له : أنه رب المجد ، محرر العبيد ، ونصير المجروحين ، ومعين كل من ليس معين .
فبكى الصبي ، وقال لهم :
أريد أن أعرف الكثير عن هذا الرب ، حتى أؤمن به وأصير من اتباعه ، وأريد أن أبقى معكم لكي تعلماني طريقه .
قال هذا وأصر على عدم مفارقتها ، فوافق الزوجان على بقائه معهما كأبن .
10– اعتناق المسيحية والانطلاق للكرازة بالإنجيل
وظلا الزوجان يعلمانه أسس الإيمان المسيحي ، وبدأ ينمو في الإيمان والروح، حتى صار كتلة نارية من الغيرة على خلاص النفوس، وبدا يكرز بالإنجيل وسط القبائل الوثنية ، حتى حرك الرب قلبه للكرازة وسط المسلمين، فذهب إلى الشمال ، ومكث هناك فترة من الزمن كارزاً وسط السودانيين المسلمين ، ثم قاده الرب إلى بلده الاصلي النوبة ، ومنها انطلق إلى تخوم مصر ، واستقر في إحدى مدن الصعيد وعرف بين الناس بكرازته المسيحية الملتهبة ، وحدث أن تعارف على عائلة قبطية متدينة ، تعود جذورها هي الأخرى إلى منطقة أعالي النيل ، وتشترك معه في البشرة السمراء الجميلة ، وقامت هذه العائلة بتقديمه إلى الأب الكاهن القبطي ، فأعجب به هو الآخر ، فأخذه وعلمه وسلمه صورة التعليم السليم الذي هو الإيمان المسلّم للقديسين ، وقام بتعميده وفقاً للطقس القبطي الأرثوذكسي الرسولي الأصيل ، وهكذا انضم إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، وصار من أحد أبنائِها البررة المخلصين ، وهكذا عاد مرة أخرى إلى جذوره بعد مضي ثمانية قرون من التيه والعبودية .
11– العودة إلى الجذور
مهما هاجر العصفور فلابد أن يعود إلى عشه ، ومهما ابتعد الفرع عن جذره فلابد من يوم يعود فيه إلى أصله ، وهكذا عاد صاحبنا ، بل أستاذنا وحبيبنا الذي حمل اسم جميل ومعزي مملوء بركة : ( بركات ) .
وطابت لبركات الحياة في صعيد مصر ، بعدما رأى فيه جذوره ، حيث العادات والنقاليد نفسها ، وحيث البشرة السمراء الجميلة ، وحيث نفس الحضارة ، ونفس الحرارة !
فقرر الاستقرار في الصعيد ، وظل يتنقل بين مدنه ، وقراه ، ونجوعه ، مبشراً وكارزاً بالإنجيل ، ثم تزوج من إحدى بنات العائلة القبطية ، وظل سنوات طويلة محروماً من الإنجاب ، فصلى للرب بلجاجة ليعطيه نسلاً ، فأعطاه الرب ( صموئيل ) أبنه الوحيد ، فأهتم بتنشئته النشأة المسيحية السليمة ، ثم تنيح بسلام في الرب بعد جهاد طويل من أجل الصليب ، فواصلت زوجته اتمام الرسالة تجاه ابنهما ( صموئيل) حتى وفاتها .
وكبر صموئيل وسار على نهج والده ، كارزاً ومبشراً ، وتزوج من قبطية من أقاصي الصعيد تعود جذورها إلى النوبة ، وانجب منها أربعة أبناء ، ثم تنيح بسلام في الرب .
12– عدو الخير يلعب ببعض أحفاد بركات
وكبر أحفاد بركات الأربعة ، ورغم أنهم تسلموا من والدهم (صموئيل ) قصة كفاح وإيمان والده (بركات )
جدهم الكبير، إلا إن الشيطان كان لهم بالمرصاد ، فأستغل الظروف الاجتماعية السيئة التي مروا بها عقب وفاة والدهم في التلاعب بإيمان ثلاثة منهم ، أحدهم ترك استقامة إيمان الكنيسة ، وانضم للحركة الخمسينية المشعوذة ، وصار قسيساً مشهوراً عندهم ، وسكن في منطقة راقية ، وأعمى الجشع عينيه عن رؤية احتياجات اشقائه الفقراء ، فأسلم اثنان منهما تحت تأثير الحاجة ، بينما ظل الرابع محافظاً على وديعة الإيمان ، سائراً على درب جده العظيم ( بركات ).
+ واختلفت قصة ملابسات الشقيقين الذين تم أسلمتهم ، فالأول كان اسلامه فردياً وليس له أي تأثير مدمر إذ أسلم من أجل الزواج بمطلقة مسلمة ، ولم ينجب منها أولاد ، ولم يجاهر بعدائه للمسيح ولا للكنيسة ، بل اختار أن يأسلم في السر وبهدوء تام .
13– لكل متأسلم ثمن
بعكس الثاني ، والذي أحدث إسلامه دوياً عظيماً ، لأنه لم يأسلم وحده بل وأسلمت معه زوجته المسيحية ، ونظراً لأن لكل متأسلم ثمن يدفعه له أرباب عفاريت الأسلمة ، فكان ثمن الزوجين منزل متواضع جداً في إحدى المناطق الخطرة بجنوب القاهرة ، ثم عاد الزوج وتزوج من امرأة مسلمة ، وانجب منها ولد رباه تربية إسلامية متطرفة ، وهو نفسه صار ( شيخ طريقة ) من الطرق الصوفية ، ثم عاد وانجب من زوجته الأولى ( المسيحية المتأسلمة) اربعة من الابناء : ولدين ، وبنتين .
وكان أبنه الكبير لم يزل طفلاً صغيراً ، حينما تدخل عمه ( الباقي على مسيحيته) فقام باخذه من أخيه لينقذ الولد من التأسلم ، ثم قام بضمه إلى أولاده ، قبل أن يقوم والده باستخراج شهادة قيد ميلاد له بها ديانته الإسلامية . لكن الولد عاد الى ابيه المسلم بعدما بلغ العاشرة من عمره ، وكان في البداية مشتتاً بين الديانتين ، حتى استطاع والده أن يميل قلبه للإسلام ، فصار مسلماً ، مثل أبيه وأمه وبقية أشقائه وشيقيقاته، ولكن كان عليه أن يقوم بإجراء روتيني لإثبات إسلامه قانونياً ، وذلك عن طريق التقدم بطلب إشهار إسلام إلى مديرية الأمن ( كتحصيل حاصل) ليسلم شهادة ميلاده وبطاقته الشخصية المدون فيهما الديانة مسيحي، ليستلم بدلاً منهما باسمه وديانته الإسلاميين ، ثم يتقدم بطلب اشهار اسلام رسمي كإجراء روتيني ، لأنه كان مسلماً بالفعل .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|