عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 28-05-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
9– الله يرسل لك عوناً حتى لو كنت عبداً مقيداً بالسلاسل !!!

كان هناك زوجان بريطانيان قلبهما عامراً بالمحبة والتقوى ، وقد الهب الرب قلبيهما بالغيرة على خلاص نفوس الوثنيين ، فتوجها إلى جنوب السودان يبشران أهله بالمسيحية ، وحدث أن أثناء تجوالهم في سوق المدينة أن شاهدا الصبي النوبي وهو مكبل بالسلاسل الحديدية ومعروضاً للبيع في سوق العبيد ، فرق قلبيهما له ، وتفاوضا مع مالكه على شرائه ، ولأنه كان صبياً يافعاً وقوياً ، فلقد غالى مالكه في سعره ، رغم ذلك قام الزوجان بدفع ثمنه كاملاً ، ثم أخذاه معهما إلى منزلهم ،وهناك قالا له :

خذ صك حريتك ، وانطلق إلى أي مكان تريده ، فأنت حرٌ طليقٌ ، فنحن مسيحييون نقدر قيمة الإنسان ولا نقتنيهم كعبيد .

فتعجب الصبي وقال لهم مبتهجاً :

فلماذا اشتريتموني إذن ؟

فقالا له : المسيح طلب منا فعل ذلك .

فاجاب : من هو هذا السيد لأشكره ؟

فقالا له : أنه رب المجد ، محرر العبيد ، ونصير المجروحين ، ومعين كل من ليس معين .

فبكى الصبي ، وقال لهم :

أريد أن أعرف الكثير عن هذا الرب ، حتى أؤمن به وأصير من اتباعه ، وأريد أن أبقى معكم لكي تعلماني طريقه .

قال هذا وأصر على عدم مفارقتها ، فوافق الزوجان على بقائه معهما كأبن .

10– اعتناق المسيحية والانطلاق للكرازة بالإنجيل

وظلا الزوجان يعلمانه أسس الإيمان المسيحي ، وبدأ ينمو في الإيمان والروح، حتى صار كتلة نارية من الغيرة على خلاص النفوس، وبدا يكرز بالإنجيل وسط القبائل الوثنية ، حتى حرك الرب قلبه للكرازة وسط المسلمين، فذهب إلى الشمال ، ومكث هناك فترة من الزمن كارزاً وسط السودانيين المسلمين ، ثم قاده الرب إلى بلده الاصلي النوبة ، ومنها انطلق إلى تخوم مصر ، واستقر في إحدى مدن الصعيد وعرف بين الناس بكرازته المسيحية الملتهبة ، وحدث أن تعارف على عائلة قبطية متدينة ، تعود جذورها هي الأخرى إلى منطقة أعالي النيل ، وتشترك معه في البشرة السمراء الجميلة ، وقامت هذه العائلة بتقديمه إلى الأب الكاهن القبطي ، فأعجب به هو الآخر ، فأخذه وعلمه وسلمه صورة التعليم السليم الذي هو الإيمان المسلّم للقديسين ، وقام بتعميده وفقاً للطقس القبطي الأرثوذكسي الرسولي الأصيل ، وهكذا انضم إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، وصار من أحد أبنائِها البررة المخلصين ، وهكذا عاد مرة أخرى إلى جذوره بعد مضي ثمانية قرون من التيه والعبودية .

11– العودة إلى الجذور

مهما هاجر العصفور فلابد أن يعود إلى عشه ، ومهما ابتعد الفرع عن جذره فلابد من يوم يعود فيه إلى أصله ، وهكذا عاد صاحبنا ، بل أستاذنا وحبيبنا الذي حمل اسم جميل ومعزي مملوء بركة : ( بركات ) .

وطابت لبركات الحياة في صعيد مصر ، بعدما رأى فيه جذوره ، حيث العادات والنقاليد نفسها ، وحيث البشرة السمراء الجميلة ، وحيث نفس الحضارة ، ونفس الحرارة !

فقرر الاستقرار في الصعيد ، وظل يتنقل بين مدنه ، وقراه ، ونجوعه ، مبشراً وكارزاً بالإنجيل ، ثم تزوج من إحدى بنات العائلة القبطية ، وظل سنوات طويلة محروماً من الإنجاب ، فصلى للرب بلجاجة ليعطيه نسلاً ، فأعطاه الرب ( صموئيل ) أبنه الوحيد ، فأهتم بتنشئته النشأة المسيحية السليمة ، ثم تنيح بسلام في الرب بعد جهاد طويل من أجل الصليب ، فواصلت زوجته اتمام الرسالة تجاه ابنهما ( صموئيل) حتى وفاتها .

وكبر صموئيل وسار على نهج والده ، كارزاً ومبشراً ، وتزوج من قبطية من أقاصي الصعيد تعود جذورها إلى النوبة ، وانجب منها أربعة أبناء ، ثم تنيح بسلام في الرب .

12– عدو الخير يلعب ببعض أحفاد بركات

وكبر أحفاد بركات الأربعة ، ورغم أنهم تسلموا من والدهم (صموئيل ) قصة كفاح وإيمان والده (بركات )

جدهم الكبير، إلا إن الشيطان كان لهم بالمرصاد ، فأستغل الظروف الاجتماعية السيئة التي مروا بها عقب وفاة والدهم في التلاعب بإيمان ثلاثة منهم ، أحدهم ترك استقامة إيمان الكنيسة ، وانضم للحركة الخمسينية المشعوذة ، وصار قسيساً مشهوراً عندهم ، وسكن في منطقة راقية ، وأعمى الجشع عينيه عن رؤية احتياجات اشقائه الفقراء ، فأسلم اثنان منهما تحت تأثير الحاجة ، بينما ظل الرابع محافظاً على وديعة الإيمان ، سائراً على درب جده العظيم ( بركات ).

+ واختلفت قصة ملابسات الشقيقين الذين تم أسلمتهم ، فالأول كان اسلامه فردياً وليس له أي تأثير مدمر إذ أسلم من أجل الزواج بمطلقة مسلمة ، ولم ينجب منها أولاد ، ولم يجاهر بعدائه للمسيح ولا للكنيسة ، بل اختار أن يأسلم في السر وبهدوء تام .

13– لكل متأسلم ثمن

بعكس الثاني ، والذي أحدث إسلامه دوياً عظيماً ، لأنه لم يأسلم وحده بل وأسلمت معه زوجته المسيحية ، ونظراً لأن لكل متأسلم ثمن يدفعه له أرباب عفاريت الأسلمة ، فكان ثمن الزوجين منزل متواضع جداً في إحدى المناطق الخطرة بجنوب القاهرة ، ثم عاد الزوج وتزوج من امرأة مسلمة ، وانجب منها ولد رباه تربية إسلامية متطرفة ، وهو نفسه صار ( شيخ طريقة ) من الطرق الصوفية ، ثم عاد وانجب من زوجته الأولى ( المسيحية المتأسلمة) اربعة من الابناء : ولدين ، وبنتين .

وكان أبنه الكبير لم يزل طفلاً صغيراً ، حينما تدخل عمه ( الباقي على مسيحيته) فقام باخذه من أخيه لينقذ الولد من التأسلم ، ثم قام بضمه إلى أولاده ، قبل أن يقوم والده باستخراج شهادة قيد ميلاد له بها ديانته الإسلامية . لكن الولد عاد الى ابيه المسلم بعدما بلغ العاشرة من عمره ، وكان في البداية مشتتاً بين الديانتين ، حتى استطاع والده أن يميل قلبه للإسلام ، فصار مسلماً ، مثل أبيه وأمه وبقية أشقائه وشيقيقاته، ولكن كان عليه أن يقوم بإجراء روتيني لإثبات إسلامه قانونياً ، وذلك عن طريق التقدم بطلب إشهار إسلام إلى مديرية الأمن ( كتحصيل حاصل) ليسلم شهادة ميلاده وبطاقته الشخصية المدون فيهما الديانة مسيحي، ليستلم بدلاً منهما باسمه وديانته الإسلاميين ، ثم يتقدم بطلب اشهار اسلام رسمي كإجراء روتيني ، لأنه كان مسلماً بالفعل .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس