16 - الرب يرسل عوناً حتى عن طريق محمد
اقتربت من الشيخ الصوفي شاكراً صنيعه ، ثم عانقته ، فلانت مشاعره تجاهي وإن كانت هناك أمور داخلية تتنازعه ، ثم صالحته على جاره محمد ، وقلت لبقية الجيران أنتم ناس طيبيين وأنا أحبكم .
قلت هذا ثم ودعت الجميع مغادراً المكان ، لكن فوجئت بمحمد يسير خلفي لحمايتي حتى أوصلني إلى الشارع العمومي الخارجي ، وهنا سألته :
لماذا تدخلت لانقاذي وأنت مسلم ؟
فحكى لي حكاية أغرب من الخيال :
- من أسبوع كنت بفكر في شخصية سيدنا عيسى عليه السلام ، فأنا أحب شخصيته وعطفه بالخطاة والضعفاء والفقراء ، ومرة قبل ما انام قلت انا نفسي اشوفك يا سيدنا عيسى يا كلمة الله ! فجاءني في حلم ، وكان شكله جميل وكله نور وكان بيبتسم لي ابتسامة عذبة لا انسى حلاوتها ، ثم صحوت من النوم ، وفتحت عيني لأجده أمامي على هيئة نور كبير يملأ غرفتي ، ثم اختفى وحسيت ساعتها أن قلبي راح معاه وتمنيت أشوفه ثاني وثالث ، وبالفعل حلمت به بعد كده ..
وقلت لكل الناس هنا اني شفت سيدنا عيسى ابن مريم ، ومرة كان فيه واحد تعبان من الحتة ، فقلت له :
باسم سيدنا عيسى تخف ، فخف من مرضه !!!
واليوم وأنا بصلي لسيدنا عيسى في غرفتي فوجئت ببنت صغيرة بتقول لي :
ألحق يا محمد في واحد نصراني عند بيت (عم ........ ) والناس عاوزه تموته لانه بيقول عن نفسه انه كان شيخ في الجامع وبقى نصراني ..
فجمعت اصحابي وجيت جري لانقاذك من اياديهم لاني احسب نفسي نصراني زييك !!!
فتعجبت ومجدت اسم الله وصار محمد صديقا لي
+ عدت الى منزلي في الثانية صباحا بعد منتصف الليل وانا في غاية الارهاق والتعب لكن روحي كانت فرحة ، حتى انني لم استطيع النوم ، وقررت عدم الذهاب ألى مكتبي في البطريركية والتفرغ تماماً لمتابعة هذه الأسرة ، فتشت في دولاب منزلي فلم أجد إلا مبلغ صغير يكفي بالكاد لمصاريف البيت حتى نهاية الشهر ، لكني أخذته وغادرت بيتي في السابعة وعرجت الى احد الاسواق وابتاعت (ذكر بط) وفواكة وخضروات ومواد غذائية ، ووضعت كل هذه الاشياء في كرتونة كبيرة وذهبت لمنزل هذه الاسرة التي فوجئت بي وانا اعود اليهم في هذا الوقت من الصباح وقلت لهم انا عاوز افطر فول واتغذى بط معاكم ان مكانش عندكم مانع !
17 - اليوم حدث خلاص لهذا البيت
وكان الرجل قد ذهب لعمله الحكومي ، فرحبت زوجته بي ، وكذلك ابنه الشاب الصغير (17 سنة) ، الذي جلست معه جلسات طويلة لارشده روحياً ، وظل يطرح علي عدة أسئلة حول المسيحية والإسلام فأجبته عليها كلها ، فتمجد اسم الرب واستجاب الشاب للارشاد وحرر طلب عدول موجه لمدير الامن
هذا نصه :
السيد مدير امن القاهرة :
بعد التحية
مقدمه لسيادتكم أنا المواطن : ................ بطاقة شخصية رقم ....... والمقيم ب .....
حيث انني سبق وتقدمت بطلب اشهار اسلام في لحظة تسرع ، ووتحددت لى جلسة أولى بتاريخ السبت الموافق ..... ولكن بما انني فكرت في الامر مليا ووجدت ان اعتناقي الاسلام لابد ان يكون عن اقتناع تام وبما أنني لا زلت صغير السن ولم ابلغ هذه المرحلة بعد ، وبما إنني تراجعت عن رغبتي في اشهار إسلامي ، فأرجو اعتبار طلبي الأول كأنه لم يكن .
وأني اتخذ هذا القرار بمحض ارادتي وفي كامل وعي وحريتي .
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
التوقيع
واخذت هذا التراجع الثمين ووضعته في حقيبتي ، ثم فوجئت باخته الكبرى ( 19 سنة ) وهي مولودة مسلمة ، وعاشت عمرها كله كمسلمة ،تطلب مني التحدث معي على انفراد .
ونظرت الى الام حتى أعرف رأييها فقلت لي : ما عنديش مانع
فجلست الفتاة أمامي وقالت لي :
امبارح وانت بتتكلم مع ابويا كنت قويا جداً في حجتك ، وانا ذهلت من شدة تمسك بدينك وتعجبت ليه ابويا ساب دينه وهو شاب صغير ؟ وانا لفت نظري كلامك عن سيدنا عيسى وعاوزك تكلمني اكثر عن كل تعاليمه واقواله وموقفه من الناس الصالحين والطالحين
فقلت لها :
اول شيء لابد ان تعرفينه عن السيد المسيح انه بيحب كل الناس وبيحسن للجميع وشمسه الحلوة بيشرقها علىالاشرار والابرار ، والمسيح جاء ليعالج جراح الناس ، فهو طبيب ، وليس جزار .
وكل واحد منا له مكان عنده مهما كانت ظروفه ، هو اله طيب القلب ، يستر العرايا ، ويقيم الساقطين ويرد اعتبار المسحوقين ، ويحرر المقيدين ، ويسند الضعفاء ، ولا يجرح شعور احد ، مهما كان خاطئا وهو يريد من الناس ان تحب الله من كل القلب كما هو احبهم وبذل ذاته لكي يخلصهم ويغفر خطاياهم على الصليب .
فصرخت الفتاة قائلة :
الله دا المسيح بتاعكم دا حلو قوي !!!!
فقلت لها : المسيح ليس بتاعنا بس ، بل وبتاعك انت كمان
فقالت لي انا عاوزه اكون مسيحية !!!!
ثم اضافت قائلة :
أنا لي طلب عندك لكن مكسوفة
قلت لها : اطلبي انا اخوك وخادمك
فقالت : العفو ، انا اريد ان تعطيني هذا الصليب الذي حول عنقك !!!
فخلعته وألبسته لها فاخذته فرحة وخرجت من غرفتها تصرخ قائلة :
أنا مسيحية يا ناس !!!
ومش خايفة من الموت !!!
وبدأت الأم ترتعب ولا تعرف ماذا تفعل ، وخصوصاً عندما قامت ابنتها الصغيرة ( 10 سنوات ) وقالت لي وانا كمان عازوه اقعد معاك !!!
وجلست معها وفوجئت بان هذه الطفلة الصغيرة ( التي أصبحت طفلتي المحببة ) لديها استعداد تلقائي عجيب لتقبل حقائق الإيمان المسيحي ، وطرحت علي عدة أسئلة مذهلة ، مثل :
وهل لو قتلتني الناس سوف أموت شهيدة ؟!
ثم طلبت مني صليب تضعه حول عنقها ، ففتحت حقيبتي وأعطيتها صليب صغير ، فوضعته حول عنقها وهي تقول لي هذه العبارة الإيمانية الرائعة :
الصليب دا مش هاقلعه من رقبتي حتى لو ها يذبحوني !
وخرجت وهي تقول وأنا كمان بقيت مسيحية !!!
وهاج البيت كله :
أحنا مسيحيين ، احنا مسيحيين ..
وبكت الام ، وقالت :
وأنا كمان بقيت مسيحية ( واللي يحصل يحصل ) !
ورجع الشيخ من عمله ليجد زوجته وكل أولاده وبناته لابسين صلبان ، وبيهتفوا قائلين :
خلاص احنا كلنا بقينا مسيحيين !
فجلس الرجل على مقعده منهارا وهو يقول لي :
ماذا فعلت في اهل بيتي ؟ انا كنت عارف من ساعة ما دخلت بيتي انك لن تخرج منه الا وهم جميعا معك
فقالت زوجته :
كفاية شر بقى انت دمرت حياتنا وحكمت علينا كل السنين دي بالغربة والضياع لغاية ما المسيح بعت لنا هذا الاستاذ لياخذ بايدينا ويخرجنا من الظلمة دي
فبكي الرجل فاقتربت منه وقلت له
المفروض انك رب البيت يعني تكون القدوة والمثال لاهل بيتك وبدل ما تظهر لهم المسيح اظهرت لهم طرق غريبة لم تسعدهم ولم تنزع المسيح من قلوبهم وقد حان الوقت لتصحح خطاك في حق الهك
فقال وهل تظن أني لا أحب المسيح ؟
احبه كما احبه جدي بركات ، لكن الشيطان وقسوة الفقر والناس هم اللي اوصولني لهذا الحال ، اني سعيدٌ لان اهل بيتي وجدوا سعادتهم في المسيح ، وانا أيضاً قررت الرجوع للمسيح وليغفر لي خطيتي
18 - الام الصليب
كان مشهداً إيمانياً تعجز الكلمات عن وصف روعته، وسطرت في تاريخ الكنيسة المعاصر اروع حالات العودة الجماعية والتي تخللها اوجاع والام :
+ كنت قد طلبت من أهل البيت اخفاء صلبانهم داخل صدورهم وعدم إظهارها أمام أحد من جيرانهم المسلمين حتى اتدبر امر خروجهم من هذا المكان ، لكن البنت الصغيرة ، والتي تذكرني بالقديس ابانوب ، صممت ان تظهر الصليب ورفضت توسلاتي وتوسلات والديها وقالت بايمان عجيب جعلني اود ان اقبل حذائها : مش هاحلع صليبي حتى لو قتلوني
وذهبت لحنفية المياه العمومية لتجلب المياه للبيت كعادتها كل يوم ، فتحرشت بها الفتيات المسلمات واوسعوها ركلا وضرباً حتى ادموا وجهها وفي زياتي في اليوم التالي وجدتها على هذه الحال فعانقتها وانا ابكي وقلت لها انا قلت لك يا حبيبتي بلاش تظهري الصليب
فقالت لي مقدرش يا استاذ صموئيل لان الصليب بقى حتة مني !!!!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|