10– الحالات الخاصة ، وخدمة محبة الأخوة الأصاغر
وشعرت بفرح عميق يغمر قلبي لغسلي لرجليه ، لأني كنت كمن فعلت ذلك بالسيد المسيح(مت 25 : 40 ) :" فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم".
ثم أخذته الى دولاب ملابسي ، وقلت له : الاشقاء وحدهم هم الذين يرتدون ملابس بعضهم الآخر ، وانت صرت شقيقي ، فخذ من ملابس شقيقك ما شئت .
فتأثر الشاب كثيراً بمحبتي له ، وقال : لم أجد من المسيحيين من يحبني مثل هذا الحب ، ولو كنت وجدت ، ما كنت تركت عمي ، وما كنت بقيت مسلماً يوماً واحداً .
وهذه المحبة هي من أبرز أسرار نجاح خدمتي في الحالات الخاصة ، وأول ما تسلمتها ، تسلمتها من السيد المسيح الذي أحبني وأنا خاطىء ، وسار ورائي حتى الكعبة بدافع من محبته الأبوية الحانية، كما تسلمتها من آبائي الروحيين الذين شملوني بمحبتهم ، ووقفوا بجانبي في أزمنة الضيق.
11–المسيحي الحقيقي لا يمكن يبيع مسيحه
أوصلت الشاب إلى بيته ، وفي الطريق قال لي :
غداً هو الموعد الذي كان مقرراً لانكاري لاسم السيد المسيج الذي لم أكن أعرفه ، أما وقد عرفته الآن ، ودخل قلبي ، فأني أعاهده بأن أبقى أميناً له حتى الموت ، وكما سبق ووعدتك فلن أذهب لمديرية الأمن ثانياً ، فأجو أن تكون مطمئناً من ناحية هذا الأمر وأن تثق في .
فقلت له : الذين ذاقوا حلاوة المسيح مرة ، لا يمكن أبداً أن يستيسغوا مرارة إنكار أسمه ، فالموت أهون
لهم من ذلك ، وكل الذين يجحدون اسمه لم يكونوا مسيحيين من الأساس ، لأن المسيحي الحقيقي لا يمكن
يبيع مسيحه ، وأنت قد صرت مسيحي حقيقي ، وأنا واثقاً في أمانتك تجاه مسيحك .
فقال لي : أنت أول إنسان يثق في ، وأعدك بأني لن أخذلك .
12– تعجب الرئيس الإداري
أوصلت الشاب إلى بيته ، ثم أسرعت بالذهاب إلى أبونا القمص حزقيال في مكتبه بكنيسة العذراء بمهمشة وما أن رأني حتى هتف قائلاً : أين كنت متغيباً يا أبني ، لقد قلقت عليك .
فققصت على قدسه تفاصيل ما حدث بيني وبين الشاب ، ثم فتحت حقيبتي وقدمت إليه ( طلب عدوله).
فتعجب أبونا وقال : دي معجزة يا ابني ، لأن الولد مسلم ابن مسلم ، والحاج إمام قال لي :
اتحداكم يا ***** لو قدرتم تأثروا عليه بكلامكم الناعم !!!
لكن إحنا كل يوم بنشوف ربنا وهو بيعلمنا أنه لا شيء مستحيل عنده ..
لكن قل لي : كيف استلمت أنت هذه الحالة ، بينما أنا قد سلمتها للأخ ........؟
فحكيت لقدسه ما دار بيني وبين هذا الأخ الذي حسبها بالعقل ، فقال لي عن الشاب إنه ( حالة ميتة ) ،وكان ينوي عدم الذهاب إليه .وكيف شعرت داخلياً بان الرب يريد ان يتمجد مع هذا الميت ليحيه ، وقد أحياه بالفعل . ليس ذلك فحسب ، بل وأحيا معه أبوه وأمه بعد موت دام 31 سنة !
كما أحيا أيضاً اخوته الذين ولدوا في الإسلام .
ثم قصصت على قدسه ما دار بيني وبين أفراد هذه الأسرة ، وكيف قبلت الإيمان ..
فهتف أبونا حزقيال قائلاً : ليتمجد اسمك يا رب .. المجد لك يا رب المجد ..
صحيح يا أبني الخدمة دي عاوزه رجولة إيمانية ، واعتماد مطلق على الرب ، وهذا هو سر نجاحك، إنني متعجباً جداً لتأييد الرب لك في أصعب وأعقد الحالات ، وخصوصاً في هذه الحالة ، وحالة البنت (ن).
13– فرح الرئيس الروحي ، ومباركته للاسرة
عدت إلى بيتي بعد منتصف الليل ، وكنت في غاية الإرهاق ، ولكني لم أنام قبل أن أعد تقرير مفصل إلى قداسة الأب الراهب القمص ( أ . ص)، الذي هو الرئيس الروحي والعملي ، والمدبر الفعلي لهذه الخدمة ، فلقد كان دور أبونا القمص حزقيال وهبه مقتصراً فقط على الذهاب للمديرية لمقابلة الحالات ، وبعدها يقوم بتحويلها على الخدام المكرسون التابعون مباشرة للرئيس الروحي ، ويتلقون منه التعليمات والإرشادات الروحية ، وأيضاً يتقاضون منه رواتبهم الشهرية ، والمساعدات " المادية " و " القانونية " للحالات التي تقتضي ظروفها تقديم مثل هذه المساعدات ، وقد طلب الخادم في تقريره طلب مساعدة لإيجاد سكن للأسرة في مكان بعيد عن معارفهم المسلمين ، وتضمن معاناة الطفلة الصغيرة من الجيران .. الخ
وفي صباح اليوم التالي توجه الى ابيه الروحي ، وسأله عن سبب تغييبه ، فلما عرف ، فرح جداً ، وأخذ منه التقرير ليقرأه ، وفوجىء الخادم بقدوم الشاب للبطريركية ومعه بقية أفراد أسرته!!! ، في نفس الوقت الذي كان محدداً له للذهاب إلى مديرية الأمن لانكار اسم المسيح ! وقال الشاب للخادم :
أردتها أن تكون مفاجاة لك حتى تطمئن أني لن أذهب للمديرية ، نحن كلنا عاهدنا المسيح أن نبقى معه حتى الموت. وكانت الأسرة ملفتة للنظر لعددها الكبير ، ولون بشرتها الضارب في السمرة ، وسرعان ما انتشر خبر رجوعهم كلهم للمسيح ، ففرح الجميع ومجدوا اسم الله ، ورأهم رئيسه الروحي ، ففرح جداً بهم ، ووضع يديه عليهم لمباركتهم والصلاة من أجل ثباتهم.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|