19 – عمره 74 سنة ويحب الأنس والفرفشه !!!
وكان الرجل يعمل في (العطارة) فعرضت أمره على رئيسي الروحي (حمال الهموم) واقترحت على قدسه أن ندبر له غرفة يقيم فيها داخل إحدي المناطق الشعبية ، ونشتري له بضاعة عطارة ( كمون وكسبرة وشطة وفلفل اسمر) ونخليه يؤجر عربة يد ليضع عليها بضاعته ويقف بيها في السوق ، فوافق أبونا (كعادته دوماً ) ، واعطاني المبلغ المطلوب ، فأوجدت له غرفة وسددت المطلوب ، واشتريت له البضاعة ، وظللت أتابع هذا الرجل المدهش العجيب ، والطريف في أمره أنه تعارف بالمصادفة على الأسرة السمراء عندما اشترت منه مواد العطارة ، وأما الأطرف فهو تقدمه للزواج من البنت الكبيرة!
وكانت في عمر حفيدته ! ولما عرفت وعاتبته ، قال لي : أنا كنت بهذر ، أنتم ليه واخدين كل حاجة جد في جد ، أنا راجل بحب الهزار والنكتة والأنس والفرفشه !!!
وقد قيل لي إن خدمة الحالات الخاصة أتاحت لي فرصة ذهبية للتعامل المباشر مع اغرب الشخصيات القبطية ممن تعيش داخل عالم عجيب ومجهول ومتناه في الصغر، تعتبر أخباره من الطرائف والمسليات ، ومن المضحكات المبكيات!!!
20– كاهن متذاكي لدرجة تغيظ !!!!
رغم إن الكهنة في كنيستنا يعتبرون الأفضل من نوعهم على مستوى الكنائس ، والكنائس نفسها تعترف بذلك ، إلا أنه يوجد قلة منهم يصيبوننا بالجنون !!! منهم هذا الأب الكاهن المتذاكي الذي كاد أن يتسبب في إيذاء الكنيسة بتصرفه غير الحكيم ، فلقد حدث أن كلفتني الكنيسة بمتابعة حالة طارئة تخص فتاة في الصف الثاني الثانوي تعرضت لحادث اختطاف غامض أثناء عودتها من المدرسة، وبعمل تحرياتي الميدانية ، اكتشفت هوية المختطفين ، وكانوا أربعة من أعضاء الجماعات،وعلمت إن لأحدهم شقيقة طالبة في نفس المدرسة، وترتدي الحجاب ، وأدركت بحكم خبرتي إنها على صلة وثيقة بأمر اختطافها ، وإنها الخيط الوحيد الذي سوف يوصلني إلى تحديد مكان احتجازها ، ومن ثمة العمل على تخليصها بالطريقة المناسبة ، وكان يلزمني الذهاب إلى أسرتها لجمع بعض المعلومات المتعلقة بالابنة ، وبزميلتها المسلمة ، وفوجئت هناك بوجود أب كاهن ، فحييته وقبلت أيديه ، وقدمت له نفسي : أنا يا قدس أبونا ابن محبتكم صموئيل بولس عبد المسيح ، خادم مكرس للحالات الخاصة ، بالمكتب البابوي للرعاية والإرشاد الروحي بالبطريركية ، ومن أبناء وتلاميذ قدس أبونا القمص أنسطاسي الصموئيلي، ورئيسي الإداري في المكتب هو قدس أبونا القمص حزقيال وهبه ، وقد وصل للمكتب بلاغ من كنيسة .... يخطرنا فيه باختطاف الابنة .... الساعة .. يوم ... وقد جمعت معلومات تفيد تورط إحدى زميلاتها المحجبات في الموضوع، خصوصاً وهي شقيقة لإحدى الخاطفين ، وقد جئت اليوم بتكليف من الكنيسة لجمع معلومات عن الابنة المختطفة لمساعدة الأسرة في إعادتها و...
20 – كاهن بحاجة ليتعلم كيف يكون كاهن
لكن أبونا قاطعني قائلاً :
أين هو هذا التكليف ؟ وأين هي بطاقتك الشخصية ؟ وأين هو كارنيه البطريركية ؟
فقلت له : كنت أظن أن قدسك تعرف بأن مثل هذه التكليفات لا يمكن أن تكتب ، وأما عن البطاقة
الشخصية فأنا عندي ظروف معينة تمنعني من حملها ، كما ليس لدي كارنيه لأني لم أطلبه ..
فنادى على أهل البيت وقال لهم : تعالوا شوفوا اللعبة دي ، الجماعات باعتة لنا واحد منهم علشان يعرف أخبارنا ، واحد عامل نفسه خادم مكرس من البطريركية ، خادم مكرس يدخل بيوت المسيحيين من غير ما يكون معاه بطاقة شخصية ولا حتى كارنيه ! اقفلوا باب الشقة بالمفتاح ، وهاتوا التليفون علشان اتصل بالبوليس ييجي يقبض عليه !!!
فقلت له : أرجوك يا أبونا حاول تفهم ظروفي ، أنا لا أحمل بطاقتي علشان مكتوب فيها اني شيخ مسلم اسمي محمد .. لأني كنت هكذا بالفعل حتى ظهر لي السيد المسيح ..
فقاطعني قائلاً :سيبك من الحركات دي ، أنا عارفكم كويس !!!
فقلت له : افتح الشنطة فتجد فيها أوراق رسمية من البطريركية ، ورسائل من كهنة كنائس ألخ
أو أنظر إلى هذه الصلبان الثلاثة الموشومة على يدي !!! فقال : كل دي أمور بكش وأونطة !!!
فقلت له والغيظ قد تملكني : طيب اتصل بقدس أبونا انسطاسي ، أو قدس أبونا حزقيال ، لتتأكد بنفسك من صدق كلامي ؟ فقال : لا ألعب غيرها أنا هاتصل بالبوليس !!
فقمت من مكاني غاضباً وأنتزعت سماعة التليفون من يده وأنا أصرخ في وجهه قائلاً :
لن أسمح لك بإيذاء الكنيسة بتصرفك هذا، لأن البوليس لو جاء وقبض علي فسوف يفتش الشنطة ، وهي بها ( اشهارات اسلام الذين رجعوا اليوم ، ومعها طلبات بعودتهم )، وسوف يعرف البوليس إن خادم الكنيسة ، هو نفسه الشيخ المرتد الذي يبحثون عنه، وسوف تتحمل مسؤولية ما ينتج عن ذلك ..
وهنا تدخلت أم البنت وقالت : طيب فيها إيه يا أبونا لما تتصل بالبطريركية ؟؟؟
فأتصل بالبطريركية مضطراً ، ورد عليه عامل السويتش (عم صليب) وهو شخص معروف تماماً لكل الكهنة لأنه هو الذي يرد عليهم كلما اتصلوا بالبطريركية لأي سبب ويقوم بتحويل مكالمتهم للجهة التي يودون التحدث معها. فقال له :
قل لي يا عم صليب ، أنت تعرف واحد بيشتغل في البطريركية أسمه صموئيل بولس ؟
فقال له عم صليب : طبعاً أعرفه ، الأستاذ صموئيل بتاع مكتب الإرشاد، وتابع أبونا أنسطاسي .
فخجل الكاهن من نفسه ، ولكنه لم يعتذر لي عما سببه لي من إهانات وتجريحات ، بل صب حمم غضبه على الكنيسة : عشنا وشفنا ، الشيوخ يبقوا خدام في البطريركية !!!
قال هذا ثم نظر لي باحتقار وطردني من البيت بدون ما يسمح للأم أن تعطيني أية معلومات عن ابنتها وزميلتها وقال لي : إحنا ها نتصرف بطريقتنا !!! وتسبب هذا الموقف في قيام أبونا حزقيال باستخراج كارنيه لي موقع منه وموثق بخاتم المكتب. ولا تعليق من جانبي .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|