عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 28-06-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

21 – مزيد من الانشغال في الخدمة يمنعني من متابعة الأسرة .
في الوقت الذي قررت فيه الذهاب إلى الاسرة لمعرفة آخر أخبارها ، فوجئت بالكنيسة تكلفني بمتابعة حالة شاب (معدنه طيب جداً) وحيد لأم أرملة مسكينة ومسنة ، متقدم بطلب اشهار اسلام رسمي في المديرية ، ليتمكن من الزواج من فتاة مسلمة يحبها بجنون ،وأن البنت المسلمة أخلاقها جيدة جداً ، ولها علاقة بالمسيح قبل أن تتعارف على هذا الشاب ، وانها انتهزت تعارفها عليه ليعبر بها إلى المسيحية ، لذلك طلبت منه أن يقدمها للكنيسة لتنال المعمودية ، الأمر الذي جعل الشاب يتعلق بها أكثر ، وعرض موضوعها على الكثير من الآباء الكهنة ، لكنهم خافوا لئلا يكون في الأمر ملعوباً .
فزين له الشيطان أن يشهر إسلامه ليتمكن من الزواج بها ، وبعد ذلك (يعمدها) ناسياً أنه سوف يحل مشكلة بمشكلة أكبر وأخطر.
فذهبت إلى بيته ، فلم أجده ، بل وجدت أمه المسكينة ، وكانت شبه كفيفة ، فلم أشاء أن أخبرها ، وعرفت أنه يتردد على مقهى ، فذهبت للمقهى ولم أجده ، لكنهم أخبروني بأنه يتردد يومياً على المقهى وأحياناً يأتي في ساعة متأخرة من الليل ، فانتظرته من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة ، وما أن عرف أني قادم من البطريركية حتى شتمني وتشاجر معي في القهوة ! وكادت تحدث كارثة لولا ستر ربنا ، واحتملته بطول اناة لأني رأيت (خير كبير) مختبيء خلف شرروه الظاهرة ، وأخيراً بدأ يلين معي ، وأغلقت القهوة فانتقلنا إلى كورنيش النيل حتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وظهر الخير فيه عندما بكى ، وحرر (طلب عدول) مقدم لمديرية الأمن ليلغي طلب إسلامه
22– إعداد بعض حالات الارتداد العائدة ، للمعاونة في الخدمة !!!
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ، بل تعداه أنه صار صديق لي ، بل وعرض علي القيام باعمال معاونة في الخدمة !!! فوافقت ، وصار هذا الشاب هو أول معاون لي في الخدمة من حالات العدول ، وكان ذلك بترتيب إلهي عجيب، لأن الاستعانة بهذه الحالات بعد التأكد من صدق توبتها ، ومناسبتها للخدمة المعاونة، له فوائد عظيمة ، ويمكن من خلالهم الوصول للعديد من الحالات التي لا أعرف شيئاً عنها، والأمر نفسه ينطبق على الجانحين جنائياً ، وقد جاءت النتائج مشجعة ، الأمر الذي فتح شهيتي لهذا النوع من الخدمة والذي كنت أسميه ( خدمة اللي منه فيه ) !!!
فعن طريق مسجل خطر واحد ، توصلت إلى خمسة مسجلين خطر !!! وعن طريق ثلاث شباب مرتدين عائدين تعرفت على ثمانية مرتدين ينوون الرجوع لكن بحاجة لتشجيع ، وعن طريق سيدة مرتدة عائدة ، تعرفت على ثلاثة مرتدات لديهن قبول طيب للعودة ، وهكذا ..
وهي عملية ليست سهلة لعدم خلوها من مخاطر الاختراق ، لذلك فكانت تتطلب ذكاء روحي وعقلي ورغم أنني انسان ( فهمه على قده) إلا إن الرب قد منحني ذكاء خارق في خدمة الحالات الخاصة ، ولم أتعرض لخداع من أي حالة إلا ثلاث مرات فقط ، أي أقل من 1 % من إجمالي عديد الحالات التي أتابعها ، ولم تكن حالات اختراق ، بل حالات نصب واحتيال ، وقد أدت قوة ودقة ملاحظاتي إلى الشك فيها ، وإعادة البحث والتقييم حتى اكتشفت حقيقتها ، وكان أبونا أنسطاسي يقول لي :
المفروض إن أنت بالذات محدش يقدر يضحك عليك !!!
23 – جل من لا يسهو !!!
لكن طبعاً جلَّ من لا يسهو ، وكثرة الأعمال تخلف ورؤها الأخطاء ، لكن المهم هو أن تكون اخطاؤنا محدودة ، ونخرج منها بأقل الخسائر الممكنة ، مثل هذا الرجل (الخارق الذكاء) والذي جاءني البطريركية ومعه خطاب توصية من أب كاهن يفيد أنه مرتد نازح من الصعيد ، ومتزوج من مسلمة ، ويريد الطلاق منها ، والرجوع للمسيح ، وكان الرجل فعلاً من الصعيد ، ومتزوج بالفعل من سيدة مسلمة تقيم في الصعيد ، ويريد الطلاق منها بالفعل ، لكن الصحيح أيضاً أنه مقيم في القاهرة منذ سنوات طويلة ، ولديه زوجة مسلمة أيضاً ، وله منها ستة من الأبناء !!
وجاءني الرجل بملابس متربة ، ويعتمر عمامة كبيرة ممزقة ، وله شوارب يقف عليها الصقر ..
ويتحدث بلهجة صعيدية متقنة ، وأبلغني أنه يريد أن يبدأ حياته من جديد ، ورفض أن يأخذ أي مساعدات مادية ، وقال أنه صعيدي دمه حار ويعمل في الفاعل ولا يمد يده للكنيسة بل يساعدها ! وبعد حصوله على طلاق من زوجته الثانية ، ألتحق بالعمل كخفير في أحد المخازن ، ثم تعرف على أرملة واستمال قلبها إليه ونصب عليها في بعض المبالغ ، وتعرف على زوجة خفير واستمال قلبها إليه ونصب عليها أيضاً ! وبدأت أشعر بشكوك نحوه ، فأوقفت اجراءات رجوعه ، وظللت اجمع المعلومات عنه ، حتى عرفت أنه يملك بيت في (أطراف القلج )، فباغته بالذهاب إليه ، وواجهته بكل أعرفه ووبخته على أعماله ، وهنا أظهر حقيقة وجهه القبيح ، فتصديت له ، ثم حذرت الجميع من التعامل معه ، وعاتبت الأب الذي أرسله لي بخطاب كنسي ، وأخذت درساً إضافياً في وجوب الاحتراس ، وعدم الانسياق وراء العواطف .
24– مجرم ولكن !!!
انهيت كل ما في يدي وقررت الذهاب للأسرة لتفقد أحوالها ، لكن جاءني خبر مثير من معاوني في خدمة الجانحين ، مفاده قيام معاون مباحث في أحد أقسام الشرطة بمساومة قبطي جانح ، ومسجل خطر على الامن العام من الفئة أ ( مقاومة سلطات ، إحداث تلفيات في ممتلكات عامة ، سرقة بالإكراه ، شروع في قتل ، إحداث عاهات مستديمة ) ، على اعتناق الإسلام مقابل اخراجه من آخر قضية حوكم فيها غيابياً ( لوجوده داخل المعتقل ) بالسجن لمدة عشر سنوات سجن ، لكن المسجل الخطر فجر مفاجأة من العيار الثقيل في وجه معاون المباحث حينما قال له: أسمع يا بك ، أنا فعلاً مجرم وحرامي وقتال قتلة ، لكن مش ممكن أبيع ربي (!!!) ، علشان لأن اللي يبيع ربه سهل عليه يبيع شرفه ، وانا راجل ، مش ......؟!!!
فاهتتمت جداً بهذا الموضوع ، وكان لابد من مقابلته لتقديم المساعدة القاونية له مكافأة من الكنيسة.
25– اول اجتماع روحي مع المسجلين خطر على سطح القسم !!!
كان (ت) منذ الإفراج عنه من المعتقل ، موضوع تحت المراقبة ، أي يتواجد في القسم من الغروب للشروق ، ونظراً لضيق غرفة الحجز ، قرر المأمور بناء اكشاك خشبية للمراقبين على سطح القسم ، وهو نفس الموقع الذي يبيت فيه أفراد قوة الحراسة النازحين من الأقاليم ، فقررت الذهاب إليه ولقائه على سطح قسم الشرطة ، غير مهتماً بخطورة مثل هذا الفعل الجسور ، وخصوصاً وأنا لا أحمل بطاقة شخصية !! وعندما التقيت به جلست معه جلسة روحية ، وكانت المفاجأة إنني وجدت ثلاثة أقباط آخرين !! مسجلين خطر وموضوعين تحت المراقبة مثله ، والأغرب أنه انضم إلينا جانحون مسلمون !!! فتحدثت عن محبة السيد المسيح للمنبوذين والخطاة ، فكان أول اجتماع روحي / تبشيري في تاريخ الكنيسة المعاصر يتم انعقاده على سطح قسم شرطة ، ولمجرمين مسجلين خطر على الأمن العام ، وشاع عني (الخادم الذي يحبني موت!) بأنني مجنون ومعقد نفسياً ، وأشكل خطورة شديدة على الكنيسة بسبب جراءتي ، وشخصيتي الاقتحامية ، وانني وسخت الكنيسة بحالاتي !!!!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس