الموضوع: شذرات
عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 20-07-2005
iwcab iwcab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 2,377
iwcab is on a distinguished road
سيكولوجيا التخلف والتماهى مع المعتدى
لعل أعلى درجات الهزيمة عندما تصل لدرجة المطلق والعبثية بل وحتى نخاع العظم , عندما يتبنى الضحية أنماط تفكير ومصالح المعتدى ويتماهى مع أدواته... عندما يصبح الفرد عدما, وخواءا روحيا شاملا. عندما يصبح صورة كاريكاتورية, وصدا هزليا للمعتدى. ويحاول ان يقنع نفسه انه ينتمى للمعتدى وليس لذاته عندما يصبح الفرد, ليس انعكاسا لذاته, بل مسخا فاقدا للاصالة, فهو يرفض أن يكون ذاته, ولن يصبح أبدا أبدا نسخة مشابهة لنقيضه. الهزيمة هي الهزيمة, وهى حالة نفسية في نهاية المطاف, الأمم لا تهزم عندما تهزم جيوشها, فالجيوش عاجلا ام اجلا يعاد بنائها والأمم لا تهزم عندما تكون في أزمة حضارية, فالحضارة موضوع ديناميكي متغير في الية نشوء وارتقاء الأمم. الأمم لا تهزم عندما تنقصها التكنولوجيا, فأجلا أو عاجلا تتعلمها. والأمم لا تهزم عندما يحكمها خونة, فأجلا أو عاجلا تغيرهم. الهزيمة ليست وضعية مادية, بل وضعية عقلية, تنشأ عندما تتبرأ الأمم من ذاتها وعندما تحاول إن لا تكون امتدادا لقصتها, وعندما تحاول أن تتماهى مع مغتصبها, هذه الوضعية النفسية تصيب ضعاف القوم فقط, هنالك قانون الانتخاب الطبيعي الداروينى..... الضعاف تلفظهم الجماعة والطبيعة... وينقرضوا . هنالك شيئا سخيفا, عندما يتماهى الضعيف المهزوم مع عدوه. أنا افهم أن ينظر الفرد لتاريخه وحاضره من موقع نقدى لكن من موقع الانتماء له, أن ينظر له نظرة نقدية, للوصول لعبر تجاه الحاضر والمستقبل لا أن يحتقر تاريخه...وبالتالي يحتقر جده وجدته, من يحتقر تاريخه هو بطريقة غير مباشرة يحتقر نفسه ويشعر بسخافته الشخصية ويحاول ان يبشر بسخافته الشخصية وشعوره بالدونية لكن ضمن اطار فكرى . أنا افهم أن يرفض الفرد النظام الحاكم ( و معظمنا نفعل ذلك ), وان يرفض الصيغة الاجتماعية القائمة ( و معظمنا نفعل ذلك ), وهى مسألة وقت لحدوث التغيير... لكن لا افهم إن يحتقر الفرد مجتمعه, من يفعلها هو بطريقة مقنعة يحتقر نفسه. ومن يحتقر نفسه, لا يمكن أن يكون نموذجا, أو أداة تغيير, أو تحضر. لا تصدقوا ان المهزوم روحيا يستطيع ان يصنع حضارة او ان يصنع خبزا

منقول
الرد مع إقتباس