عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 01-08-2003
pavnoti pavnoti غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: canada
المشاركات: 315
pavnoti is on a distinguished road
من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟

عدي صدام حسين في مصر
من المسؤول عن خطف البنات القبطيات؟
الأربعاء 30 يوليو 2003 07:13
مجدى خليل



ان قاع جهنم محجوز لاولئك الذين يقفون على الحياد عندما تتعرض القيم للخطر
دانتى

تعد جريمة خطف الأنثي من الجرائم التي توصف بالبشاعة في المجتمعات المتحضرة والعقوبة عليها عقوبة رادعة، فإحترام النساء والأطفال والأقليات بإعتبارهم الكيانات الضعيفة في المجتمع هي سمة تميز المجتمع المتحضر عن المجتمع البدائي حتي أن مجرد التحرش بالأنثي في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون بشدة وقبل البدء في أي عمل في أمريكا سواء كان صغيراً أم كبيراً لابد من التوقيع علي إقرار بعدم التحرش الجنسي والعقوبات رادعة لمن يخالف هذه اللوائح تبدأ بالفصل من العمل وتنتهي بالمحاكمات الجنائية، وإذا كانت الأنثي قاصراً "أي أقل من 18 عاماً" فالتحرش بها مشكلة كبيرة جداً أما خطفها وإغتصابها فهو أم الكبائر بحق في المجتمعات الغربية.
ماذا جري لمصر؟ وكيف تمارس أبشع الجرائم ضد الفتيات القبطيات بلا رادع من ضمير أو أخلاق أو قانون أو قيود مجتمعية؟ وما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة السوداء؟ وكيف يوافق مجتمع يعد مهد الحضارة الإنسانية وفجر الضمير علي هذه الجرائم البشعة؟



هل هي ظاهرة؟
السؤال الأول المطروح هل مايحدث من إختطاف للفتيات القبطيات وإجبارهن للتحول للإسلام يمثل ظاهرة أم حالات فردية؟ إذا كانت الظاهرة هي نمط من السلوك يتكرر علي مدي فترة طويلة فإن ما يحدث في مصر ضد الفتيات القبطيات هو ظاهرة بكل تأكيد، وهي ظاهرة إحتجت عليها الكنيسة القبطية منذ أكثر من ربع قرن وبالتحديد في مؤتمر الإسكندرية الذي عقد تحت رئاسة قداسة البابا شنودة في 17 ديسمبر 1976، وذكر المؤتمر أن "هناك ضغوط تحدث لتحويل الفتيات القبطيات إلي إعتناق الإسلام وتزويجهن تحت الارهاب بزوج مسلم" وطالب المؤتمر بإرجاع الفتيات المخطوفات إلي أهاليهن. إذن نحن أمام ظاهرة عمرها يزيد عن ثلاثة عقود في شكلها الحديث، ولكنها بالطبع تكررت عبر خمسة عشر قرناً منذ الغزو العربي.


السؤال الثاني: هل هي ظاهرة واسعة الإنتشار؟
هنا تكون الإجابة مركبة فإذا تحدثنا عن الضغوط والإغراءات التي تمارس لأسلمة الفتيات القبطيات فنحن أمام ظاهرة منتشرة. أما إذا كان الحديث فقط عن إختطاف الفتيات القبطيات وإجبارهن للتحول للإسلام فنحن إزاء ظاهرة محدودة الإنتشار.



السؤال الثالث: هل هي ظاهرة مخططة؟
هي بالتأكيد ظاهرة مخططة وسنتحدث لاحقاً عن أبعاد هذا المخطط. ولكن يثور سؤال آخر هل الحكومة هي التي تخطط لهذه الظاهرة؟ هذا سؤال آخر مركب فالحكومة لاتجتمع لتضع خطط لكيفية خطف البنات القبطيات ولكنها شريك متواطئ ومساهم بخلق هذا المناخ أما التخطيط الحقيقي فتقوم به أفراد وجماعات وجمعيات ومنظمات مصرية وإقليمية ولكن ما تخطط له الحكومة وتنفذه هو تهميش وضع الاقباط فى المجتمع المصرى وهذا يقودنا إلي السؤال الرئيسي ما هي الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة خطف وأسلمة البنات القبطيات؟


1- مسئولية الدولة:
من المعروف أن أحد المهام الرئيسية للدولة وفقاً لتعريفها الحديث هي حفظ الأمن، فالحاجة إلي الأمن والأمان هي ثاني الحاجات الإنسانية وفقاً لمثلث ماسلو للحاجات، ومن ثم فالمهمة الرئيسية وفقاً للعقد الإجتماعي المفترض بين المواطن والدولة هي حفظ الأمن الداخلي والخارجي، وحفظ الأمن الداخلي يتم عبر ما يسمي "بالأمن الوقائي"، و"العقوبات القانونية الرادعة "لمن يعتدي علي أمن وسلامة المجتمع.
الدولة لاتوفر للأقباط لا الأمن الوقائي ولا الأمن القانوني الرادع ومن ثم تتحمل المسئولية الأولي عن ما يحدث للأقباط في مصر، فهي هنا شريك في الجريمة بتقصيرها في أداء مهامها وشريك ايضاً في الجريمة بتواطؤها مع المجرمين القتلة والخاطفين؛ لأن جهازها الأمني النشط يعرف الكثير والكثير عن الجرائم التى تقع ضد الاقباط ومنها جرائم خطف البنات القبطيات ويتستر علي ذلك، أنظر ما كتبه عصام الدين حسن أحد الناشطين في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان "الدولة مسئولة عن حماية مواطنيها إزاء انتهاك حقوقهم من قبل مواطنين آخرين، ومع ذلك فإن المنظمة تلاحظ أن الدولة بصفة عامة لا تتحرك إلا لمواجهة ما تعتقد أنه يشكل تهديداً لها ولهيبتها كسلطة، ونظام حكم، بينما بدت في عديد من الحالات في موقف المتفرج أمام استخدام القسر والعنف من قبل جماعات الإسلام السياسي الذي وصل في بعض القري لحد إغتصاب سلطة القضاء وعقد المحاكمات وتنفيذ العقوبات".
الدولة إذن مسئولة بالتقصير ومسئولة بتواطؤ جهازها الأمني ومسئولة أخيراً بإشتراك عناصر من جهازها الأمني ذاته في الجرائم ضد الأقباط. وكما هو معروف ومتداول فإن بعض افراد الشرطة اشتركوا في جرائم القتل التي حدثت ضد الأقباط في الكشح، وفي حادثة الزاوية الحمراء التي راح ضحيتها أكثر من مائة قبطي أعلن وزير الداخلية النبوي اسماعيل وقتها أن البوليس لم يتدخل في البداية لأسباب سياسية وفهم الأقباط أن الأسباب السياسية تعني إعطاء الفرصة للمتطرفين للإنتقام حتي يشفوا غليلهم ويشعروا بنشوة النصر. لقد كنت شاهد عيان علي حادثتي بنتين قبطيتين ولم يتدخل البوليس المصري وكان يعلم كل شئ إلا عندما وصلت الأمور إلي شيخ الأزهر والقيادات العليا في الدولة بواسطة من البابا شنودة وفي أقل من 24 ساعة تم ارجاع البنتين. ماذا يمكن أن يسمي هذا وماذا عن الغلابة الذين لا يملكون وساطة؟
الأخطر من هذا أنه لم تقدم الدولة متهم واحد خلال ثلاثة عقود بتهمة خطف البنات القبطيات إلي القضاء رغم تعدد وكثرة هذه الحوادث ورغم بشاعة الجريمة ،إلا يمثل هذا عمل مشين من قبل الدولة ويلطخها بالعار؟
إن الحفاظ وصيانة الوحدة الوطنية هو مسئولية رئيس الدولة كما ينص الدستور ووفقاً للقسم الذي أداه السيد الرئيس أمام الشعب، ولهذا طالب الأستاذ محمد حسنين هيكل أن يتولي الرئيس ملف الوحدة الوطنية بنفسه ولايتركه للأجهزة الأمنية لأن هذا يمثل مسئوليته الدستورية. إن أوضاع الشعب القبطي بأكملها مسئول عنها قسم الأقباط بمباحث أمن الدولة ويرأسه ضابط برتبة عقيد مع مجموعة أخري من الضباط فهل يعقل أن يترك أهم ملف مصري في يد عدد من الضباط الصغار؟ إن تحويل الملف بأكمله إلي الرئيس هو الخطوة الأولي إذا كنا نريد البدء بجدية في مناقشة هذا الملف بعيداً عن هذا العبث الأمني.
إننا نناشد السيد الرئيس أن يترك منتجع شرم الشيخ ولو لبعض الوقت ويعود للقاهرة ويتعرف بنفسه عن كيف تسير الأمور بعيداً عن التقارير المزيفة التي تصله ونحن على استعداد لمساعدته اذا كان لديه الرغبة لمعرفة حجم المشاكل التى يعانى منها الاقباط.
الرد مع إقتباس