عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-12-2005
Room* Room* غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 55
Room* is on a distinguished road
حول انتخابات مجلس الشعب


بقلم : د‏.‏ نبيل لوقا بباوي
أستاذ القانون الجنائي

اصيب الاقباط في مصر بمرض سياسي اسمه السلبية في المشاركة السياسية فهم لايقيدون انفسهم في جداول الانتخابات‏,‏ وحتي إذا قيدوا أنفسهم في جداول الانتخابات‏,‏ فهم لايتوجهون إلي صناديق الانتخابات‏,‏ ويعتبرون يوم الانتخابات إجازة رسمية يتفرغون فيها لعائلاتهم وتجارتهم‏,‏ وهذا المرض الذي أصاب الاقباط في مصر له أسباب تاريخية‏,‏ فبعد الثورة حاول الاخوان الاستيلاء علي كرسي الحكم باغتيال جمال عبدالناصر في المنشية‏,‏ وكانت المعادلة السياسية إما جماعة الاخوان وإما بقاء الثورة‏,‏ لذلك حدث الشقاق بينهم وبين الثورة اعوام‏1967,1965,1957,1954,‏

وحدث احتقان في المناخ العام بين الاخوان والثورة ترتب عليه تقوقع الاقباط داخل شرنقة السلبية السياسية وأصبحوا لايقيدون انفسهم في جداول الانتخابات‏,‏ وحتي إذا قيدوا أنفسهم لايتوجهون إلي صناديق الانتخابات‏,‏ وهو المرض السياسي الذي اصابهم‏,‏ ولذلك تحقيقا للديكور السياسي بمشاركة الاقباط في البرلمان والحياة السياسية أصدر جمال عبدالناصر بإدخال تعديل في الاعلان الدستوري الصادر عام‏1953‏ بتعيين عشرة أشخاص بمعرفة رئيس الجمهورية لسد ثغرة عدم المشاركة السياسية للاقباط‏,‏ واستمر ذلك الوضع في كل الدساتير المتعاقبة في دستور‏1956‏ ودستور‏1957‏

والدستور المؤقت في‏1964‏ والدستور الحالي في‏11‏ سبتمبر‏1971,‏ وقد جاءت فترة السادات وحاول مهادنة الاخوان المسلمين ظهرت الجماعات المتطرفة فكان العنف ظاهرة ضد الاقباط لذلك احتقن المناخ العام الطائفي واستمرت سلبية الاقباط في المشاركة في الحياة السياسية واستمرت حتي اليوم‏,‏ كذلك فإن جميع الاقباط الذين رشحوا أنفسهم في الانتخابات رسبوا بجدارة وسوف يرسب الاقباط في أي انتخابات قادمة طالما استمرت ثقافة الاقباط في المشاركة في الحياة السياسية‏,‏ ففي عام‏2000‏ م رشح القمص صليب متي راعي كنيسة شبرا وهو رجل يحبه الجميع واقام عشرات الأعمال الخيرية

من مستشفيات ومستوصفات ورعاية ايتام ومع ذلك رسب في الانتخابات لسلبية الاقباط في المشاركة‏,‏ والذين بلغوا سن القيد وهو الثمانية عشرة من عمرهم ولهم الحق في القيد في جداول الانتخابات‏,‏ وتوجه المسيحي لصناديق الانتخابات لاختيار الأصلح في تمثيلهم سواء كان مسلما أو مسيحيا أو شيوعيا أو اخوانيا أو وفديا أو تبع أي حزب آخر فإن الاقباط سوف يكون لهم شأن في الحياة السياسية وسوف تخطب ودهم جميع الاحزاب السياسية علي الساحة لأن لهم اصواتا انتخابية فبسبب نكسة الاقباط في انتخابات‏2005‏ م وعدم نجاح رموز الاقباط امثال مني مكرم عبيد والنائب السابق المحبوب من المسلمين قبل الاقباط منير فخري عبدالنور هو سلبية الاقباط في المشاركة في الحياة السياسية وسبب نكسة الاقباط هم الاقباط انفسهم‏,‏ فبدلا من سياسة الاقباط في لطم الخدود والبكاء علي عدم ترشيح الاحزاب لهم في قوائم الترشيح للبرلمان فقيد أنفسهم‏,‏ في جداول الانتخابات والتوجه لصناديق الانتخابات هو الحل لعلاجهم من مرضهم السياسي‏,‏ فالاقباط سطحوا أنفسهم في الحياة السياسية بأيديهم‏.‏
الرد مع إقتباس