عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 07-12-2005
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
هذه نظرة تشاؤمية!!
لقد تراجع ظهور الشخصيات القبطية العامة منذ ثورة 1952 سألت مرة "جمال عبد الناصر": لماذا لم يضم مجلس قيادة الثورة أقباطاً؟، فكان جوابه أن الضباط الأحرار جمعتهم حركة سرية ولم يخرجوا عن نطاق أصدقائهم المقربين جداً، والذين كانوا مسلمين بالصدفة.


كانت صدفة؟!
نعم، وبالمناسبة أجريت مع "عبد الناصر" حوارات كثيرة، وكان شخصية لا تحمل بداخلها أي تعصب ديني.. كان مسلما متدينا مصريا بسيطا، إسلامه في بيته، وليس لديه فكر إسلامي في نظرية القومية العربية... لذا كانت القومية العربية علمانية ليس لها لون ديني.

أما "السادات" فكان أساس تفكيره ديني واستعان بالتيار الإسلامي الذى قويت شوكته وأصبح له اتصالات بالخارج وامتلك أدوات العنف.


وهل امتد التهميش إلى يومنا هذا؟
بالطبع الأقباط خلاص... هل فيه قبطي وزير داخلية أو وزير خارجية... إنما يكون وزير تموين وممكن بعد التشكيل الوزاري يتذكروا الأقباط يكملوا بيهم العدد، "عندنا واحد قبطي.. شوفوا لنا اتنين كمان"!!


هل هذا جزء من الديكور أمام الأقباط والعالم؟
لا، ولكنه محافظة على التوازن داخل المجتمع المصري.


إذن نسبة الأقباط في الحكومة تمثيل غير حقيقي..؟
لا يوجد شيء اسمه تمثيل حقيقي، هل الوزير القبطي خارج من برلمان قبطي والأقباط اختاروه؟ أبداً... هذا مرفوض وشق لوحدة مصر. كيف أضع وزيرا للأقباط وأقول إنه للأقباط، وكأننا دولة داخل دولة، مستحيل، وهذا ينتفي مع الانصهار الوطني الذي أدعو له في كتاب سيصدر لي قريباً بعنوان "من الوحدة الوطنية إلى الانصهار الوطني"، لا يمكن أن نعيش على شعار الوحدة الوطنية التي كان لها مبررها أيام "سعد زغلول" الذي أعاد إدماج الأقباط مرة أخرى في الحياة السياسية بعد انسحابهم من حزب الأمة، وكانت عبارته الشهيرة لهم "لكم مالنا، وعليكم ما علينا".


إذن الوحدة الوطنية عبارة لا تنطبق علينا اليوم؟
بالطبع الوحدة الوطنية غير موجودة ولا نعيشها.. اليوم أعترف أن هناك تكتل مسيحي وآخر مسلم، المطلوب "الانصهار الوطني" وهو لن يحدث قبل خمسين عاماً..!!


خمسين عاماً!!
نعم لن يحدث هذا إلا باختفاء الديانة من البطاقة الشخصية. الانصهار يحتاج لمجتمع يسعى إليه ويؤمن به. مجتمعنا اليوم غير مؤمن به.

المسلمون والمسيحيون سعداء بحالهم. الكنيسة مبسوطة بتدين الأقباط والتفافهم حولها، والمسلمون أيضاً مبسوطين بالتفافهم حول الفكرة الدينية....

ما أحلم به لن يتحقق إلا بنضج ثقافة المواطن العادي، عندما يقول: "مسلم.. قبطي.. الكل مصري"، هذه الجملة البسيطة انتشارها واقتناع الناس بها ينهي الأمر برمته. أنا اسمى "ميلاد حنا" واضح أنني قبطي ولكني مصري، مصري في البطاقة الشخصية.

عندها سيظهر جيل له أسماء مشتركة لا يعرف ولا تهمه الهوية الدينية، المعيار عنده القيمة الإنسانية.


هل ترى في مظاهر الغضب التي يمارسها شباب الأقباط والمسلمين وسيلة للضغط للحصول على مكاسب أكبر؟
وسائل التعبير في مصر ممكنة، ولكن في حدود.. الشباب لا يجدون مؤسسات مجتمع مدني تناصر قضاياهم أو يلجئون إليها... فلا يبقى أمامهم سوى التظاهر والإضراب.


وهل تؤيد ذلك؟
عفواً، تخيل إن أنا شاب قبطي أو مسلم والأول على الدفعة ولم يتم تعييني معيدا بالكلية وزملائي تم تعيينهم!! وقتها "أكتم في نفسي" ولما تيجي الفرصة أصرخ وأكسر... ده تنفيس عن الغضب.


لكنه "لعب بالنار" في بلد بحجم مصر؟
الشاب الثائر لن يهمه، ورده: "ماذا أعطتني البلد؟"....
لابد أن نذهب إلى هذا الشاب الغاضب ونعرف سبب ثورته ونحل مشاكله، لماذا ننتظر اشتعال النار.


قد تحدث أشياء عادية والبعض يجدها فرصة للانفجار، ما الخطورة هنا؟
هذا معناه أن المجتمع مريض ويفتقر إلى آليات التعبير عن الغضب والاحتياجات، لا يوجد من يستوعب هذا الصراخ ويرد عليه. أعتقد أنه بسبب ضعف دور المجتمع المدني.


في هذه الأجواء المشحونة، ما خطورة التنافس في إبراز الهوية؟ الأقباط يغالون في حمل "الصلبان الكبيرة"، والمسلمون على الجانب الآخر لا يتوقفون عن إلصاق شعاراتهم في كل مكان!
ربنا يستر، هذه المباراة قد تتحول إلى صدام عندما يكون الشحن أكثر من اللازم، ولكن يمكن أن يحدث في شارع، في حارة، بين اتنين، ولا يتعدى هذا النطاق، لكن ظلاله ثقيله.


هل يمكن أن تمسك النار في الهشيم؟
في مصر لا أعتقد أبداً... لا أحب أن أفكر بهذه الطريقة، أحب مصر جداً وأشعر أن الانصهار موجود وقادم.


ماذا عن إلغاء المناهج الدينية في المدارس، والاكتفاء بتعليم الدين داخل الكنائس والمساجد؟
أفضل وجود مادة غير مادة التربية الدينية يدرسها الطالب المسيحي والطالب المسلم معاً ولا تضاف إلى المجموع تتحدث عن المناطق المشتركة بين الديانتين... كيف نشأت المسيحية... ظهور الإسلام... سر بقاء المسيحية في مصر إلى الآن، وهكذا.


لنترك هذه الأحداث والأحاديث جانباً.... د."ميلاد" له آراؤه الخاصة في مشاكل الشباب والعلاقة بين الجنسين.
الشباب المصري يجلس بدون عمل فترات طويلة، فيتولد لديه خمول وإحباط وعدم قدرة على المشاركة الإيجابية في شيء، والدولة إذا لم توفر عملاً له على الأقل توفر أنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية يفرغ فيها الشباب طاقته حتى لا ينحرف أخلاقياً أو يتطرف دينياً. دعم النوادي ومراكز الشباب يحل أزمة البطالة وفراغ الشباب.


ماذا يفعل الشباب أمام التأخر في الزواج وأحياناً استحالته في ظل ظروف المادية ومطاردة المجتمع له بقائمة طويلة من المحاذير الدينية؟
المجتمع لا يقدم سوى ثقافة دينية للشباب، وهذا خطر.


والحـــل؟
التنوع وممارسة الأنشطة المختلفة، وتوفير أندية مختلفة تسمح بالاختلاط الطبيعي والصحي بين الجنسين، وحكاية النار جنب البنزين أو القش فكرة سخيفة لا معنى لها اليوم.

هل معنى أن الشاب لو تحدث إلى الفتاة سيصاب بالجنون؟ بالطبع لا... المرأة أمه وأخته وقريبته وزميلته في الجامعة.. أشجع العلاقة السوية الصحية بين الطرفين. وبالنسبة لمشكلة المسكن فالمسكن موجود، ولكن الإشكالية في مهر الشقة، هناك مشاريع في القطاع الخاص والعام والحكومة تبني شققا، مع الأسف لا يوجد إسكان مدعم، والدولة رفعت يدها من هذه القصة.... الدولة تدعم رغيف العيش فمن باب أولى تدعم الإسكان لأنه يأتي على رأس الاحتياجات الأساسية للإنسان، وقبل رغيف العيش أحياناً.
__________________
KOTOMOTO
الرد مع إقتباس