.
ـ طالبتم في مؤتمر الأقباط الذي عقد مؤخراً في واشنطن بالتدخل الدولي، كما دعوتم الإدارة الأميركية إلى ممارسة الضغوط على مصر، والآن تتحدث عن حل مصري، كيف يمكن أن يتسق هذا مع ذاك ؟
* نحن لم نطالب الإدارة الأميركية بالضغط، بل باستخدام علاقتها الخاصة مع القاهرة لتشجيعها على اتخاذ خطوات إصلاحية في ملفات الإصلاح السياسي عموماً، ومنها ملف الأقباط، ثم إن مصر في نهاية المطاف جزء من المجتمع الدولي، وعضو في منظمة الأمم المتحدة، ووقعت على كافة مواثيقها، فما الخطأ في مطالبتها باحترام تلك المواثيق، والأهم من هذا كله : هل هناك قضية قبطية أم لا ؟، إذا اعترفنا بالأمر فهذا يعني أننا بدأنا الخطوة الأولى لحل المشكلة، أم إذا تجاهلنا المشكلة واكتفينا بترديد عبارات إنشائية وسيناريو قبلات الشيخ والقس فهذا لن يحل شيئاً، وأخيراً لماذا لا نحل المشكلة ونغلق هذا الملف برمته، ليكون الهم مشتركاً انطلاقاً من مبدأ المواطنة.
ـ انتم أقباط المهجر متهمون داخل مصر بالمبالغة في عرض القضية، وترويج روايات مختلقة، والتحريض ضد مصر، فما ردك ؟
* ليس صحيحاً أننا نبالغ في عرض مشكلة الأقباط، فمن يبالغ هي الصحافة غير الأمينة التي تنسب لنا ما لم نقله ولم نفعله وتتهمنا بالعمالة وغيرها من التهم الرخيصة، فضلاً عن أن إهمال الدولة لهذا الملف طويلاً، وإصرارها على التعامل معه في أطر أمنية رغم كونه مسألة سياسية، من شأنه أن يفاقم المشكلة ويزيدها تعقيداً، ويفتح الباب أمام المبالغات والمزايدات من هنا وهناك
الكنيسة والسياسة
- ما صلتك بالكنيسة ؟، وهل ترى أنها تمثل الأقباط سياسياً ؟، وهل ستلتقون أحداً من قادتها خلال هذه الزيارة ؟
* الكنيسة بيتي وبيت كل قبطي، وهي مظلتنا الروحية، ونكن لها جميعاً كل الاحترام والتقدير، وخلال هذه الزيارة لن أقابل أحداً من رجال الكنيسة لأن زيارتي قصيرة ومزدحمة باللقاءات، أما عن الدور السياسي ففي تقديري أن الكنيسة وجدت نفسها مضطرة للقيام بهذا الدور، لأن الساحة خالية تماماً من النشطاء السياسين العلمانيين خاصة في الوسط القبطي، من هنا كانت الكنيسة مرغمة على الخوض في الشؤون السياسية لتلبي مطالب الشعب وتسعى إلى حل مشكلاتهم، وينبغي تفعيل دور الأقباط سياسياً تشجيعهم للانخراط في العمل العام، وهذا أمر لا يقتصر على الأقباط بل يمتد ليشمل الجميع، فلعل نسبة المشاركة المتواضعة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
تشير إلى ضرورة العمل على إعادة السياسة إلى الشارع المصري، وتهيئة المناخ أمام كافة القوى الشرعية لتعبر عن نفسها، وهذه بتقديري هي الخطوة الأكثر أهمية في طريق الإصلاح السياسي، لأنه من دون مشاركة فلا معنى لأي شئ، وسنظل نسوق وعوداً لا تنفذ حتى تنقض قوى غير شرعية على الجميع.
ـ هل نفهم من هذا الجواب أنك بصدد القيام بدور سياسي ما داخل مصر، وإن كان ذلك صحيحاً فما ملامح هذا الدور ؟
* حتى الآن لم أقرر شخصيا الانخراط في حزب سياسي معين، لكني شأن غيري من المهاجرين المعنيين بالشأن العام في مصر نراقب الأوضاع، وندرس كافة الطروحات السياسية على الساحة، لنقرر بعدها الانضمام إلى حزب قائم بالفعل، أو المساعدة في تأسيس حزب جديد، الأمر مازال مفتوحاً على كافة الاحتمالات، وكل هذا مازال قيد البحث والدراسة .
ـ هل هناك نوايا لتأسيس حزب جديد في مصر ؟
* ولم لا ؟، كل شئ وارد، لكن ما ينبغي التأكيد عليه هنا أن أي نشاط سياسي سننخرط فيه سيكون على أرضية المواطنة، وليس طائفياً، فلست شخصياً ممن يمكن أن تصنفهم طائفيين، أنا مصري مهتم بالشأن المصري عموماً، وأرى أن ما هو جيد للأقباط سيكون جيداً لمصر كلها، وما هو صالح لمصر سيكون كذلك للأقباط، فليست لنا أجندة مغايرة أو خاصة، وإن كانت لنا ـ كأقباط ـ خصوصيتنا كأقلية دينية لها همومها الخاصة، لكن حجم ما يجمعنا أكبر كثيراً مما يفرقنا، ونحن في نهاية المطاف شعب واحد بعضنا يذهب للكنيسة وبعضنا الآخر يذهب إلى المسجد، أو هكذا ينبغي أن تكون عليه الأمور .
ـ خضت تجربة الترشيح عن الحزب الجمهوري بولاية فيرجينيا الأميركية، فهل تخطط لترشيح نفسك ذات يوم في مصر للبرلمان مثلاً ؟
* لا .. ليس في نيتي في المدى المنظور أن أفعل هذا في مصر، لكني شخصياً سأشجع الكثيرين على خوض هذه التجربة في مصر، مرة أخرى أؤكد أن تفعيل الدور السياسي للأقباط مسألة بالغة الأهمية، ولهذا سأوليها أهمية خاصة وبكل الوسائل الممكنة والمشروعة، وأتمنى أن يكون المناخ العام مشجعاً على ذلك
|