هل ستنتصر يهوذا

[menaa2005]

رابسو


عزيزى القارىء لا تتعجل فى إستنتاجاتك من العنوان ،قبل إن تعرف وتقراء موضوع المقال ،
والمقال قصة واقعية حدثت ،وتحدث الأن وتمت وتتم.

وتبداء القصة بهجوم شرس من مملكة بابل بقيادة نبوخذناصر ،على مملكة يهوذا ،وتم تدمير أورشليم ،وذلك كان سنة 586 ق م ،وتحول سكان أورشليم إلى مسبيين ،وتحت السبى ،وتم فرض العهدة البابلية ،وقونين السبى ،وتم فرض الدين البابلى بالسيف ،ولغة السابى على المسبيين ،والويل لمن يتكلم لغة غير لغة المُحتل ،بل ويقطع لسانه،فلا قومية غير قومية الأحتلال ولا دين غير عبادة القمر ،ولا سجود إلا لتمثال الذهب الذى لنبوخذناصر ، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ القَمَِريةِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ،ومن يحاول إن يمارس حرية الأعتقاد، فهناك أتون النار المحمى سبعة أضعاف ،ولم يكتفى بهذه الممارسات الأجرامية التى ينتهك بها حرية الآخر .بل فرض أسماء إلهته الوثنية على الشباب المسبى ،فتحول أسم دانيال ،وهو أسم عبرى معناه "الرب هو قاضى"تحول إلى بلطشاصر وهو أسم بابلى بمعنى "أحفظ حياته أيها البعل".وتحول أسم "حنانيا"وهو أسم عبرى ومعناه"الرب يظهر النعمة"،تحول إلى "شدرخ"وهو أسم بابلى ومعناه "تحت تصرف أكو"وهو إله القمر ،
وسنكتشف إن المُحتل يتعبد لإلهة كثيرة أهمها إله القمر وتحول ميشائيل وهو أسم عبرى مهناه "من مثل الله"،تحول إلى ميشخ ومعناه " من مثل أكو ؟". وتحول عزريا ومعنا"الرب يعين"إلى عبدنغو ومعنى الأسم "خادم نبو"وهو إله "القلم والكتابة ".وأستخدم الغازى المُحتل كل أساليبه وحيله لتغير الولاء الوطنى والحضارى الدينى لهؤلاء الشباب المستسلمون ،من إله يهوذا إلى إلهة البابليين وأوثانهم وأصنامهم . إلى هنا والمؤامرة تمشى وفق خطة الغازى المُحتل ،والمستسلمين راضون بما فرض عليهم بالسيف ،حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ،وتحت قساوة العبودية وصغر النفس ،وخنع وقنع كل المسبيين ،وأستسلموا وأمنوا بالقدرية وحتميتها ، والمكتوب على الجبيين لازم تشوفه العين ، وكله بأمره ،ومقدر ومكتوب ،.وغيره من تعليم "أكو"إله القمر البابلى وفى جناح الظلام والغى ، خرج دانيال وأصدقائه الثلاثة ، ليعلنوا ثورتهم ضد الضياع والموت ، وبدأت ثورتهم بقول "لا"
ويقول الكتاب:" أما دانيال فجعل في قلبه إنه لا يتنجس بأطايب الملك و لا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس".

ورغم الوشاية والشكاية من زباينة آبليس ،إلا أنهم خرجوا أكثر قوة ونور ونضارة ...وبدأت ثورة "لا"تسرى وتملىء القلب تحدى،لكل قوة الشر والأحتلال القاسى،ومر الفتية الثلاثة أمام تمثال الذهب ,الذى نصبه نوخذناصر لنفسه ليعبده شعبه .وكما قال الكتاب:"نبوخذناصر الملك صنع تمثالاً من ذهب طوله ستون ذراعاً و عرضه ست أذرع و نصبه في بقعة دورا في ولاية بابل"وأمتلىء المكان بصوت القرن والناى والعود والرباب والسنطير و المزمار وكل أنواع العزف ،والكل يخر ويسجد لتمثال الذهب وينحنى الكل ويخر ويسجد كل البابلين ومعهم المسبيين والكل يهتف ويرقص .

وبينما الكل ساجد والمستسلمون ساجدين فى خوف ورعب، حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ السُجُودّ كُلُّهُ لِنَُبوخَذِنَاَصَر فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ َُنبوخَذِنَاَصَر بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.كان المنادى ينادى قائلاً:" و من لا يخر و يسجد ففي تلك الساعة يلقى في وسط اتون نار متقدة".ورفض الشباب الثلاثة السجود ،فى تحدى عجيب ،مفضلين الآرتماء فى النار عن الأنتماء لنبوخذناصر ملك ملوك الأرض فى ذلك الوقت،وأرتعد الملك أمامهم،وصرخ فيهم قائلاً:"ان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط اتون النار المتقدة و من هو الاله الذي ينقذكم من يدي؟"
وبثقة الآحرار ،وأصحاب السلطان فى إن يدوسوا على الحيات والعقارب .وكل قوات العدو،أعلنوا فى شجاعة قائلين:"يا نبوخذنصر لا يلزمنا إن نجيبك عن هذا الأمر هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من آتون النار المتقدة و أن ينقذنا من يدك أيها الملك.و ألا فليكن معلوما لك أيها الملك أننا لا نعبد إلهتك و لا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته".

حينئذ أمتلا نبوخذناصر غيظاً و تغير منظر وجهه على شدرخ و ميشخ و عبد نغو فأجاب و أمر بأن يحموا الأتون سبعة أضعاف أكثر مما كان معتادا أن يحمى،. و أمر جبابرة القوة في جيشه بأن يوثقوا شدرخ و ميشخ و عبد نغو و يلقوهم في آتون النار المتقدة ،ثم أوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم و أقمصتهم و أرديتهم و لباسهم و ألقوا في وسط أتون النار المتقدة. و من حيث إن كلمة الملك شديدة و الأتون قد حمي جداً قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ و ميشخ و عبد نغو، و هؤلاء الثلاثة الرجال شدرخ و ميشخ و عبد نغو سقطوا موثقين في وسط آتون النار المتقدة.

ووقف كل المسبيين فى حزناً شديد،ولوم لأهل الفتية الثلاثة ،والكل لسان حاله ،"وماله لما نوطى للموج العارم ".بينما المُحتلين فى حالة فرح ونشوة النصر تطل من عيونهم ،ولسان حالهم "أننا نحن الأعلون"و خير أمة أخرجت للناس . بنما يبكى أبو شدرخ ويقول لأم شدرخ "دا أخر دلعك فى الولد ودا أخرة تربيتك ودلعك للعيال ، كان لازم نعلمهم أنواع من الشر مثل الراوغ واللعب على الحبلين...
ما هو الحق ما ينفعش فى السبى ...
والكتاب قال نطيع الرؤساء وكل من هم فى منصب.وصرخت أم شدرخ وطلبت منه إن يكف عن الكلام معها .المًحتالون فرحين والمستسلمون يملىء قلبهم كل أنواع الحزن والخوف.وبدأ الكل يتحرك وينسحبوا ذاهبون إلى بيوتهم ،منتظرون ما سايستجد وما سوف يذاع وكالات الأنباء من أخبار ولم تنتهى القصة عند هذا الحد ..فقد صرخ نبوخذناصر من الحيرة التى أعترته ،وهب مسرعاً،وقال لمشريه :"ألم نلق ثلاثة رجال موثقين في وسط النار فأجابوا و قالوا للملك صحيح أيها الملك.فقال لهم :"أجاب و قال ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار و ما بهم ضرر و منظر الرابع شبيه بابن الإلهة.ثم أقترب نبوخذناصر إلى باب أتون النار المتقدة و أجاب فقال يا شدرخ و ميشخ و عبد نغو يا عبيد الله العلي أخرجوا و تعالوا فخرج شدرخ و ميشخ و عبد نغو من وسط النار.فأجتمعت المرازبة و الشحن و الولاة و مشيرو الملك و رأوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على أجسامهم
و شعرة من رؤوسهم لم تحترق و سراويلهم لم تتغير و العجيب أن رائحة النار لم تأت عليه"




.