|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
||||
|
||||
حديث مع د. سيد القمنى
http://www.metransparent.com/texts/sayyed_qimni.htm
د. سيد القمني في حديث غني مع "شفّاف الشرق الأوسط" إصلاح الإسلام فرض وواجب حتى لا نبقى آخر أمة أخرجت للناس · متعتي الخاصة هي في البحث عن حل المشكلات غير المحلولة. · القرآن بحاجة إلى إعادة ترتيبه وإعادة النظر فيه. · لا كهانة في الإسلام. · لا وجود لحد الردة في القرآن. · الفقهاء يحاولون الاعتراف بحقوق المرأة وإبقائها ناقصة عقل ودين. · مفهوم الجهاد، مفهوم طائفي عنصري مرفوض بلغة العصر. · ما فعله المجاهدون الأوائل يحتاج لاعتذار عما ارتكبوه من فظائع. حديث أجراه أشرف عبد الفتاح عبد القادر ذهبت للقاء د. سيد القمني وأنا أتذكر رحلة المفكرين الليبراليين التنويريين، ابتداء من الشيخ علي عبد الرازق وكتابه"الإسلام وأصول الحكم" في سنة 1925، إلى طه حسين وكتابه "في الشعر الجاهلي" سنة 1926،مروراً بمحاكمة د. فرج فوده والحكم عليه بالإعدام، مروراً بقضية د. نصر حامد أبو زيد، ووصولاً إلى طعن كاتبنا العالمي الكبير نجيب محفوظ من أجل روايته "أولاد حارتنا"، انتهاء بدكتور سيد القمني وكتابه"رب الزمان"، تذكرت كيف أن دعاة العقلانية الاعتزالية ‘يضطهدون في زماننا، فلقد استنكر علماء الأزهر شجاعة وجرأة د. نصر حامد أبو زيد في البحث العلمي فشنوا عليه حملتهم الشعواء والتي انتهت بالحكم الظالم بالردة والتفريق بينه وبين زوجته ابتهال يونس، وتذكرت شجاعة موقف د. سيد القمني وهو يقف أمامهم في المحكمة ويسفه آرائهم ويخرج بالبراءة لكتابه "رب الزمان"منتصراً للعقل ولحرية التفكير. وتذكرت رد د. محمد عمارة على كتاب د. سيد القمني في لقاء مع إذاعة لندن قال فيه:" إن مشروعه الفكري خارج الاجتهاد لأنه يطعن في صحيح الثوابت والعقائد التي تجمع الأمة مما يستفز مشاعر المسلمين وأن هذا الاستفزاز يحدث في مناخ عالمي يتخذ من الإسلام عدواً". وتذكرت أيضاً كيف غضب دعاة غلق العقول ودعاة الفكر الرجعي لبراءة د. سيد لأنه تطاول في كتابه علي شيخين من شيوخهم هما الشيخ محمد الغزالي رمز الهزيمة النكراء في ندوته بمعرض الكتاب الدولي أمام د. فرج فودة، وتذكرت أنه أفتي في محاكمة من قتلوا الدكتور فرج بأن أي مسلم يمكنه تنفيذ حدود الله بيديه، أي أنها دعوة لأي مسلم مهووس ليقتل وهو مرتاح البال والضمير، وتذكرت الشيخ الدكتور عبد الصبور شاهين، المسؤول الأول عن الحكم الظالم علي د. نصر حامد أبو زيد والذي قال عنه د. سيد:" أنه مستشار بيوت هبش الأموال" لأنه كان يعمل مستشاراً للبنوك الإسلامية التي نهبت أموال الغلابى والمساكين باسم الإسلام. وتعجبت من هالة القداسة التي يحيط بها شيوخ الأزهر أنفسهم ، فهم فوق النقد وأي تجريح لهم هو تجريح للإسلام، ونحن نعرف أن لا كهانة في الإسلام وأن العصمة ليست إلا لله وللرسول، ثم تذكرت أيضاً رد الكاتب الإسلامي فهمي هويدي على كتاب سيد القمني (الحزب الهاشمي) في الأهرام حيث قال:" إن هذا الكلام لا يقال على الملأ لأن إشراك العامة في مثل هذه الأمور يثير الفتن"! وخرجت من لقاء داعية الانفتاح والاجتهاد بعد أن ترك في نفسي أثرا كبيراً لمرضه الذي يعاني منه، فهو يخشى أن يموت قبل أن يتم مشروعه الفكري المسمي بإعادة ترتيب القرآن، فهو يسعى لعمل "القرآن المرتب" لأنه يري أن القرآن العثماني لم يرتب كما ‘أنزل من عند الله، بل كما أراده عثمان، أسأل الله أن يمد في عمره وأن يعطيه الصحة والعافية ليتم مشروعه الفكري الذي هو بصدد إعداده . · متى وأين ولد سيد القمني؟ ولدت فى 13 / 3 / 1947 بمدينة الواسطى من أعمال محافظة بنى سويف أول محافظات صعيد مصر. · كيف كانت طفولة سيد القمني؟ نشأت في بيت كبير متيسر الحال وإلى الثراء أقرب، تضم الأسرة عدداً كبيراً من الأفراد وكثيراً من الخدم والضيوف بشكل يومي، مما جعلني رغم هذه الكثرة أشعر بالوحدة، لأنني لم أكن محل اهتمام مع مشاغل الجميع بهذا البيت المفتوح للجميع. الأب أزهري اشتغل بالتجارة وحقق نجاحاً وضعه في الصف الأمامي بالبلدة، وحقق تعويضه عن الأزهر بجلسات كبيرة في بيته للاستماع إلى القرآن وطرح التفاسير والاختلاف حولها فكان البيت نادياً دينياً خاصة في شهر رمضان حيث يستمر السهر حتى الفجر. اصطبغت النشأة بالإسلام في بيت شديد التدين لكنه أيضاً شديد التسامح لاعتناق الأب آراء الشيخ محمد عبده وفكره مع التزامه القوى بالإسلام وإثبات أزهريته بارتداء الزي المشيخي التقليدي. لكن الطفولة عموماً لم تكن سعيدة لملازمتي المرض مبكراً، ولوعى أصابني بما يمكن تسميته ( الاكتئاب الوطني). في صباي بدأت الأمور تتحول إلى النقيض ومع تخرجي من الجامعة كان علي أن أحمل أعباء هذه الأسرة الكبيرة . تخرجت من قسم الفلسفة بعين شمس و سافرت إلي الخارج لأتمكن من استكمال دراساتي العليا وتعليم أشقائي وشقيقاتي وعدت إلى الوطن في 1985 بقرار التفرغ التام والكامل للعمل الفكري. · ما هي العوامل التي أثرت في فكر سيد القمني؟ أنا ابن الهزيمة مثل كثيرين لازالت وطأتها عليهم عظيمة من 1967وحتى الآن، وكانت الفاصلة في فكري وحياتي ودافعاً للبحث عن أسباب الهزيمة ، وهنا انصرفت عن قراءة الإبداع كالروايات العالمية أو المسرح أو القصص أو الشعر إلى قراءة البحوث العلمية والفكرية خاصة ما تعلق منها بالأديان، وانكببت بالذات على مكتبة الدين الإسلامي الهائلة من علوم أصول إلى الفقه إلى الفلسفات إلى علم الكلام إلى علوم القرآن عند مختلف الفرق. لكنني لم أضع بحسباني أن أكون كاتباً مشاركاً إلا متأخراً في عام 1985. وقد تبنيت الطرح القومي مع موقفي النقدي من الإسلام والخطاب الإسلامي حتى حدث احتلال الكويت وما تلاه، لأهتم قليلاً بالقراءة السياسية حيث اهتزت قناعتي القومية أو بالتحديد العروبية المصبوغة بنماذج كالناصرية، لأتحول إلى الليبرالية مبدأ وعقيدة كنموذج أمثل لخلاص الوطن. · ما هي الكتب التي أثرت في فكرك؟ أثر في فكري ثلاثة كتب أساسية قرأتهم وأنا طالب بليسانس الفلسفة جامعة عين شمس، الأول هو ( اسبينوزا) للدكتور الجليل فؤاد زكريا، والثاني هو ( نحو آفاق أوسع) للمرحومة العظيمة أبكار السقاف التي هي بحاجة إلى رد الاعتبار والتقدير لهذا العمل تحديداً. ثم كتاب ثالث قرأته متأخراً كان سبباً في اهتمامي بالأساطير هو كتاب الباحث المحترم الأستاذ فراس السواح ( مغامرة العقل الأولى)، إضافة إلى مجموعة كتب البحث العلمي التي درستها في التمهيد للماجستير وكان لها فضل الضبط العلمي الدقيق فيما كتبت من أعمال. * ما هي آخر مؤلفاتك؟ كتاب ( ابن لادن .. شكرا !!) وهو في المطبعة الآن . · ما هي الأفكار الأساسية في مشروعك الفكري؟ أنا أكثر تواضعاً من الزعم بامتلاك مشروع فكرى متكامل المواصفات مترابط الخطوات، وإذا وجدت عبارة مشروع فكرى على أغلفة كتبي الخلفية فإنها تكون ضمن كلمة الناشر الذي يكتب ما يراه دون تدخل من جانبي. لكن يمكن إيجاز الخطوط التي تسير فيها محاور أعمالي وشاغلي بشأنها وأهدافها التي أرجوها منها. أنا أعيد قراءة السيرة النبوية بمنهج سسيوتاريخي · ما الذي يشغل فكر سيد القمني؟ إن شاغلي الأساسي هو تخلف وطني وهزيمته الحضارية الفادحة، ومن ثم فإن أي بحث أقوم به يكمن وراءه الكشف عن مجهول أو شبه مجهول، أو قصد نقدي لفكرة أو مفهوم أو رؤية خاطئة تساهم في تخلفنا أو تحجب عنا رؤية ما نحن فيه مقارنة بالأمم الراقية. وقد ارتسمت دراساتي بهذا الصدد عدة خطوط. من بينها إعادة قراءة السيرة النبوية بمنهج سوسيوتاريخي يربط النص المقدس بواقع الدعوة وهو يتغير ويتطور ليقيم دولته السياسية، وذلك كما في كتابي ( الإسلاميات). |
#2
|
||||
|
||||
متعتي الخاصة هي في البحث عن حل للمشكلات غير المحلولة
· ما هي الخطوط التي ينبني عليها فكرك؟ هناك خط قصد إلى دراسة جذور الأساطير، ومنابعها، والظروف التاريخية التي صيغت فيها أو من أجلها، ومقاصدها وكيف وصلت إلى الديانات الكبرى الشرق أوسطية وضمنها الإسلام لتصبح مقدسات، وذلك كما في كتاب (الأسطورة والتراث)، وكتاب ( قصة الخلق). ثم خط يعمد مباشرة إلى نقد الحاضر العربي على مختلف مستوياته للكشف عن الأخطاء في الفهم أو في النظرية أو في التطبيق أو في القوانين أو في السياسات، وأصول هذه الأخطاء في خطنا النظري دينياً. وكيفية التخلص من تلك الأخطاء دون إساءة للدين ولا خسارة للدنيا، وذلك كما في كتاب ( الفاشيون والوطن) وكتاب ( ابن لادن … شكرا) ثم خط يهتم بهذا جميعه لكنه مساحة متعتي الخاصة، بالبحث عن حل لمشكلات غير محلولة في التاريخ، أو الكشف عن غموض مستغلق، بمنهج أشرك فيه القارئ معي في البحث وراء خيوط الغامض وحل المشكل، وأحملّه معي بعض المشقة لتكوين كوادر جديدة عبر هذه المتعة العلمية التي هي تدريب على البحث العلمي واعتياد على منهجه، ويمثل هذا الخط كتاب( النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة) هذا كله إضافة إلى خط الاهتمام بقضية فلسطين واليهود كما في كتاب (الإسرائيليات). المشكلة في تركيب الدين أنه يحمل كثير من التناقضات الداخلية. * تثار الآن نقاشات وجدل حول تجديد الخطاب الديني، فما رأيك في هذه القضية وهل المطلوب تجديد الخطاب الديني أم تحديثه أم ماذا؟ وكيف؟ إن ذعر الاقتراب من الدين الإسلامي نقداً أو تفكيكاً وتحليلاً أو لمجرد تقديم قراءة وتفسير جديد، جعل الجميع يحذرون الاقتراب من جوهر المشكلة رغم أن المشكلة الآن هي في تركيب الدين نفسه وتكوينه الذي يتفرد به عن معظم الأديان الأخرى، والتي وسمته بخصائص جعلته يحمل كثيراً من التناقضات الداخلية في المفاهيم والأحكام سمحت بمحاولات تدخل لرأب الصدوع وإزالة التناقضات لكنها سمحت من جانب آخر للمشتغلين بأمور الدين باستخدام أبعد خطاب ممكن عن أخلاقيات الأديان، فاتسم خطابهم بالخداع والانتهازية و التبرير والتجميل. وبحسابات المصالح، وحلف العمائم مع السلطات لم ينشغل هذا الخطاب بالناس بل بإثبات صدق وجهة نظر واحدة، دون وجهات نظر أخرى محتملة يفرضها شكل الإسلام وظروف نشأته وتطوره وتكوينه عبر ثلاث وعشرين سنة هي عمر تفاعل الوحي وجدله مع واقع الأحداث حينذاك، وكان ممكناً أن تؤسس متغيرات الوحي وتبدل أحكامه لتعددية فكرية ناضجة في ظل الإسلام، لكن الحلف المبكر الذي قرر استخدام الدين لمصالحة لم يترك على الساحة سوى وجهة نظر واحدة هي الصادقة وعداها هو الباطل، وأن أصحاب هذا الرأي الواحد هم "الفرقة الناجية" وما عداها من فرق إسلامية هالك. ومع تثبيت المفاهيم والنصوص وتحرك الواقع وظهور التناقضات بين جديد الواقع وقديم الدين لم ينشغل الخطاب الديني بالناس ولا إصلاح الأخطاء أينما كان أصحابها، قدر ما شغله مفهوم العار البدوي الذي لا تؤلمه الهزائم والتخلف قدر ما يؤلمه انكشاف هذا العار وذيوعه، ولأن رؤية واحدة كانت هي السائدة عبر التاريخ، فقد ساد تصور أن هذه الرؤية هي الدين نفسه، لذلك فإن أي انتقاص منها أو عار يلحقها هو بالضرورة لاحق بالدين ذاته وهو الأمر غير المسموح به. لو أردت قراءة المصحف قراءة مرتبة لقرأته من آخره لأوله. *ما المقصود بالتناقضات الداخلية؟ حتى أوضح المقصود بالتناقضات الداخلية سأضرب هنا مثلاً واحداً وإن كان أكثرها حساسية لدى المؤمن وأبعده أثراً في حياة المسلمين، أقصد تلك التناقضات الناشئة عن طريقة جمع المصحف العثماني التي لم ترع في تصنيفها وتبويبها قواعد التصنيف والتبويب المعروفة ، كأن تجمع آيات التعبد معاً والتشريعات معاً وعلى الترتيب الزمني والقصص الوعظي معاً وقوانين الأخلاق معاً، بل أنها لم تراع الترتيب الزمني للآيات وارتباطها بأحداث الواقع وجدلها معه وتأثرها به وتأثيرها فيه وتغيرها وتبدلها حسب متغيرات هذا الواقع وهى سمه فارقه تميز الإسلام عن بقية الأديان. الحكمة الوحيدة في الترتيب العثماني _ إذا كانت حكمة _ هي السير في ترتيب النصوص من السور الأطول إلي السور الأقصر دون أي رابط موضوعي ولا زمني . هذا بينما السور الأقصر كانت هي الأولى زمناً بحيث لو أردت قراءة القرآن قراءة شبه مرتبه فعليك البدء بآخر المصحف رجوعاً إلى أوله. *لماذا لا يقوم عالم مسلم فدائي بترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها ومعها هامش بأسباب نزولها؟ ربما لأن هذا العالم الفدائي غير موجود ، ولا شك أنه إن وجد فإن التنظيمات التي تسمي نفسها إسلامية ستصدر فتوى باغتياله، كما حدث معي. القرآن بحاجة إلي إعادة ترتيبه وإعادة النظر به · ما المشكلة في هذا الترتيب العكسي؟ نتيجة هذا الرتيب في الجمع، تجاورت الآيات الناسخة مع الآيات المنسوخة، وسبق حكم حكماً آخر تال له حسب الترتيب الزمنى، واختلطت آي السلم بآي الحرب، وآيات حرية الاعتقاد بآيات فرض الإسلام دينا وحيداً صحيحاً ومن يعتقد بغيره فلن يقبل منه. ولا عبره هنا بقول من يصرون على أن هذا الترتيب توقيفي أي كان وقفاً على النبي وجبريل، وأنهما من رتباه على هيئته الحالية، لأنه لو كان الأمر كذلك ما ظلت مصاحف الصحابة الكبار على اختلافها بعد موت نبيهم وحتى زمن عثمان بن عفان، ولأنه حتى لو كان الأمر كذلك فإنه يظل بحاجة إلى إعادة نظر. · هناك دراسات حديثة جداً تؤكد أن عبد الملك ابن مروان وليس عثمان ابن عفان هو الذي وضع اللمسات الأخيرة للمصحف وحذف 11 آية على الأقل؟ ما تعليقك على ذلك؟ لم أطلع بعد على هذه الدراسة. |
#3
|
||||
|
||||
الإسلام لا يعترف بالكهانة، ولا يقر بوجود رجال دين مسلمين
· ما مخاطر تجاور الآيات الناسخة والمنسوخة؟ مخاطر كبير جداً، لأنه بتجاور المتشابه والمحكم والناسخ والمنسوخ، مع عدم ترتيب زمني يوضح ما رفع وما بدل وما ثبت وما أنسى وما فقد، أصبح المسلم في حيرة من أمر دينه والتبست عليه أحكامه وتناقضت مواقفه، وهو ما أدى إلى بروز دور رجال الدين في دين لا يعترف برجال الدين، وقد أصبح لهم مبرر وجود ضروري كمتخصصين تكون مهمتهم التوسط بين الله وبين الناس لشرح كلمته لهم وإيصالها إليهم، ليحل المتوسط الشارح بفهمه وشرحه محل النص القرآني ويتحول كلامه إلى نص جديد مقدس، بل وتلتبس القدسية بأصحاب الشروح من سدنة الدين عبر التاريخ، هذا رغم أن هذا التوسط مرفوض بل مدان إسلامياً، لأن الإسلام لا يعترف بالكهانة ولا يقر بوجود رجال دين مسلمين، ومع ذلك لم يستح بعض المسلمين من استثمار وضع المصحف لصالح أنفسهم بالعمل كرجال دين محترفين، بل وصنفوا لكل طريقة "يونيفورم" كالزي الشيعي للملالي والأزهري للمشايخ …إلخ. لإثبات تميزهم عن بقية المسلمين ، وإثبات أنهم طبقة كهنوتية إسلامية من نوع خاص . رجال الدين جعلوا كلام الله لغز الألغاز ليكونوا نواب الله لشرحها وأصر هؤلاء على إيهام المسلمين بقدسية الحبر والأحرف والورق وترتيب المصحف فيها. وبسبيل هذه القدسية وجد رجال الدين فرصاً هائلة لتبرير هذا الوضع بعلوم اخترعوها ومفاهيم وضعوها وقواعد استنوها لا تسمح للمسلم العادي بمعرفتها والتعاطي معها كأدوات لفهم دينه _ رغم أنها أدوات لتعقيد هذا الفهم _ وأصبح كلام الله هو لغز الألغاز وسر الأسرار المستغلق على الإفهام، بدلاً من أن يكون واضحاً بسيطاً سهلاً ساطعاً للمؤمنين به. * لكن هذا ما حدث في جميع الأديان، فهي في البداية كانت بسيطة. ثم عمد رجال الكهنوت لتعقيدها لتصبح مغلقة على العامة ليكونوا هم الأوصياء على شرحها . هذا هو ما حدث في الإسلام أيضاً فضمن تلك العلوم جاءت علوم القرآن، لتضع لنا الحكم البواهر في استمرار وجود آيات تحمل أحكاماً بطل العمل بها في حياة النبي نفسه، وعن الأسرار الربانية في وجود أكثر من حكم إزاء فعل واحد، ولماذا نأخذ بحكم منها ولا نأخذ بالآخر رغم وجوده في آيات تتلى يتعبد بها المسلم. أو لماذا الإصرار على تفعيل أحكام ضاعت آياتها من المصحف العثماني كحكم رجم الزاني المحصن ولأن الله قال : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، فإنهم يأخذون دور الله هنا كنواب له فلا يعترفون بهذا الضياع الذي حدث، ويأخذون بأحكام السنة بدلاً مما ضاع ويصرون على حكم رجم الزاني المحصن ، وحتى يتم تبرير تفعيل حكم دون نص أو لوجود نص معطل الحكم أو لوجود الحالين مجتمعين. كثرة آراء الفقهاء جعلت مكتبة الإسلام أكبر مكتبة لدين من الديان · إذن رجال الدين وضعوا بذلك أسس الكهانة في الإسلام ؟! إنهم يستغلون الدين أسوأ استغلال ، ويضعون حكمتهم البالغة في تقسيم النسخ أنواع على ثلاثة أشكال، ولكل شكل ضروبه. وينتقلون من المتشابه إلى المحكم وبالعكس، ويرصون على أرفف المكتبة العربية قواعد وقوانين ومفاهيم جعلت مكتبة الإسلام أكبر مكتبة في التاريخ لدين من الأديان ، كلها صياغات بشرية شابهتها شواغل المصالح والتحالفات وأفاعيل السياسة، ولبست ثوب القدسية دون مبرر واضح واحد، ويضع لنا الفخر الرازى مثلاً تفسيره لسورة الفاتحة وهي بضعة أسطر في مجلد من ثلاثمائة صفحة،رغم وجود إشارات في علوم القرآن لا تعتبر الفاتحة قرآناً إنما هي من قبيل الافتتاح بأدعية وتسبيح وتقديس قبل قراءة القرآن. لا وجود لحد الردة في القرآن · الباحث الليبي الصادق النيهوم أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة جنيف (سويسرا) يقول إن الرجم لا وجود له في الإسلام وإنما أخذه الفقهاء من التوراة. ما تعليقك؟ فقهاء الإسلام طبقوا التوراة بدل القرآن في حد الرجم. فلا وجود لحد الرجم في القرآن. · ما الذي يجب عمله للتخلص من ذلك؟ يجب تقديم النصوص للمسلمين مرتبطة بواقعها وزمانها مرتبة زمنياً، ذلك كفيل بحل كثير من التعقيدات التي تجعل المسلم بحاجة دائمة لمفسر ومفتى معاً. وهى في اعتقادي عملية يسيره يمكن القيام بها إلى جانب المصحف العثماني لو اجتمع لها أهل الهمة ، خاصة مع وجود المصادر الكافية المفصلة التي تساعد على إتمام هذا العمل من كتب تأريخ إلى سير ،إلى أخبار إلى حديث، ودون تدخل من علم الفقه أو اعتماده أصلاً، لتقديمها في شكل يسير سهل التناول يصل بين المسلم ومقدسه ولا يفصل بينهما ليضع المشايخ في الفراغ بينهما. · هل هذا ما كنت تعنيه بقولك سابقاً "التناقضات الداخلية"؟ هذا مثال يبرز المقصود بالتناقضات الداخلية، التي تستبعد المؤمن العادي وتضع مفاتيح الآخرة بيد السدنة وتسمح بانتهازية الدين واستخدامه بما هو ضد الدين والناس والله لصالح فئة واحدة هي حلف الحكام والفقيه التاريخي الرذيل . جهابذتنا يؤكدون سبقنا للغرب في كل المعارف وذلك في قرآننا ونحن لا نعرف · الإسلام وعلوم العصر، كل مخترع علمي يحاول المتأسلمون إيجاده في القرآن .ما تعليقك علي ذلك؟ القرآن ليس كتاب علم ، بل هو كتاب دين روحي، وهناك تناقضات تتراكم كل يوم وليلة بينه وبين واقع الحياة المتغير المتبدل دوما، خاصة مع الإصرار على تغطية الدين لكل صغيرة وكبيرة في حياتنا ولكل شأن عظيم أو تافه. ومع القفزات الهائلة التي حققها المنهج العلمي في حياة البشرية، أصبح المسلمون يدينون بكل معاشهم وعمارتهم وعلاجهم وسعادتهم وترفهم لهذا المنهج وأصحابه في بلاد الغرب ومع الشعور الأكيد بالتخلف إزاء المتفوق وكيف أصبحت خير أمة أخرجت للناس في قاع رتب الأمم، فقد زاد ذلك من الشعور بالعار وبطريقنا المعهود في علاج العار قام جهابذتنا يؤكدون أننا سبقنا للغرب في كل المعارف، وأنها كانت مكنونة مصونة في طيات ألفاظ مقدسنا ونحن لم نكن نعلم . دون أن تقدم تلك الجهود شيئاً حقيقياً ملموساً في حياتنا إلا المزيد من التخلف مع كل زيادة لمساحة المقدس في حياتنا. |
#4
|
||||
|
||||
رغم انتهاء عهد العبيد، هناك 23 آية تشرع الرق والسبايا وملك اليمين
· الإسلام وحقوق الإنسان . كيف نوفق بينهما؟ مع التطور العلمي الإنساني الذي رافقه تطور على المستوى الأخلاقي نحو مزيد من ضمان الحريات الفردانية وحقوق الإنسان. وانتهت كبرى وصمات العار في التاريخ البشرى عندما كان الإنسان يسترق أخيه الانسان، وأصبحت فترة قبيحة مدانة في تاريخ الإنسان. ومع ذلك يصر حماة الإسلام وسدنته على تدريس أحكام أبواب فقه كامل للعبيد، وأحكام ثلاث وعشرين آية تشرع الرق والسبايا وملك اليمين. ورغم أننا تقدمنا بهذا الشأن بدراسات تبيح إلغاء أحكام تلك الآيات وبعض الآيات الأخرى عند الضرورة، مع مبررات هذا الإلغاء فقهياً وشرعياً ومصلحياً ( أنظر مثال لذلك كتابنا الفاشيون والوطن)، فإن سادتنا المشايخ حملوا علينا حملة رجل واحد ودارت معركة ضارية ضروس لم ير فيها سادتنا المشايخ فيما نقول سوى أنه لون من الهذيان وردوا علينا بالتكفير الديني والتخوين الوطني بجمود معتاد لا يفعل أكثر من إقصاء المختلف ونفيه واستبعاده . مشايخنا أعماهم التعصب والجمود العقائدي والذهني *مع أن نسخ الآيات القرآنية التي لم تعد صالحة لزمانها مشروع، فقد مارسه القرآن بالناسخ والمنسوخ ، ونسخ الصحابة مثل أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم آية المؤلفة قلوبهم ، وآية الفيء وغيرهما، كما بين ذلك د. محمد عابد الجابري والأستاذ العفيف الأخضر. فما تعليقك؟ لا يجوز لمسلم نسخ آيات إنما يجوز له تعطيل أحكامها وهو أمر مشروع إسلامياً تمت ممارسته عدة مرات عندما تطلبت الضرورة ذلك. لكن مشايخنا أعماهم التعصب والجمود العقائدي والذهني يرفضون التفكير لأنه أشق عليهم من التكفير السهل، انهم يعيشون في تناقض لا أول له ولا آخر ويصرون في الوقت نفسه على أن الإسلام أول من وضع حقوقاً للإنسان!!! وأن تلك الحقوق جاءت كاملة نقية من كل شائبة، بينما حق الاعتقاد مثلاً وهو أس ولب وجوهر تلك الحقوق حق مرفوض إسلامياً دونك ودونه حد الرده، رغم أنه بذلك يتدخل في أشد المناطق خصوصية هي منطقة الضمير حيث هناك الحرية المطلقة، وحيث لا يمكن الاطلاع على دواخله ولا التدخل فيه . لابد من قراءة النص القرآني قراءة تاريخية · ماذا نفعل لنخلص الإسلام من قيود وسلاسل الماضي ليلحق بحاضرنا وقيمه الراقية؟ لا أجد في تأكيد سدنة العقيدة على تأكيد حقوق الإنسان في الإسلام سوى مزيد من الشعور بالعار، يطلبون له مواد التجميل ومساحيق لا تخفى شيئاً ولا تجمل شيئاً. وأنهم لديهم يقين كامل برقى تلك المبادئ الحقوقية الإنسانية والحقوقية الحديثة، ويريدون للإسلام التحلي بها فيعلنون سبق الإسلام في ميدان الحقوق رغم مبدأ كقتل المرتد أو نهاية الرق من التاريخ وبقائه بالإسلام ودون أي محاولة لإعادة النظر فيما بأيديهم من نصوص، فالرق كان موجوداً قبل الإسلام، بل إن الإسلام طالب بعتق العبيد وبيع النساء المسترقات في الأسواق ليتمتع بهن المسلمون بالغصب منهن، هذه الأفعال كانت مقبولة في أخلاق تلك الفترة. لكن المشكلة الحقيقية قي نطري المتواضع أن الفقهاء التقليديين وزعماء المتأسلمين كما يسميهم د. رفعت السعيد مازالوا مصرين على أن الرق و"ملك اليمين" أي الإماء أمر أخلاقي ومشروع اليوم أيضاً لمجرد أن القرآن أباحه في حقبة تاريخية معينة. تعرف أن مصطفي مشهور شيخ المتأسلمين المصريين صرح ل "الأهرام ويكلي" بطرد الأقباط من الجيش وتحويلهم إلى أهل ذمة كما جاء في القرآن. إن ما ينقص هؤلاء بعد حسن النية هو فهم أنه لابد من قراءة النص الديني قراءة تاريخية . د. محمد عابد الجابري يقول إن الله بالناسخ والمنسوخ أراد أن يعلمنا كيف نقرأ القرآن بعد موت الرسول (ص). * كلام د. الجابري صحيح تماماً وأنا من أنصار القراءة التاريخية لنصنا الديني لتطهيره من الأحكام التي فات أوانها وزمانها . لكن كيف نخلص الإسلام من سلاسل الماضي؟ لتخليص الإسلام من سلاسل الماضي ليلحق بحاضرنا وقيمة الراقية الفارقة حتى عن زمن النبوة، لأن الرقى التطوري طبيعي مفهوم في ضوء تطور الإنسانية بتطور العلوم والفنون وتبدل أشكال الحضارة .لكنهم يرون الرقى قاصراً فقط على زمن النبوة، وأن البشرية قد اكتمل نضجها علماً ومعرفةً وخلقاً ورقياً وتحضراً في زمن النبوة، وأن ما بعده انحطاط دائم وتردى وتخلف (؟!) بل ربما يكون قولنا هنا برقى البشرية بعد زمن الدعوة لونا من الكفر يضيفونه إلى لائحة اتهاماتهم لشخصي المسكين ، اعتماداً على الحديث القائل :"خير العصور عصري ثم الذي يليه فالذي يليه". لكن رقينا المعاصر عن تلك الأزمان البدائية حقيقة ساطعة باهرة كالشمس لا ينكرها إلا فاقد الرشد والتمييز بالمرة، وما أكثر فاقدو الرشد بينهم. · يا دكتور سيد راشد الغنوشي يقول إن على المسلمين في القرن الحادي والعشرين أن يعودوا إلى دولة الخلافة الراشدة . ما رأيك فيما يقول؟ (يضحك د. سيد ويقول):كلهم يقولون . . . دعهم يقولون. |
#5
|
||||
|
||||
فقهاء الإسلام يعترفون بحقوق المرأة شفوياً لكن لا يترجمون ذلك إلي قوانين فعلية.
· وماذا عن حقوق المرأة ؟ لدينا مشكلة مستعصية فيما يتعلق بوضع المرأة في الإسلام ووضعها الحقوقي اليوم، ففي الإسلام هي ناقصة دين في العبادة، وناقصة عقل عن الولاية وهى نصف الذكر في الميراث وفى الشهادة، وهى رفيق الشيطان من فجر الخليقة وهى فتنة تسير على قدمين، لذلك يجب تغطيتها لحجب شرها عن المجتمع. ومع ذلك مطلوب منها أن تعطى المجتمع حقوقه كاملة، وإلا وقع عليها عقاب هو في بعض الحالات أشد من العقوبة التي تقع على الرجل إزاء نفس الفعل. ولأن حقوق المرأة في إنسانية كاملة غير منقوصة قد فرضت نفسها على الدنيا، وأثبتت المرأة حضورها ووجودها في كافة مناشط العمل الإبداعي بجداره لا تشير إلى نقص يعتريها. فقد قام سادتنا المشايخ يكتشفون سبق الإسلام لمعرفة هذه الحقوق وأنه أول من أعطى المرأة حقوقها غير منقوصة. فالنساء شقائق الرجل لهن مالهم وعليهن ما عليهم، في خطاب خداعي لا يخجل من نفسه أبداً، ولا ينظر في المسالة الحقوقية للمرأة في الإسلام. وعندما لا يمارس المشايخ وظيفتهم لخدمة الناس والوطن والدين فإنهم يستقيلون من وظائفهم ويتركون المهمة لغيرهم. الغريب أنهم أكدوا شفوياً حقوق المرأة دون أي نظر في القانون، وعندما قدمنا هذا النظر مشفوعاً بدراسات فقهية مطولة تعطى المرأة حقها وتحفظ للدين مكانه قامت السيدة الدكتورة الأزهرية تكفرنا ضمن جوقة المكفراتيه لأننا أخطأنا الصواب وطالبنا لها بحق كحق الذكور، ولا تعرف كيف يلتئم الموقفان : الموقف الذي يؤكد حقوق المرأة في الإسلام، والموقف الذي يكفر من يطلب لها تلك الحقوق في الإسلام؟ إنه الشعور بالعار الذي يصيب بعدم الاتزان والتناقص وسوء الفهم والتقدير فيهرع إلى تجميل الإسلام بالأوسمة التي وصلت إليها الإنسانية درءاً للعار. دون أن يفعل أي شئ حيال ما يستتبع تلك الأوسمة من متغيرات حقوقية لازمة، ومتغيرات في الفهم أولاً. · اسمح لي د. سيد أن أختلف معك في هذا الموضوع . رأيي المتواضع أن نشجع من يقول من المشايخ أو حتى من المتأسلمين أن حقوق الإنسان لا تتعارض مع الإسلام .وهي في نظري المتواضع تتعارض مع نصوص القرآن وخاصة نصوص الحديث الذي اختلقته الفرق الإسلامية لأسباب سياسية . ولكن حقوق الإنسان لا تتعارض مع روح القرآن، وروحه هي العدل.الأستاذ العفيف الأخضر طالب بكتابة تفسير عبد الله ابن عباس رضي الله عنه لآية "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"(هود 117) على الصفحة الأولي من جميع كتب التربية الإسلامية في جميع البلاد العربية .وتفسير عبد الله ابن عباس الذي قال عنه رسول الله (ص) هو"حبر هذه الأمة" كالتالي:"إن الله لا يعذب على الشرك وإنما يعذب على الظلم". هذه هي روح القرآن كما فهمها من تخرجوا من مدرسة النبوة مباشرة. أليس عدم المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق ظلماً؟ أليس عدم المساواة بين المرأة والرجل في الميراث اليوم ظلماً؟ أليس عدم المساواة بين غير المسلم والمسلم اليوم ظلماً؟ أليس رفض تدريس العلوم الحديثة التي بها تتقدم اليوم جميع الأمم ظلماً لأمة الإسلام؟ أليست العمليات الانتحارية ضد المدنيين والمستأمنين ظلماً؟! الفقهاء يحاولون الاعتراف بحقوق المرأة مع إبقائها ناقصة عقل ودين أن القول في الهواء الطلق شئ، والاقتناع به وتأكيده للمسلمين وتفعيله حقوقياً شئ آخر لا خلاف معك يا أستاذ وأنا متفق مع ما قاله أستاذنا العفيف الأخضر ، لكن كل ما أريد أن أقوله أنهم يقولون ذلك من طرف اللسان ، هم يقولون أن القرآن سبق حقوق الإنسان في الاعتراف للمرأة بحقوقها ليضيفوا بعد ذلك بأن حقوق الإنسان في الإسلام لا تتعارض مع كون المرأة ناقصة دين في العبادة وناقصة عقل في الولاية وميراثها أنقص بالنصف من ميراث الرجل . هذا التناقض المخجل هو الذي أشجبه ولو كانوا صادقين في ادعاءاتهم لكنت أول المؤيدين لهم. فهدفنا هو خدمة أبناء وطننا وديننا ولا شيء غير ذلك. المسلمون الأوائل ارتكبوا جرائم كثيرة في البلاد التي فتحوها وجعلوا مسلموها موالي. · فلابد إذن من تطور المفاهيم العربية الإسلامية لتتناسب مع روح العصر؟ ما في ذلك شك ،فمع تطور قيم الإنسان برزت مفاهيم جديدة وأخلاق جديدة فيما يربط الإنسان بوطنه وبمفهوم المواطنة، ترتبت عليها مشاعر ومواقف إزاء استقواء دولة على أخرى، واستقلال الشعوب وإرادتها. وضمن هذه المعاني الجديدة أعادت الشعوب قراءة تاريخها وإصلاح شئونه والاعتراف بالأخطاء أينما وجدت، بل والاعتذار عن الأخطاء التاريخية التي تم ارتكابها في حق شعوب أخرى. بينما تصر الدول التي غزاها المسلمون الأوائل واحتلوها استيطاناً وارتكبوا في حق أهلها من المظالم فوادحها ومن التنكيل أفظعه ونزحوا خيراتها إلى عاصمة الخلافة، وقضوا على لغاتها الأصلية التي هي وعاء حضارتها وماضيها كله فانقطعت عن هذا الماضي ليصبح ماضي الاحتلال هو تاريخها المقدس، واسلموا سكانها بالجزية أو بالقوة، وجعلوا مسلميها موالى أي مملوكين للمالك العربي.وأصبحوا مواطنين من الدرجة ثانية في وطنهم إزاء العرب الفاتحين الذين كانوا سادة البلاد المفتوحة ومواطنيها المتميزين. وبخطاب مخادع رديء الصنعة والهدف عديم القيم تصر هذه الدول _ حتى اليوم _ عبر هيئاتها الدينية على الاحتفال السنوي بذكرى الفتح العربي لبلادها الذي أخرج أهلها من الظلمات إلى النور. وهى الحالة الوحيدة في تاريخ الدنيا التي يحتفل فيها وطن بذكرى احتلاله بكل تكريم وتبجيل . وهكذا يتقدس كل شأن إسلامي حتى لو كان احتلالا للبلاد وهتكاً للأعراض ونهباً للثروات،بخلط بين الدين وبين الغزاة وإسباغ القدسية على الغزاة والتماهي بهم. أزعم أنني أقوم بكشف العورات، ولا أخشى العار · لا شك د. سيد أنك تذكر ما قاله عثمان بن عفان عندما قال مؤنباً لعمرو ابن العاص الذي رفض زيادة الجزية على المصريين حتى لا يموتوا جوعاً فعزله عثمان وقال:"درَّت اللفحة"(أي الناقة) بعدك يا عمرو . فأجابه عمرو ابن العاص ذي القلب الرحيم "ولكنكم جوعتم صغارها يا عثمان". لذلك أقول إن ديننا الإسلامي بحاجة إلى الكثير ليتصالح مع زمننا ومفاهيمه وقيمة، وإلى خطاب جديد مختلف يستخدم أدوات جديدة لإجراء جراحات لكثير من العلل الكامنة التي اكتسبت قدسية ليست من الدين في شئ، وهو الأمر الذي أزعم أنى أقوم ببعضه في أبحاثي ودراساتي، بخطاب لا يخفى العورات بل يكشفها، لا يخشى العار قدر ما يخشى خروجنا من الوجود ذاته بعد أن خرجنا من دور الفعل في التاريخ. · في الواقع د. سيد أنت أحد أهرامات مصر وأنت تقوم بعمل تاريخي لإصلاح الإسلام سوف يذكره التاريخ وأتمني على وزير الثقافة فاروق حسني أن تتولى وزارته ترجمة أعمالك إلى الإنجليزية والفرنسية ونشرها خارج مصر ليستفيد منها مسلمو العالم وليعرف مثقفو العالم أن مصر لا تنتج فقط الإرهابيين مثل المجرم أيمن الظواهري بل تنتج أيضاً أمثالك وأمثال المستشار العشماوي والمفكر جمال البنا ود. رفعت السعيد والأستاذة فريدة النقاش ود. زقزوق والإمام الأكبر شيخ الأزهر وغيرهم كثيرين. شكراً لك . مصر قدمت كثير من المفكرين المتنورين و المصلحين على مر الأجيال والعصور. |
#6
|
||||
|
||||
العشماوي تبني طرحي في الباب الأول من كتابه الخلافة الإسلامية
* في كتاب الحزب الهاشمي تبنيت تفسيراً سياسياً تاريخياً لنشأة الدعوة الإسلامية وأرجعتها إلى عبد المطلب بن هاشم، فهل لازالت عند رأيك ، أم أنك أصبحت ترى التاريخ يجب أن ينظر إليه من خلال معطياته هو وألا تسقط عليه مصطلحات معاصره؟ في هذا الكتاب قدمت قراءة جديدة لواقع جزيرة العرب والعالم راعيت فيه دقائق الجغرافيا ومعطيات حقل الأحداث من أشكال اجتماعية إلى تنظيمات اقتصادية إلى عادات وتقاليد ومعتقدات وتركيبة سكانية، وتطور هذا جميعه متضافراً معاً عشية الإسلام ليصوغ في النهاية واقعاً جديداً أفرز هذه الإيديولوجيا وأقام للعرب دولة سياسية مركزية. وقد استكملته بكتاب "حروب دولة الرسول" لقراءة السيرة النبوية ونصوص القرآن مرتبطة بأحداث زمانها قراءة سوسيوتاريخية وجمعتها في كتاب ( الإسلاميات). وقد كانت هذه القراءة باباً دخلت منه من بعدى أقلام أخرى تبنت طرحي كمؤسس، كما في كتاب الشيخ الجليل المرحوم خليل عبد الكريم ( قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية) وما أقامه بعد ذلك من بناء متميز كان مؤسسة ومعتمدة وجهة النظر التي طرحتها في الحزب الهاشمي، كذلك تبنى ذات الطرح الأستاذ سعيد العشماوي في الباب الأول من كتابه الخلافة الإسلامية ،كذلك بعض الباحثين العرب المبتدئين بخطوات صلبه نتمنى أن يضيفوا للمكتبة العربية نواقصها . · هذا يؤكد يا دكتور ما قلته لك من قبل قليل من انك رائد في البحث الإسلامي لا وجود له، ولا تخشى في الحق لومة لائم بل وغامرت بحياتك في عصر القتلة المتأسلمين وفقهاء الإرهاب. شكراً لك وأتمنى عليك ألا تخجل تواضعي. بمثل هذا المديح فلدينا الكثير من المفكرين العمالقة ولهم أفضال غير منكورة وعلى رأسهم تلك الأسماء المحترمة المطروحة مثل العشماوي والبنا والسعيد وغيرهم، ولكني لا أعتقد أنى قمت بأي إسقاط معاصر إلا في لغة الكتابة دون إعمال تلك اللغة إلا بما يناسب زمن الحدث لكن لينطق هذا القديم بلغتنا اليوم عما حدث في ذلك الماضي. ولم أرجع الأمر كله إلى عبد المطلب بين هاشم قدر ما أعطيته حقه كشخصية تاريخية تركت أثراً عظيماً في محيطها، لكن كان إلى جواره عناصر وظروف هي التي أفرزت عبد المطلب ونماذج الحنيفية الآخرين . إعلان الجماعات الإسلامية تخليها عن العنف مناورة للوصول إلي الحكم * أعلنت جماعات الإسلام السياسي أخيراً تخليها عن العنف وعن مضمون الإدانة والتفكير للسلطة والمجتمع، حتى انهم اعترفوا بأن السادات مات شهيداً. فهل ترى ذلك كافياً لقبولها في الحياة الحزبية المعاصرة في مصر؟ إن الأحزاب السياسية في مصر بل الحياة السياسية كلها بل والاقتصادية بل والاجتماعية قائمة على أسس غير سليمة ليس هنا مجال مناقشتها. لكن المشترك بين الجميع حديثهم عن الديموقراطية السياسية (حرية صندوق الانتخاب)، دون جوانب الديمقراطية التأسيسية ودونها لا ديموقراطية، أقصد الجانب الحقوقي الذي يؤسس حقوق الاختلاف وحقوق المرأة وحقوق الأقليات وحق الاعتقاد الحر بإطلاق وحق تشريع البشر لأنفسهم بما يناسب مصالحهم ومعطيات واقعهم. وكلها حقوق مرفوضة من جميع التيارات الإسلامية بدون استثناء. ولا اعتقد الأمر سوى مناورة أذكى في منهجها من لغة القنابل والرصاص، بغرض الوصول إلى السلطة عبر صندوق الانتخابات وبعدها يكون لكل مقام مقال. · هل تشترط للاعتراف بأي حزب قبوله بالديمقراطية ، أي التداول السلمي على الحكم حتى لا تتكرر في مصرنا الحبيبة المأساة الإيرانية حيث الأقلية من رجال الدين التي لم تفز إلا بثلاثين في المئة من الأصوات هي التي تحكم والأغلبية من الإصلاحيين التي فازت بسبعين في المئة من الأصوات في المعارضة والقبول الصريح لكل مواد حقوق الإنسان وبالقانون الوضعي المستمد منها؟ نعم أشترط ذلك لإبعاد الذئاب المتنكرة في جلد الحملان من الحياة السياسية . الأساطير كانت ملاحم وفنوناً تحمل خبرة الأجيال وتظهر القوي الغائبة * كيف ترى العلاقة بين الأساطير القديمة خاصة في مصر والشرق الأوسط وبين الدعوة الإسلامية على أساس أنها نشأت في شبة الجزيرة العربية التي كانت بمعزل نسبى عن تلك المعتقدات ؟ ليست الجغرافيا دائماً هي العامل الحاسم، فرغم أن جغرافيا شبه الجزيرة تضعها فعلاً بمعزل نسبى عن معتقدات الحضارات المحيطة بالجزيرة، إلا أن ظروف التاريخ كسرت القاعدة الجغرافية وتحولت الجزيرة إلى أكبر مستقبل وليس طارداً للهجرات في بعض الأزمنة، فكانت الملجأ الآمن لكل الهاربين من الاضطهاد سياسي أو ديني على ألوان فرقهم ومذاهبهم ومعارفهم وأفكارهم وأساطيرهم، وهم من أدوا إلى متغير ثقافي عظيم في داخل الجزيرة بعد أن تعربت هذه الهجرات وأصبحت قبائل عربية، فأكبر منطقة في عالم ذلك الزمان تضم يهوداً ذوى شأن كانت هي جزيرة العرب، كذلك انتشرت ألوان مسيحية مذهبية على مختلف الأطياف إضافة إلى الصابئة والمانويين ناهيك عن العبيد المستجلبين وتجار العالم الذين كانوا يمرون عبر الجزيرة بين الشام واليمن وكانت أكبر محطاتهم هي مكة وكانت الأساطير آنذاك ملاحم وفنوناً راقية تحمل خبرات المجتمع وحكمة الأجيال وتفسير الإنسان لما حوله في الكون نشأة وتكويناً وحركة ووجوداً وعدماً، بلغة التعبير في تلك الأزمان عن دور القوى الغيبية كفاعل في الكون المشاهد كمفسر للحدث الواقعي. وقد وجدت كثير من الأساطير المصرية في الحياة والموت والفينيقية والبابلية ( أساطير الخلق والطوفان مثلاً) طريقها إلي التسجيل في الكتب المقدسة كما في التوراة ( العهد القديم) والتلمود . وقد ساعد على تزايد الهجرات إلى الجزيرة ظهور أزمنة الاضطهاد العقدي و الفكرى، عندما أصبح مذهب من المذاهب ديناً رسمياً لدولة ما تضطهد ما عداه وتنفيه . وقد تجلى ذلك في الزمن الهلليني الروماني حتى أسماه التاريخ بعصر الآلام. عقيدة المسلمين تكاد تتطابق جملة وتفصيلاً مع العقيدة المصرية · لكن هل أثرت كل هذه الأساطير على الإسلام كدين؟ لقد حمل هؤلاء ثقافتهم معهم إلى الجزيرة لتؤثر بعد ذلك في العقيدة الإسلامية. وفى كتابي ( النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة) شواهد وأدلة على انتقال كثير من عقائد مصر القديمة وعاداتها وطقوس عباداتها إلى الجزيرة، بل وانتقال مفردات اللغة المصرية ومعانيها المتعددة إلى التطابق. بل أن عقيدة المسلمين في الآخرة تكاد تتطابق جملة وتفصيلاً مع العقيدة المصرية بهذا الشأن من فكرة البعث إلى الحساب إلى الجنة والنار إلى السراط ( كما في كتاب: الطريقين) والميزان وشهادة الجوارح على الميت ( كما في كتاب الموتى) مع قصور اليهودية والمسيحية عن هذا التطابق.مما يشير إلى انتقال مباشر من مصر إلى الإسلام أو المحيط الذي ظهر فيه الإسلام دون وسيط، وهذا ما حاول الكتاب المشار إليه تحقيقه وبحثه. هذا إضافة إلى أن ‘سراة العرب كانوا يرسلون أبناءهم لتلقى التعليم العالي في مدرسة جنديسابور، ثم تلقي التعليم الجامعي في جامعة الإسكندرية. وكان منهم من دخل مباريات معرفية وتحديات ثقافية تتعلق بمعارف تلك المعاهد مع النبي محمد مثل النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط. |
#7
|
||||
|
||||
كالعاده سيد القمني
__________________
مسيحي من الارض المصريه القبطيه المحتله الي الابد قويه يامصر بالمسيح |
#8
|
||||
|
||||
شكرا يا fanous2102 على المقال الرائع، وشكرا سيد القمنى الآخــــــرون الآخرون أو The others فيلم تم تصويره فى داخل الغرف ولم يكن بحاجة إلى ملايين الجنيهات لإنتاجه؛ لأنه يقوم فقط على فكرة واحدة؛ أم وطفلاها المريضان بحساسية الضوء يعيشون فى البيت المحكم المظلم منعا للضوء؛ لا يخرجون منه أبدا؛ لاشىء فى الفيلم بطوله سوى تأكيد هذا التوحد وهذه الوحشة وتلك العزلة المختارة فى الظروف المظلمة لأسباب مرضية قاهرة؛ ثم تكتشف الأم وطفلاها فى نهاية الفيلم أن هناك آخرين بالمنزل لكنهم لايرونهم؛ أحيانا يشعرون بهم؛ من تمكن من رؤية الآخرين بهذا البيت هم الأطفال المفترض أنهم لايرون؛ كما ترى أمهم السليمة؛ رأوهم لأنهم كانوا أطفالا؛ فعلموا أن البيت مسكون بأشباح الموتى؛ أما صدمة الدقائق الخمس الأخيرة بالفيلم فهى اكتشاف الأم وطفليها أن الآخرين الموجودين بالمنزل ليسوا أشباحا بل حقيقة لكنهم لايرونها؛ لأن الأم وطفليها هم من ماتوا منذ زمن؛ وأنهم هم الأشباح؛ وأن الآخرين كانوا هم الأحياء؛ ويسعون لطرد أشباح هذه السيدة وطفليها من المنزل؛ كان الآخرون هم الأحياء؛ أما الأنا فقد كان هو الميت. أما الاكتشاف الأهم فهو أن هؤلاء الموتى عندما اكتشفوا أنهم موتى؛ واعترفوا بذلك؛ أمكنهم أن يشاهدوا ضوء النهار دون أن يصيب صحتهم بأذى. أليس هذا الفيلم العجيب فى شأنه المثير للدهشة كالأساطير هو تصوير لحالنا اليوم بين العالمين؟ نحن نخاف على صحتنا العقلية والدينية من الآخر الكافر، لكننا أسرى التخلف والظلام ونتوهم مرضا غير حقيقى؛ قد يصيبنا مع نور الحضارة بالأذى؛ ليصبح السؤال: من هم الأشباح؟؟ من هم غير الحقيقيين؟؟ الآخرون.. من هم؟ الإجابة؛ نحن وليسوا هم. الأحياء هم الذين يعيشون فى النهار بينما أغلقنا على أنفسنا كل النوافذ؛ لنعيش الظلام خوفا على مأثورنا وصحتنا الدينية، متوهمين أننا الأحياء وحدهم والأصحاء وحدهم؛ بينما نحن الأموات. ويتبلور الموقف عندما ينتشر الخطاب الوعظى المشيخى الإسلامى بمعلومة تسرى بين المسلمين؛ تؤكد أن الغرب الكافر الذى يعيش فى نور العلم ونهار الحريات؛ يريد اقتحامنا من الداخل بما يفرضه علينا هذه الأيام من وجوب عمل إصلاحاته وديمقراطيته علينا؛ بما تحمله من إيدز وأمراض وتفكك وانحلال وفساد وشذوذ جنسى وعرى؛ كما لو كنا نحن من يعيش النور؛ أو كما لو كان لنا قوام أصلا يتطلب منهم بذل كل تلك المشقة لهدمه. أو كما لو كانت مبادىء القيم هى مايحدد للمجتمع التقدم الحضارى من عدمه؛ بينما هى فرز هذا التقدم أو التخلف؛ هى نتيجة وليست سببا؛ ولأننا نعتقد حسب مأثوراتنا إنه «إن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا» ؛أو كما لو كانت حضارة الغرب فقط هى الجنس وحده فقط لا غير. نحن نرى الغرب بعيوننا التى لاترى فى حضارتهم سوى الأفخاذ العارية؛ لأننا بين الأفخاذ نركز عيوننا؛ فيكون العيب فى عيوننا وليس فى الأفخاذ. أو كما لو كانت قيم المجتمع ثابتة لاتريم حراكا وهى المتغير الدائب بتغير البنية الحضارية التحتية المتحركة كل يوم باكتشاف واختراع جديد كل ثانية وكل دقيقة وليس كل ليلة. أو كما لو كانت قيمنا التى نعتز بها ونفخر ونريق على جوانبها الدم هى فاعلة لدينا أو لدى غيرنا فى واقع الفعل والحدث على الأرض؛ أو كما لو كانت قيمهم الهدامة قد فعلت فعلها وهدمتهم وجعلتهم يتخلفون عنا ونحن فى المقدمة؛ كلنا يرمى غيره بالحجر وهو بالخطيئة يعيش ويموت؛ لأننا نخشى الفضيحة أكثر مما نخشى الفعل الكاسر المحطم لقيمنا العزيزة الغالية، أننا نحن من نكسر هذه القيم وليسوا هم لأنها قيمنا نحن وليست قيمهم هم؛ نحن الفاسدون من الجذور إلى النخاع؛ لأنهم يعملون بقيمهم ويحترمونها بينما نحن من نكسر قيمنا ولا نحترمها فى الخفاء والعلن. إن الآخر فى بلاد الطاغوت يتآمر علينا بديمقراطيته الفاسدة، كى يشغلنا عن حياتنا وصلاتنا وأسس ديننا؛ و(اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا) هو دعاء العميان فى البيت المظلم؛ فيمكن أن تكون مصيبتنا فى اقتصادنا لا بأس؛ أو أن تكون فى حريتنا وهو أمر غير معلوم فى تراثنا ولامعنى له عندنا؛ أو أن تكون فى كرامتنا المهدرة فى حروبنا مع بعضنا ومع الآخرين؛ لكن إذا تعلق الأمر بديننا فدوننا ودونه الموت، والخراب وحرق الديار وتفجير العمار وزرع الموت بدلا من الحياة؛ بينما رب الدين المفروض أنه صاحبه وأنه حاميه؛ يبدو واضحا بلا لبس أنه قد رفع يده من الموضوع منذ مات نبى الإسلام، وترك للمسلمين شئونهم بعد أن (تركهم على الواضحة). إنهم فى بلاد الطاغوت يتآمرون علينا نحن فى بلاد الرحمن؛ بتسريب علومهم الدنيوية إلينا إفسادا لنا؛ وانظر إلى الداهية الدهياء؛ إن الكتب التى سيدرسها العراقيون فى مدارسهم ستأتى من أمريكا؟؟ والله أفلح إن صدق؛ وإن كان ذلك قد حدث أو سيحدث فأنت، مبخت ياعراق، وليت بلادى تنال من حظك نصيبا. هذا الآخر الطاغوتى فى بلاد الغرب ليس هو من يمكن تحديده؛ وحده بأنه آخر؛ فمن الآخرين من يعيشون بيننا فى بلادنا يعبدون الله ويعتبرونه واحدا؛ لكنهم الضالون.. آمين. ومنهم من يقول لا إله إلا الله ويضيفون إليها أن محمدا رسول الله وآمين أخرى؛ ورغم ذلك فهم آخر؛ لأنه قد شق عليهم ذبح بيت النبى فاستخدموا حقهم بتفعيل الحديث الصحيح وأضافوا الشهادتين؛ أن الإمام على ولى الله؛ فخرجوا من الفرقة؛ من القبيلة السيدة الناجية؛ أصبحوا آخر. وقس على ذلك؛ المرجئة، المعتزلة؛ الخوارج، الباطنية المعطلة؛ الروافض؛ الإسماعيلية؛ الزيدية؛ النصيرية؛ وبالطبع وبدون أية توضيحات المسلمين العلمانيين الليبراليين. كلهم آخر لأنهم فى سلوكهم وأفعالهم وكلامهم غير مختومين بختم التجديد الوهابى للمذهب الحنبلى المفضل من أهل السنة والجماعة؛ والصحيح وحده لأن بيده جغرافية الإسلام؛ وبيديه الأرض المقدسة فى الحجاز. وهؤلاء هم الأجدر والأولى بالتصدى لهم لتطهير البلاد منهم والاستيلاء عليها بعد إبادتهم لتوحيدها تحت الراية الوهابية الحجازية؛ ليضربوا الطاغوت الأكبر بعد ذلك فى بلاد الكفر ضربة رجل واحد؛ فيتفرق دمه بين القبائل. إن جهاد الآخر فى ديار الإسلام ممن يتسمون بالمسلمين هو فرض على المسلمين جميعا؛ وقتلهم وسبى نسائهم وركوبهن وأخذ بنيهم وبناتهم رقيقا هو الطاعة الكاملة لرب الإسلام (انظر مجموع الفتاوى لابن الباز- مكرر بطول الكتاب عن عمد وقصد؛ كذلك انظر الدر الثمين لابن عثيمين- مكرر بدوره بذات الطريقة). ووفق ماتنصح به هذه الفتاوى المسلم الحقيقى (الوهابى) هو لزومه عدم الكف عن هذا الآخر ولا ساعة واحدة؛ حتى يصبح مطابقا بالكلية فكرا ورأيا وسلوكا وحركة وحزبا وإماما وجماعة للفرقة الناجية بالحجاز؛ أو يقتل وتسبى ذراريه ونساؤه وتنهب أمواله وممتلكاته وتدمر مقدساته وتمحى حتى تسوى بالأرض كما العتبات المقدسة الشيعية فى العراق مثلا أو كمقامات السيدة زينب والحسين والمرسى أبو العباس والقنائى والطرطوشى والسيدة عائشة والسيدة نفيسة بمصر؛ كلها يجب أن تصبح أثرا تسوى بالأرض بعد عين.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
#9
|
||||
|
||||
الآخر قد يكون مسلما موحدا مؤمنا حاجا قانتا فعالا للخير مناهضا للشر؛ محبا للجمال صفة الله وبالحق اسم الإله الجلالى؛ لكن كل ذلك لايشفع له؛ وربما دفعه الإسلام المارق أن يبدع وينتج ويبهج ويشرف وطنه؛ وهذا كله مصيبة فى حد ذاته لأن الوطنية فى كتب التوحيد السعودية هى خط كفرى منقول إلينا من أرض الطاغوت؛ لهذا لم يشفع لفرج فودة حبه لإسلامه ووطنه؛ ولم يشفع لنجيب محفوظ تشريف وطنه بجائزة نوبل؛ فقتل الأول وطعن الثانى. إن الراحل فرج فودة؛ أو نجيب محفوظ؛ لم يكونا ضمن القبيلة؛ ولا يستمعان لنفس الفقيه؛ ولايثبتان أتباعهما ذات المذهب لهذا أيضا لاتشفع للشيعة صلاتهم فى مساجدهم فيفجرونهم أيام الجمعة المقدسة؛ لأنهم غير مطابقين للمواصفات الحجازية القياسية؛ لذلك حق عليهم الموت سلخا وجزا وقطعا وتفجيرا؛ مع مقبلات من نوع تقطيع أوصال المندائيين ومشهيات من المسيحيين من بعض الأوردفر من الآشوريين. مشكلة فى الفكر الإسلامى متوارثة؛ وهى إلقاء الكلام على عواهنه دون تدقيقه وتحديد المفهوم منه. كان بإمكان العربى أن يقول لك سأمر عليك بعد العشاء؛ فتنتظره إلى الفجر؛ الدقة فى عالم الصحراء الفسيح بلا معنى؛ الخليفة المأمون عند قدومه مصر لقمع الثورة المصرية طلب من أحد أتباعه الصعود إلى قمة هرم خوفو ليقيس له المساحة المسطحة العليا فوقه؛ هبط فقال له: مساحتها مبرك ثمانية جمال. الهرم الذى بنى بدقة المليمتر والجغرافيا الأرضية والفلكية والكونية مسطحه الأعلى مبرك ثمانية جمال؟!! انظر معنى المساواة المدقق بمثال شارح «كأسنان المشط» وائتنى من تاريخ الحكم الإسلامى بمثال واحد لأسنان المشط أو ما يشير إلى المساواة كما نفهمها اليوم ولكن يمكن فهم المعنى من نقيضه، وهو ما كان المطبق فى الواقع، إن مايفسر مفهوم المساواة قد تجده فى معنى الآخر الذى لايطابق الجماعة فى كل التفاصيل صغيرة أو كبيرة. غير مسموح بأية مخالفة حتى فيما تأكل من أصناف الطعام؛ رغم أن أهل النعمة فى الحجاز قد ذهبوا مع النفط إلى مطاعم الخمس نجوم؛ وتركوا البركة لنا فى الثريد؛ وأن نتأدب بآداب المائدة الإسلامية؛ فتضع يسراك تحت فخذك الأيسر لأن لها وظيفة أخرى تستخدم فى الخلاء؛ وتسمى الله ثم تأكل بيمينك؛ وتأكل مما يليك؛ وتمص الماء مصا. ملبسك؛ شعرك؛ نعلك؛ قولك؛ كله يجب أن يكون مطابقا للمواصفات الحجازية القياسية. مع الوهابية لامجال لنصحك بمطابقة فكرك بفكر الجماعة ورأيك برأى الجماعة؛ لأنه غير مطلوب أن يكون لك رأى؛ أو أن تفكر أصلا؛ فكل شىء منصوص عليه فى الشريعة؛ وضعه الله وجاء فى السنة وأحكمه الفقه ورتبه وزاد عليه؛ ودعمته الفتوى على تضاربها تأتى من كل فج عميق وبعد كل هذا تريد أن تفكر؟! إذن فقد هلكت ياغر يامفتون!!! إن الله الذى هو الأدرى بمصلحتك قد قنن لك ووضع سره وعلمه عند مشايخ الإسلام ليعفيك من مهمة التفكير المزعجة؛ وأنت لست أفضل من السلف الصالح صحابة الرسول الأتقياء الورعون المؤمنون المبشرون بالجنان؛ وبقية الصحابة والتابعين؛ وتابعى التابعين. ولأنهم كانوا كذلك؛ وقعت كل ألوان الفتن مبكرا؛ وكانت القلاقل والحروب هى القاعدة الدائمة؛ لأنه كان طبيعيا أن يفكر الصحابة فى شئون مابعد توقف الوحى وموت النبى وطوارىء الفتوحات؛ وعندما فكروا أصبح كل واحد بفكره مخالفا لزميله؛ أصبح آخر برأيه الجديد؛ ومن هنا حق قتاله وقتله. ولهذا أسموها الفتن؛ فقالوا الفتنة الكبرى لعدم التمكن من تحديد الجانى من المجنى عليه؛ فكلهم صحابة كرام، وقالوا الكبرى لأنه كانت هناك فتن صغرى، بدأت بالسقيفة؛ وشن الحرب على مانعى الزكاة. وجاءت بعدها فتن أيضا استباحت مدينة الرسول وهدمت الكعبة وأحرقتها. رغم أن اتخاذ الأمر بالقتال تقوم به وتشنه الفرقة على الأخرى منذ الخليفة الأول؛ فإن تحديد من يكون هو الأنا ومن هو الآخر كانت تتوقف على من يحسم المعركة لصالحه فيكون المهزوم هو الآخر الكافر يصبح هو الفرقة الباغية؛ وقد بغت لأنها قد فكرت ورأت لنفسها رأيا فى الدين أو الدنيا والدليل على بغيها هزيمتها وذلها؛ وكان يمكن ألا تحدث الفتن ويمر كل هذا بسلام لو لم يستخدم الدين من كل الأطراف المتحاربة ليصبغ شريعته على الأنا ويسلبها عن الآخر. فكل شىء منصوص عليه والتفكير يتم فيما هو غير منصوص عليه؛ ولم يكن موجودا زمن تواجد الوحى؛ لم يكن عليه التفكير كان عليه التزام الموجود قديما ولا عليه من أحداث الواقع المتغير؛ فلتتغير؛ ومالنا؛ وما علينا؛ إن فكرنا بغينا؛ مما يتطلب القتل والجز والسلخ. عندما فكر المسلم لم يعد يتطابق مع فكر المسلم الآخر، والتطابق لابد أن يماثل ويطابق الأصل القدسى؛ لذلك عندما رأى المسلم رأيا بعقله واعتبره دينا، وغيره ليس كذلك؛ غيره آخر؛ وبما أن الجميع حاول بفكره أن يقول أن مايقوله هو وحده المطابق للشرع؛ فإن النتيجة كانت لابد أن تكون حربا من أجل الدين ذاته. من هنا أصبح اختلاف الرأى ناتجا عن التفكير؛ ومن هنا أصبح أى تفكير باعثا على الاختلاف عن الأصل؛ لأن المشترك بين الجميع كان نصا واحدا يريد كل منهم أن ينتصر به لقضيته. لذلك جرت الفتن مع الدماء أنهارا عندما جعلوا من شئون الحياة والسياسة التى هى من خصوصيات البشر خصوصيات ربانية. وهو مايفسر لنا ظهور النظام الديمقراطى البدائى لدى الشعوب الوثنية كما كان عند الرومان قبل الإسلام بقرنين وألف من السنين؛ لأن رجال الدين كانوا أفرادا عاديين وأفكارهم وآراءهم وسلوكياتهم لم تكن أمورا مقدسة أو ملزمة؛ فكانوا أحرارا فى حياتهم يصوغونها كما شاءوا. أما مجتمع المسلمين بإصراره على مطابقة النسخة الأصلية واعتقاده بصحة هذه المطابقة وكفر غيره فقد تحول كله إلى مجتمع الآخرين؛ كل منهم آخر؛ كل مخالف آخر؛ كافر يلزم قتله؛ فهو من الفرقة الهالكة والقاتل هو من الناجية. غاب الفكر الحر؛ وغابت معانى الحقوق الإنسانية؛ غابت الديمقراطية التى كانت مهمتها تجادل الآراء للاتفاق على رأى واحد يتفق عليه الجميع وبقى الفكر الدينى وحده الذى فرق المسلمين فرقا وشيعا وقتلا وذبحا وتقتيلا فى سبيل الله؛ والله من كل هذا براء. عند المسلمين غابت آلية الحوار وآليات إصدار القرار؛ وآلية سيادة رأى الأقلية؛ وغابت آليات تنظيم الدولة دستوريا؛ فتميز تاريخنا بالحروب الداخلية والفتن؛ وقتل الحكام سبيلا وحيدا لتبادل السلطة بدلا من الانتخاب والاستفتاء . كان الرومى يجمع المواطنين تحت مظلة المساواة وفق قانون مدنى اتفقوا عليه وتعارفوا وقبلوا جميعا به. أما القانون الإسلامى الشرعى فيطرد حسب كل فريق جميع الفرق الأخرى فمزق المجتمع وتحول على يد أصحابه من نعمة مهداة إلى نقمة ومعاناة دائمة. تعريف الآخر عندنا لم يصدر به بيان لكن نستشفه من فعلنا وأى قوانين نمارس. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ لم تعد تكفى لإثبات صحة إسلامك اليوم؛ لابد أن تشهد بصدق ابن عبدالوهاب وابن البنا وابن قطب وابن عاكف وابن قرضاوى وابن هويدى؛ وابن الغنوشى وابن الترابى.. أصبح شرط الإيمان بقدر مطابقته لما يرى المستبدون على الجماعه الزعيمة؛ أن تكون عضوا فى الشلة أو العصابة؛ كان هذا هو منطق العربى فى الجاهلية. القرآن اعترف بالآخر وقال أن تلك إرادة إلهية وأنه جعلنا قبائل وشعوبا لنتعارف ونتعايش بسلام مع الآخرين؛ بينما فهم المسلمون أن المساواة أن تكون نسخة كربونية تطابق قوما ماتوا منذ أكثر من ألف عام؛ وأن نتبعهم فى كل تفاصيل ودقائق حياتهم فيكون الحى قد عاد إلى زمن مات ليموت هناك وجسده حى بيننا؛ ودون أن يحيا الميت المطلوب استعادته بالفعل؛ لم يأت ليحقق لنا معجزات تحققت فى زمنه بالعزة بعد المذلة. إن مشهد الواقع الإسلامى الآن وخاصة منه العربى؛ يشير إلى أشباه بشر فى قاع الأمم المتخلفة؛ مما يؤكد أن السلف الذى استدعيناه ليس بإمكانه استيعاب زماننا ولافهمه ولاكيف يعيش فيه.. وهو والموت واحد؛ ويبقى الحى منا فى القرن السابع الميلادى.. بينما من يشق المستقبل نحو النور فى الزمن شقا.. هو الآخر الملعلون فى بلاد الطاغوت.
سـيد القمنى
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
#10
|
||||
|
||||
الأخوة الأفاضل فانوس و مكة كولا
يا ريت حد يقنع الدكتور سيد القمني بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية و ساعتها سيقف وراءه كل المثقفين ذوي العقول المستنيرة . على فكرة انا شفت فيلم the others لنيكول كيدمان 3 مرات و لم أفكر فيه بهذه الطريقة فعلا شخص محترم و جدير برئاسة مصرنا الحبيبة بدلا من الوهابيين و أعوانهم الأخوان . عبد المسيح
__________________
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وتقدمه وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الآشوريون إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الآشوريين. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ». www.copts.net |
#11
|
|||
|
|||
إقتباس:
فعلا هذا الانسان محترم جدا و تقابلت معه مرة من قبل. |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|