|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
نفاق المسلمين بشأن تدنيس القرأن
بقلم مالك مسلماني
عندما تناقلت وسائل إعلامية نبأ تدنيس القرآن، خرج المسلمون في أرجاء مختلفة من العالم الإسلامي إلى الشوارع في مظاهرات غاضبة، أدّى بعضها إلى سقوط قتلى وجرحى كما حصل على سبيل المثال في أفغانستان حيث كانت نتيجتها 17 قتيلاً. بضع كلمات وردت في خبر صغير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية(1) كانت وراء هذه المشاعر الملتهبة التي عمت جماهير المسلمين في الدول العربية وغير العربية. لكنّ مكمن الخطورة لم يكن في الخبر بحد ذاته ـ بغض النظر عن درجة موثوقية الخبر ـ بل في ردة الفعل الإسلامية الجماهيرية تلك التي نجمت عنه. فالغضب الذي أدى لمقتل مسلمين يؤشر إلى البعد اللاعقلاني الذي يحكم الذهنية الإسلامية، ويؤكد درجة حضور الغريزة البدائية في تصرفات المسلمين. هذه التصرفات لن نجدها في أي بقعة من العالم الغربي الذي دخل طور ما بعد الحداثة بعد أن مرّ بمراحل ارتقائية عديدة منذ الثورة الرأسمالية؛ وقدم نقداً لما سبقه من أفكار في جميع حقول المعرفة الإنسانية، بما في ذلك حقل الدين المسيحي كما في حقل التاريخ الديني. وهكذا، فإن الغرب عندما يتعامل مع الانتهاكات التي تصيب مقدسات المؤمنين نجده يتعامل معها من موقع قانوني وحقوقي، ويحكمه العقل، لا الغرائز المنفلتة؛ بينما نرى اليوم، ومن خلال هذه المظاهرات، كيف تؤكّد طريقة التعبير الإسلامية مجدداً مدى الهوة التي تفصل بين هذين العالمين. إن هذه الهيجانات وإذ برهنت على قوة الغريزية الغضبية في المسلم، فإنها أكدت خاصية سيكولوجية، ألاّ وهي الكراهية التي تعتمل في نفس المسلم نحو الآخر، وهذه الكراهية تجد حاضنتها في المساجد والمدارس الدينية، كما في نمط التربية الأسرية التي يتلقّاها المسلم، والمُستلهمة من التراث القتالي للمسلمين. ورغم أنه كان يتوجب على الكتاب العرب التوقف طويلاً عند هذه القضية لما تحمله من دلالة؛ إلا أنهم وللأسف قد فضلوا التنأي عن تناول هذه القضية لحساسيتها، وكونها تتعلق بقدس الأقداس لدى المسلمين. وهكذا، لم نجد من المواد النقدية إلاّ ما قدمه المعلقون الغربيون. كان من الطبيعي أن يكون التعاطي الغربي مع المسألة تعاطياً نقدياً، وخصوصاً أن الغرب كان قد اختبر بنفسه تعرض مقدساته المسيحية لأشكال من التدنيس. فعندما أقيم معرضٌ للصور في الولايات المتحدة سنة 1989، وقدم فيه صورة بعنوان " Piss Christ " ؛ فإن ذلك لم يدفع الكاثوليكيين الأمريكيين للخروج إلى الشوراع والتسبب بمقتل عشرات منهم. كذلك لم يقم البوذيون بأفعال مشابهة رداً على تدمير حركة الطالبان لتمثاليْ بوذا اللذيْن يعودان لأكثر من خمس عشر قرناً(2) أي قبل ظهور الإسلام. ومن جهة ثانية، فإن هذه القضية أخذت منحى سياسياً، إذ قامت حركات إسلامية على امتداد العالم الإسلامي بتوظيف الموضوع خدمةً لمشاريعها السياسية الخاصة بها. كما أن دولاً إسلامية عبرت عن القلق بلسان مسئولين منها، وكان هذا أيضاً ذا بعد سياسي. كان موقف الدول الإسلامية وعلى رأسها السعودية يجسد حالةً كبيرةً من الرياء السياسي، والديماغوجية الأخلاقية. وحول ذلك كتب علي الأحمد مدير المعهد السعودي في واشنطن مقالاً(3) بيّن فيه طريقة التعاطي المزدوجة والمرائية لهذه الأنظمة الإسلامية، فقال إنه كمسلم بوسعه أن يبتاع ما يشاء من نسخ القرآن في أية مدينة أمريكية، وكما أنه يستطيع دراسة القرآن في عدد لا حصر لها من الجامعات الأمريكية؛ في حين أن المسيحيين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى لا يستطيعون حيازة كتبهم المقدسة في السعودية. كما أن السلطات السعودية تمارس عملية تدنيس الكتاب المقدس وإحراقه، إذ يقوم رجال الأمن في النقاط الحدودية بمصادرته وإتلافه. دعْ عنك أن حيازة المرء للكتاب المقدس قد تعرّضه للقتل، أو الاعتقال، أو الترحيل. وهذا ما جرى مع مواطن سعودي قطع عنقه سنة (1993) بسبب قضية من هذا النوع(4) ويختم مدير المعهد السعودي مقاله بتوجيه نصيحة للمسلمين بأنهم إنْ أرادوا أن تحترم الأديان الأخرى عقائدهم وكتابهم المقدس، فعليهم أن يبدأوا بأنفسهم. إضافة إلى ذلك، فإننا لنجد في مصادر التاريخ الإسلامي ما يؤكد أن المسلمين دنسوا، لا كتب الآخرين المقدسة فحسب، بل كتابهم المقدس نفسه؛ حيث سجلت لنا هذه المصادر حالات منظمة ومنهجية لتدنيس القرآن على يد مسلمين وفي مختلف العصور. والتدنيس الإسلامي للقرآن أكثر خطوراً لأنه في حالات كثيرة نال من النص نفسه، وبالتالي كان يعبر عن عدم إيمان مَن يعتنقون الإسلام ويظهرون الدفاع عن الإسلام. حرق عثمان للمصاحف: !!!!!!! لمزيد من التفاصيل: http://www.annaqed.com/article.aspx?article=10561 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|