الحقيقة رغم شهرة طه حسين لكن كنت أحس إن شخصيته غامضة ومش واضحة وأنه لا يتم تقديم معلومات مفهومة عنه .. فلقيت جزء من مقال تلقى بعض الأضواء عنه :
والي المشاغبات والمبارزات وما اشبه وستكون هذه المرة لصديقنا وزميلنا المؤرخ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد جمال بدوي في الوفد الثلاثاء بعنوان عفوا سيدي العميد وكانت عن عميد الادب العربي الدكتور طه حسين وقال جمال ان مكتبة الاسكندرية طلبت منه ان يتكلم عن الاتجاهات السياسية في حياة طه حسين. وقد تناول هذا الجانب في الندوة التي اقيمت يومي الجمعة والسبت الماضيين والتي تناول المشاركون فيها حياة طه حسين واضاف جمال:
لقد صدم الكثيرون من حضور المؤتمر عندما فوجئوا بان مسيرة طه حسين السياسية شهدت تقلبات وتحولات يصعب فهمها او قبولها من رجل في مكانة عميد الادب العربي، والناس قد تغفر للسياسي المحترف، ما تفرضه عليه تقاليد السياسة من دهاء وخبث وتآمر.. الخ، ولكنها لا تغفر للمفكر ان يخضع لمثل هذه التقاليد والسلوكيات، ومن ثم كانت الصدمة عنيفة لدي الكثيرين من حضور المؤتمر. وما ظنك بشاب كفيف قادم من الصعيد الاوسط، ومن اسرة رقيقة الحال، فيرتمي في احضان حزب كبار ملاك الارض ولا تربطه بهم وشيجة سوي ما يجده عند فيلسوف الحزب احمد لطفي السيد من عطف، ويعجب بارتقائه العقلي وفكره الديمقراطي، فيرتبط به ارتباط المريد بالشيخ، ثم تفاجأ بانه كان في نفس الوقت علي صلة بتيار التطرف في الحزب الوطني ممثلا في الشيخ عبد العزيز جاويش الذي كان يحرضه علي مهاجمة شيوخ الازهر، وبعد عودة طه حسين من فرنسا عام 1919 نراه منغمسا مع حزب الاحرار الدستوريين الوريث التاريخي لحزب الامة، فيلتقي باستاذه القديم لطفي السيد وصديقه حسين هيكل فيشاركه الكتابة في صحيفة الحزب (السياسية) ويتولي رئاستها وكتابة افتتاحيتها احيانا. وفجأة يحدث التحول ـ بل الانحراف ـ في مسيرة طه حسين عندما نراه يهجر صحيفة الاحرار الدستوريين الي صحيفة الاتحاد الناطقة باسم حزب اصطنعه الملك فؤاد ليدخل به بورصة الاحزاب، ويسحب البساط من تحت اقدام الوفد الذي اكتسح انتخابات 1924 ثم نري طه حسين يتحول الي شهيد للحرية عندما اقصاه الطاغية صدقي عن عمادة كلية الاداب. ويتعاطف معه الوفد رغم عدائه العنيف لسعد زغلول، ويطلب منه مصطفي النحاس ان يكتب في صحيفة الوفد (كوكب الشرق) ويقدمه الي القراء تقديما رائعا وبليغا ثم لا يلبث صاحبنا ان يهجر الوفد ليشتري امتياز صحيفة اسمها الوادي تستنزف مدخراته المتواضعة، ولا ينقذه من الورطة سوي عودته للجامعة وزوال عهد صدقي ودستوره، وفي وزارة 4 شباط (فبراير) 1942 يختاره نجيب الهلالي مستشارا لوزارة المعارف فيطبق مجانية التعليم الابتدائي وينشيء جامعة فاروق في الاسكندرية، ثم يحدث التحول الاكبر في حياة طه حسين وهو الاهتمام بقضايا المجتمع ومشاكله وهمومه!! الي ان يختاره الوفد وزيرا للمعارف في آخر وزاراته (1950 ـ 1952) هل كان طه حسين من المؤيدين لفكرة التعدد الحزبي وهي احد ركائز النظام الديمقراطي الذي اعتنقه منذ فجر شبابه؟ واذا كان الجواب بالايجاب: فالي اي الاحزاب انتمي طه حسين؟ لقد رأيناه قريبا من حزب الامة، والحزب الوطني، وحزب الاحرار الدستوريين وحزب الاتحاد وحزب الوفد.. ومع ذلك لا تجد في كل كتاباته السياسية ما يدل علي انه انضم يوما الي اي من هذه الاحزاب، او انه ارتبط بأي حزب ارتباط عضوية والتزام.. واقصي ما توصف به هذه العلاقات انها كانت وسائل للتعبير عن ارائه وافكاره، من خلال الصحف التي كانت تصدر عن هذه الاحزاب.. وتبقي مسيرة طه حسين السياسية لغزا محيرا لكتاب سيرته ونقاد ادبه، ولذلك اجدني مضطرا لان اقول: عفوا سيدي العميد.. لا تغضب ولا تعتب لاني حاولت عرض هذه الصفحة من حياتك.. الي جانب الاف الصفحات المشرقة بالنور والتقدم والارتقاء .
عن جريدة القدس العربى
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...ير%20امريكاfff