|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
بين أبو مصعب الزرقاوي ومتى المسكين
في نفس الفترة أعلنت وافة شخصيتين الخلاف بينهما أشد ما يكون من النظرة الأولى هما أبو مصعب الزرقاوي والأب متى المسكين. لم أتمالك نفسي من عقد مقارنة بين الشخصيتين رغم الخلاف الواضح بينهما، ولكن نظرة أخرى للشخصيتين تضع تشابهاً كبيرا بينهما وتوضح الإختلاف أكثر.
فكلاهما عاش يعلن إيمانه بعقيدة محددة. عاش مداقعا عنها ومات مدافعا عنها. تركا أثرا لا يمكن نسيانه على المحيطين بهما وعلى المجتمع ككل. كلاهما متطرفا في طريقة إتباعه لعقيدته. كلاهما نجحا في تكوين مجموعة كبيرة من الأتباع. أتبعهما أعلنوا إلتزمهم بنفس المنهج والطريق للنهاية. لكن هذا التوافق في الشخصيتين هو نقسه الخلاف العميق بينهما. فالزرقاوي عاش ومات مدافعا عن معتقده باستخدام كل وسائل العنف المتاحة له بغض النظر عن عدد الضحايا، بينما متى المسكين عاش ومات مدافعا بقلمه معلما ومرشدا. الزرقاوي ترك أثار جروح لا يمحيها التاريخ على عائلات كل من تسبب في قتلهم ذبحا وتفجيرا، بينما متى المسكين ترك كتابات ستنير الطريق لألاف بعده. تطرف الزرقاوي وإتباعه أضيق تفسير للإسلام جعل منه قاتلا سافكا لدماء كل من يختلف معه، بينما تطرف متى المسكين في إتباعه للمسيحية جعل منه راهبا منعزلا عن العالم متفرغا للكتابة والعبادة. كون الزرقاوي خلية كبيرة من القتلة التي لا هم لها إلا حمل نفس المنهج في قتل وإبادة الأخر بينما ترك متى المسكين تلاميذ لاهم لهم إلا تعليم الأخر. أتباع الزرقاوي للأسف ملتزمون بنهجه في القتل والتخريب، وتلاميذ متى المسكين ملتزمين بنهجه في الزهد والتقشف. السؤال ما الذي جعل الخلاف بينهما كبيرا لهذه الدرجة؟ أعتقد أن جواب السؤال يكمن في التشابه الأول وهو أن كلاهما أعلنا التمسك بعقيدة محددة. فالعقيدة التي إتبعها كلا منهما هي التي شكلت شخصيته وهي التي حكمت علاقته بالعالم. وأعتقد لكي نفهم طريقة تفكيرهما ينبغي التركيز على ما كان يتبعه كل منهما وليس فقط ما فعله أو تركه. آخر تعديل بواسطة servant2 ، 09-06-2006 الساعة 02:41 AM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|