|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
العلمانية أم الحرية ؟
ابراهيم القبطي
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=69545 الحوار المتمدن - العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 قرأت الكثير من المقالات عن العلمانية ، و أكثر ما أعجبني هو مقالة الأستاذ صلاح الدين محسن "الفجل والعلمانية" (1) فهي الوحيدة على حد علمي التي ربطت بين العلمانية و الحرية إلى حد كبير وبطريقة أقرب إلى رجل الشارع البسيط ، ومن منظور المرأة بائعة الفجل البسيطة التي لا تريد إلا مزيدا من الحرية والحقوق ، لقد كان هذا المقال توضيحا لأهمية العلمانية ، و لماذا نريد العلمانية ؟ من أجل مزيد من الحرية للمرأة و للأقليات ولجميع البشر ، فالحرية هي الدافع الأول للديمقراطية والعلمانية واللبيرالية ، فكل هذه المصطلحات تدور في فلك الحرية ، قد تتغير و لكن تبقى الحرية الإنسانية هي الأساس. لمحة تاريخية (2) : أول من صك المصطلح securalism هو جورج جاكوب هوليك (George Jacobb Holyoak , 1817-1906) الذي عاش في انجلترا ، وكان لا أدريا (Agnostic)وأسس "جمعية لندن العلمانية" London Secular Scocity ، وكان يصف العلمانية بأنها النظام الذي يهتم بطرح الأسئلة والموضوعات التي يمكن اختبارها و التحقق منها في هذه الحياة فقط ، فهي تهتم بما هو مادي و أخلاقي و عقلاني ، و أكد على أن العلمانية تقف على الحياد بين الدين و الإلحاد. تولى رئاسة الجمعية بعده تشارلز برادلاف (Charles Bradlaugh: 1833-1891) ، الملحد ، عام 1866م والذي كان أكثر تطرفا فأعلن أن أول خطوات العلمانية لابد أن تكون بالتخلص من الدين أو الفكر الديني من أجل التحرر من سلطة الكنيسة . بحثا عن الحرية من خلال الحيادية: إذا من أول خطوات ظهور العلمانية وهناك مدرستان ، مدرسة تنادي بعلمانية محايدة ، و مدرسة تنادي بعلمانية ملحدة تنكر الدين ، وهما نفس المدرستين اللتين نراهما حتى اليوم في كتابات العلمانيين ، فكيف نحكم بينهما ونقرر أيهما الأنسب للإنسان والمجتمع ؟ هذا هو السؤال الذي لا نجد عنه إجابة إلا في كلمة واحدة ..... الحرية العلمانية المحايدة هي التي تحقق الحرية ، فهي تمنح بيئة محايدة يتعايش فيها الملحد مع المؤمن تحت الوطن الواحد ، دون وصاية أو حجر على الضمائر ، أو إجبار ، أما العلمانية الملحدة والتي تتعايش من مهاجمة الإيمان بأي دين فهي إقصائية ، تفعله ما تفعله الكثير من الأديان ، فتكفر الآخر المؤمن ، كما يكفر الكثير من معتنقي الأديان بعضهم أو يكفرون الملحدين ، وهي ما تمثله علمانية الصين مثلا التي أقمعت كل الأديان بما فيها البوذية . وبهذا نستطيع أن نستنتج أن أنسب وصف للعلمانية يحقق كرامة الإنسان وحريته هي العلمانية المحايدة التي تفصل كلا من الدين و الإلحاد عن الدولة ونظام الحكم ، والتي تجعل نظام الحكم (تشريعا وقضاءا ومؤسسة تنفيذية) محايدا يقف عند خط الصفر ، لا يفضل دينا على آخر أو ملحدا على مؤمنا ، أو رجلا على إمرأة ، الجميع سواء أمام القانون المدني في الحقوق والواجبات . هذه البيئة المحايدة هي الوسيلة الوحيدة لكي يرتقي الإنسان ، وهي البيئة الوحيدة التي تخرج الإنسان إلى عالم الإبداع الواسع ، ، هي التي تمنح الإنسان كرامته المطلوبة من أن أجل أن يختار و أن يتحمل نتيجة هذا الأختيار ، وعلى أساسه تقوم الحضارة الإنسانية كلها . العلمانية والصراع: ومن الجهة الأخرى، مسار التاريخ الإنساني محكوم بأن يكون مليئا بالصراع ، سياسي أو ديني أو فكري أو اجتماعي ، فهل العلمانية كبيئة محايدة تعني إنتهاء الصراع ؟ لا بل هي تعني استمرار الصراع تحت مراقبة طرف محايد ، يسمح بالصراع طالما هو صراع الأفكار لا الأيادي ، صراع العقول لا السيوف ... الصراع بين الأديان كأفكار ، الصراع بين النظم السياسية كمنظومات فكرية ، صراع بين الشك و اليقين ، بين الإيمان و الإلحاد ... كلٌ مسموح به طالما لا يمس أمن وسلامة المتصارعين المادية والجسمية . يمكننا أن نشبه الصراع داخل البيئة العلمانية بمبارة لكرة القدم ، تحكمها قوانين عادلة و حكم محايد ، والإنتصار يحدده للطرف الأقوى و الأكثر قدرة على الإقناع و الأكثر مهارة وفنا وخبرة وحنكة .. ردود فعل دينية تجاه العلمانية : ليست كل الأديان سواسية في موقفها تجاه العلمانية ، فهناك مثلا البوذية التي لا تعارض العلمانية بل أنها لا تفكر إلا في الهروب من العجلة الثمانية للقدر دون التركيز على ما هو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي ، فنستطيع أن نقول أن البوذية ديانة انطوائية ، لا تريد تغيير العالم بل الهروب منه . على العكس من الإسلام الذي يكفر العلمانية والعلمانيين ، فالفكر الإسلامي يمثل فريق كرة القدم الذي يريد أن يكسب كل المباريات بأن يضمن بأن الحكم مسلم ... لأنه لا يثق في قوة فريقه وقوة منطقه وقدرته على اقناع الآخر دون الاعتداء على حريته ، ولهذا لا يقبل المسلمون إلا حكم الله و شريعة محمد و القرآن ، ومنها أن من يسجل هدفا في مرماهم هو كافر ، ومن يترك فريقهم وينضم للفريق الآخر هو مرتد يستحق القتل ... فلا مجال لحرية الضمير ، أو أي مساحة من الحيادية ... فالإسلام كدين لا يحيا و ينتعش إلا تحت حكم الخلافة و الدولة الإسلامية . فالإسلام يريد أن يغير العالم (عكس البوذية) و لكن بقوة السيف و القهر ، ليصبح جميع البشر إما مسلمين أو أهل ذمة أو عبيد وجواري للمسلمين . يتبع ...
__________________
اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ (رومية 8: 32)
مسيحيو الشرق لأجل المسيح مسيحيو الشرق لأجل المسيح (2) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|